الإرادة الفلسطينية انتصرت
هكذا وبتظافر الجهود سقطت مـــحـــاولات الــفــريــق الـعـنـصـري الإسرائيلي بيتار القدس استجلاب اهتمام نادي برشلونة، واستغلال عـــوز الــنــادي الـكـتـالـونـي للمال ليستضيفه الــنــادي الصهيوني مقابل حفنة من الدولارات.
ولعل هذا الانتصار لم يأتِ وليد الاحـتـجـاج الفلسطيني فحسب، وإنما نتاج حراك متكامل لمناصري فلسطين الكثر ممن رفضوا إعطاء النادي صك الغفران بعدما أوغل في عنصريته.
بيتار القدس الجاثم على أرض فلسطين المحتلة، شكل لبرشلونة محطة مغرية للمنازلة، ليس فقط لكون مدرب برشلونة رونالد كومان هـو شقيق إرويـــن مـــدرب الفريق العنصري، ولا لكون المباراة غُلفت بشعارات وهمية تسويقية كالسلام والإنسانية، بل أيضاً لما سيدفع مقابلها مــن مـــال تـرويـجـي غير مسبوق. هذا المال جعل برشلونة يتخلى عن اللعب مع فياريال الفائز بالدوري الأوروبـي في الموعد ذاته على أرض القدس المحتلة، مقابل المباراة المزعمة مع الفريق العنصري الأول في العالم.
بيتار القدس استقدم ذات يوم لاعبين من البوسنة والشيشان، فلم يصمدا أمـام حجم التحريض وهتافات الكراهية والحقد، وما تعرضا له من مشجعي النادي، فقررا الرحيل إلى غير رجعة. وهو الفريق ذاتــه الــذي فكّر أحـد المستثمرين العرب أمـام نشوة التطبيع، لا أن يستثمر في فريق هلال القدس مثلاً، بـل فـي بيتار الـقـدس العنصري، ليلفظه جمهور النادي، ويشتمونه ويستهزئون بماله، إلى أن وصلت وقاحة هذا الجمهور للتعرض للنبي الكريم محمد عليه أحسن الصلاة والتسليم، ويتنمرون أكثر فأكثر على العرب وثقافتهم.
وعـلـيـه تـسـابـق اتحـــاد الـكـرة الفلسطيني ومعه جيش من المحبين لبرشلونة والحريصين عليه للدفع بـاتجـاه التضحية بهذه المـبـاراة، ليس فقط مراعاة لموقف مشجعي النادي الكتالوني في معظم دول العالم الحــر، والالــتــزام بـقـرارات الفيفا، وقـرارات الشرعية الدولية الــتــي اعــتــبــرت الــقــدس محتلة، بـل أيـضـاً انتصار لمئات الأطفال والنساء الذين سحقتهم قذائف إسرائيل وصواريخها في حروبها واجتياحاتها في غزة والضفة.