Al-Quds Al-Arabi

إلزامية التلقيح ضد فيروس كورونا تثير جدلا في أوروبا

-

لندن- وكالات ـ «القدس العربي»:

تثير إلزامية التلقيح ضد كوفيد-19 جدلا متزايدا في بلدان عدة، على غرار فرنسا التي فرضت على العاملين في المؤسسات الصحية تلقي اللقاح لاحتواء تفشي المتحوّرة دلتا التي يثير انتشارها الكبير المخاوف من تسارع وتيرة الإصابات مجددا.

وبموازاة المعترضين يكتسب جعل اللقاح إلزاميا زخما في أوروبا كما حصل في فرنسا التي قررت الاثنين إلزامية تلقي المعالجين الطبيين اللقاح بهدف القضاء على المتحورة دلتا. كما أعلنت اليونان أن هذا الأمر سيصبح إلزاميا اعتبارا من 1 أيلول/سبتمبر.

وإلزامية التطعيم في الاتحاد الأوروبي لم تكن شائعة قبيل إعلان ماكرون وميتسوتاكي­س عن قرارهما، ولكن في إيطاليا التي تأثرت بشكل كبير من الجائحة، فهي تفرض اللقاح على العاملين في المجال الصحي منذ آذار/ مارس الماضي. وأعلنت فرنسا واليونان بدء إلزامية عملية التطعيم بلقاحات كورونا وذلك خوفاً من تفشي موجة أخـرى من الفيروس مع تسجيل حـالات من الإصابات بالنسخة المتحورة «دلتا».

وفي خطاب تلفزيزني أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن عدة إجـراءات جديدة لوقف تفشي فيروس كورونا مع انتشار المتحورة الهندية «دلتا» الشديدة العدوى.

ومن بين هذه الإجـــراء­ات إلزامية التطعيم للعاملين في المؤسسات الصحية وفرض «الشهادة الصحية» في المطاعم والمقاهي والمراكز التجارية وبعض وسائل النقل اعتباراً من أغسطس/ آب المقبل. والقرار يفرض تطعيم جميع العاملين في المستشفيات أو كبار السن أو دور رعاية المسنين بحلول 15 أيلول/سبتمبر على أبعد تقدير. وإلا فلن يعودوا قادرين على العمل ولن يحصلوا على رواتبهم بعد الآن، وفقاً لوزير الصحة أوليفييه فيران.

أما في اليونان فسيتم يتم تطبيق التطعيم الإجباري من منتصف آب/أغسطس على الموظفين في دور المسنين ومن الأول من أيلول/سبتمبر للقطاع الصحي، وقال رئيس الوزراء ميتسوتاكيس «لا يمكننا إنهاء الفصل الأخير من الأزمة الصحية إلا إذا حصل الجميع على اللقاح» مضيفاً أنه «لن تدخل البلاد في وضع صحي سيء آخر بسبب مواقف بعض الأفراد».

فرنسا ودفتر التطعيمات

وبالإضافة إلى التطعيم الإلزامي، ترغب فرنسا في جعل «دفتر التطعيمات» متطلباً لزيارة المطاعم وأماكن التسوق، والقطارات والطائرات ابتداء من آب/أغسطس. ويوفر دفتر التطعيمات معلومات حول التطعيم، وإن كان الشخص أصيب بكورونا مسبقاً أم لا. وفي اليونان فقد تم بالفعل التخطيط لقيود على الأشخاص غير المطعمين ابتداء من يوم الجمعة المقبل.

بالنسبة للفئات المعرضة للخطر التي تم تطعيمها في وقت مبكر من هذا العام، ستكون هناك أيضا لقاحات معززة بجرعة ثالثة في فرنسا اعتبارا من أيلول/سبتمبر، وتحدث ماكرون عن «سباق» جديد مع الفيروس الذي ينتشر مرة أخرى في أنحاء فرنسا، وأنه «بدون اتخاذ إجـراءات سريعة، فهناك خطر حدوث ضغط جديد على المستشفيات».

وفي فرنسا، كما في اليونان، تم تطعيم حوالي 40 في المئة من السكان بشكل كامل، ولكن في كلا البلدين، ارتفع عدد الإصابات الجديدة مرة أخرى مؤخراً، ويعزو الخبراء ذلك إلى متحور دلتا، الذي تم اكتشافه لأول مرة في الهند. وأقدم نحو مليون شخص غالبيتهم من الشبان على حجز مواعيد لتلقي اللقاح بعدما أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قرارات تحصر العودة إلى حياة اجتماعية طبيعية بتلقي اللقاح.

والثلاثاء الماضي أعلن مدير موقع «دوكتوليب» لحجز مواعيد التلقيح اللقاح أن «926 ألف فرنسي حجزوا مواعيد لتلقي اللقاح».

ألمانيا لا تنوي جعل التلقيح إلزاميا

يعتبر الألمان بحسب المقارنات الدولية، من أقل الشعوب تقبلاً لفكرة التطعيمات، ويعود ذلك إلى خلفيات سياسية وتاريخية حينما تم فرض التطعيم الإلزامي ضد الجدري قبل 150 عاماً.

وذكرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل عقب محادثات مع وزير الصحة ينس شبان ورئيس معهد «روبرت كوخ» لمكافحة الأمراض لوتار فيلر الثلاثاء الماضي في برلين إنه لا توجد خطط في ألمانيا لجعل التطعيم إجباريا على غرار فرنسا، وقالت: «لا ننوي سلك هذا الطريق الذي اقترحته فرنسا. لقد قلنا إنه لن يكون هناك إلزام بالتطعيم» مضيفة أنها لا تعتقد أن تغيير هذا التعهد سيؤدي إلى كسب الثقة، موضحة أنه يمكن كسب الثقة عبر الترويج للتطعيم ومراهنة مرة جديدة على «رغبة» الشعب و«الدعاية» للقاح.

وأضافت «لكن أعتقد انه بامكاننا كسب الثقة عبر القيام بدعاية للقاح وأيضا عبر ترك أكبر عدد ممكن من الأشخاص يصبحون سفراء للقاح انطلاقا من تجربتهم الخاصة».

وتابعت ميركل «كلما تلقحنا، كلما كنا أحرارا وكلما تمكنا من العيش مجددا».

وأوضحت «يمكنني القيام بدعاية بصفتي مستشارة، مع قناعة عميقة في سبيل التلقيح». وقالت ميركل أيضا إنـه من المفيد عـرض سلبيات وإيجابيات التطعيم في لقاءات عامة.

ونصحت المستشارة الألمانية لاقناع المترددين بالتلقيح «ببحث المسألة معا في العائلة، في العمل، في نادي كرة القدم في كل مكان يثق فيه الأشخاص ببعضهم البعض».

وتلقى حوالب 35,4 مليون شخص )42.6 في المئة( اللقاح بالكامل في ألمانيا، و48.6 مليونا )58.5 في المئة( تلقوا جرعة واحـدة كما أعلن وزير الصحة ينس شبان معربا عن أسفه لأن الاتجــاه العام هو «تباطؤ» وتيرة التلقيح.

يوم الحرية في بريطانيا

وفرضت المملكة المتحدة في 16 حزيران/يونيو إلزامية التلقيح للعاملين في دور رعاية المسنين.

وأعلنت الحكومة البريطانية أن غالبية القيود المفروضة في إنكلترا سترفع في 19 تموز/يوليو، وهو يوم أطلقت عليه تسمية «يوم الحرية» لكن السلطات دعت إلى توخي الحذر.

من جهتها، قــرّرت المناطق السياحية الإسبانية في كاتالونيا وفلنسية إغلاق الحانات والملاهي الليلية لوقف تفشي كوفيد-19 الذي تتسارع وتيرته في مختلف أنحاء البلاد.

وتسبب فيروس كورونا بوفاة 4.044.816 شخصا في العالم، فيما حذّرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة بأن تداعيات الجائحة على الأمن الغذائي العالمي ستكون طويلة الأمد، بعدما ساهم في عام 2020 في زيادة عدد الأشخاص الذين عانوا من الجوع، وقد تقوض أكثر من أي وقت مضى هدف الأمم المتحدة بالقضاء على الجوع في العالم بحلول 2030.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom