Al-Quds Al-Arabi

دُمى العيد في غزة صناعة نسائية فلسطينية

-

تعمل مجموعة مــن السيدات الفلسطينيا­ت في قطاع غزة، بشكل متواصل، لإنتاج أكبر عدد من دُمى الأطـفـال، قبل بـدء عيد الأضحى، الموافق 20 تموز/يوليو الجاري.

عــلــى طـــاولـــ­ة مـسـتـطـيـ­لـة، في مقر جمعية زينة التعاونية )غير حكومية( تضع السيدات الدُمى التي تم إنجازها وأخذ أبرزها شكل «الخروف» التي صُنعت باستخدام خيوط الصوف البيضاء والبنيّة اللون.

هـذه الـدُمـى، محشوّة بالقطن، ومصنوعة من مــواد خـام بسيطة كالصوف والقماش والخرز.

يعتبر العيد، من أبــرز المواسم، الذي تنشط فيه أعمال تلك السيدات، اللواتي يعشن في منطقة مُهمّشة تقع شمالي قطاع غزة، ويطلق عليها اسم «قرية أم النصر» المعروفة بظروف معيشتها القاسية، وبتردي الأحوال الاقتصادية لسكانها.

سناء الأشقر 45) عاما( تجلس أمام تلك الطاولة، تحاول الانتهاء من جسم دمية الخروف، من خلال حـيـاكـة خـيـوط الــصــوف لتُعطي الشكل المطلوب.

بلاصق من السيلكون، تُثبّت رأس الخروف الذي شكّلت لتوّها ملامحه، على الجـسـد، لتبقّى عليها بعض اللمسات الأخـيـرة لإنجــاز الدمية كاملة.

تقول إنها تعتمد على هذا العمل لإعالة أسرتها المكوّنة من 6 أطفال،

فيما يعاني زوجها من البطالة.

بدأت الأشقر هذا العمل، منذ نحو 3 سنوات، بعدما تلقّت دورة تدريبية داخل مقر الجمعية، لتتقنه لاحقا.

لكنها تضيف إن الدخل المـادي، العائد عليها من صناعة هذه الدُمى المخـصـصـة فــي مــواســم الأعــيــا­د والمناسبات الأُخرى، لا يكفي لتلبية احتياجات عائلتها الأساسية.

وتستكمل قائلة:» يكفي هذا العائد لتغطية ما يقارب الـــ10 أيــام، فيما اعتمد بعد ذلـك على راتـب تصرفه وزارة التنمية الاجتماعية )يصرف كــل 3 شـهـور مـــرة( والمـسـاعـ­دات الإغاثية والإنسانية .»

مع ذلك، تبقى مهنة صناعة الدُمى من المهن الممتعة المحببة إلـى قلب الأشقر، حيث تهرب عبرها من الواقع المعيشي الصعب، وفق قولها.

ويـعـانـي سـكـان غــزة أوضـاعـا معيشية متردية للغاية جراء حصار إسرائيلي متواصل للقطاع، منذ أن

فازت حركة «حماس» بالانتخابا­ت التشريعية في 2006.

وتـــزيـــ­د مـــن مـــعـــان­ـــاة هـــؤلاء الفلسطينيي­ن اعــتــداء­ات عسكرية إسرائيلية على غزة من حين إلى آخر، أحدثها عدوان بين و21 10 مايو/ أيار الماضي.

الـتـحـاق الـنـسـاء فــي الـــدورات التدريبية لهذه الجمعية، والبدء بالعمل في أنشطتها، يُعدّ كسرا للعادات والتقاليد السائدة في قرية «أم النصر» التي تعاني فيها النساء من أنــواع التهميش، على حدّ قول غدير تايه 29) عاما( رئيسة لجنة الرقابة في الجمعية.

وتضيف تايه:» في بداية عملنا فـي هــذه المنطقة، وجـدنـا صعوبة في استقطاب السيدات للدورات الـتـدريـب­ـيـة، والـعـمـل فــي صناعة الدُمى، لكن بعد فترة بدأت النساء تــرتــاد المــكــان وبــــدأت الـعـائـات تعكف على تسجيل أسماء أطفالها

لتلقّي خدماتنا الأُخرى». وتذكر أن مشروع صناعة الدُمى ينشط خلال فترة الأعياد، سواء تلك التي تحمل أشكال الخــراف والأغـنـام أو التي على شكل أطفال.

كما تستهدف النساء في صناعة الدُمى الأطفال ذوي الإعاقة، حيث يتم إعداد الألعاب التي تتناسب مع ظروفهم الخاصة.

وتبيّن أن نحو 14 سيدة، من قرية «أم النصر» تعمل في هذه الجمعية بمجال صناعة الدُمى، والذي يعود عليهن بمردود مادي.

وتوضح تايه أن هناك إقبالا من الفلسطينيي­ن على شراء هذه الدُمى المشغولة يـدويـا لأطفالهم، خلال موسمها، حيث تتميز بسعرها المناسب.

وتشير أن تسويق هـذه الدُمى يتم إما عن طريق الصفة الاعتبارية للجمعية على وسـائـل التواصل الاجتماعي، أو عن طريق المعارض.

وتــلــفــ­ت أن الجـمـعـيـ­ة نجحت في تسويق منتجاتها في الضفة الغربية، وتصديرها إلى دول أجنبية كسويسرا، وإيطاليا. وتعرب تايه عن آمالها في تصدير هذه الدُمى إلى «جميع أنحاء العالم».

وتأسست جمعية زينة التعاونية عــــام 2015 وتـــهـــد­ف للتمكين الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والبيئي، وتنتج ألعابا تعليمية وتــربــوي­ــة لــأطــفــ­ال ومـنـتـوجـ­ات خشبية منوعة. )الأناضول(

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom