Al-Quds Al-Arabi

هكذا كان رد اليافاويين على شروط بلدية المدينة لتوفير شقق لهم... بـ «ثمن زهيد!»

- ران شمعوني

■ تقترح البلدية على العرب اليافاويين ســكناً زهيد الثمن في يافا، لكنه ســكن لا يستطيع الجميع الوصول إليــه. لرئيس بلديــة تل أبيــب يافــا، رون خولدائي، تفســير لأعمال الشــغب التي اندلعت فــي يافا بموازاة عملية «حــارس الأســوار». «هو ليس نزاعــاً قومياً بين اليهــود والعرب»، قــال خولدائي حتى قبــل الأحداث، بعد أن هوجم الحاخام إلياهو مالي. «ما نراه هو نتيجة خيبة أمل متواصلة لجيل كامل من ســكان يافا الذين لا يســتطيعون مواصلة الســكن في يافا بسبب نقص في السكن وبسبب أسعار العقارات المرتفعة جداً، ومؤخراً أيضاً بسبب الطلب من المستأجرين المحميين من الدولة، أن يشــتروا البيوت التي يعيشون فيها بأسعار مرتفعة وإلا عيهم تركها.»

في الأشــهر الأخيرة تروج البلدية لعدد من مشــاريع البناء على أراض تعود لها، أعدت لتوفير ســكن للعرب فــي يافا، قادرين على الحصول عليهــا. «هو أمر يتعلق بالعدالة والنزاهة»، قال مصدر فــي البلدية للصحيفة. «لا يمكــن مواصلة هذا الوضع من عدم المســاواة. اذا لم يتم حل هذه المشــكلة فســينفجر هذا في وجهنا». قوة البلدية محدودة، فمعظم أراضــي المنطقة تعود للدولة، التــي تســمح لقوى الســوق بأن تشــكل يافــا كمنطقة للسكن مرتفع الثمن. وفي الحدود التي تحت مسؤولية البلدية، تجد صعوبة في حل ضائقة الســكن مثلما يدل على ذلك الحبل الســري لمشــروع «مايكل أنجلو»، وهو المشروع الرائد للبلدية.

في نيســان انطلق هذا المشــروع الذي صــادق عليه مجلــس البلدية قبــل عقد تقريبــاً. في شــارع ميخائيل أنجلــو 15، فــي مركز يافــا، ســيقام مبنى يتكــون من خمســة طوابق وفيــه 32 وحدة، التي ســيتم عرض 28 منها للبيع بأســعار مخفضة بعد إجــراء قرعة، بحوالي

مليون ونصف شــيكل. أقل من ســعر السوق بـ 30 في المئة، لمن يلبون الشروط المحددة التي وضعتها البلدية، البارز منها، «عربي من سكان يافا، مسلم أو مسيحي.»

وقالت البلديــة إنها عملت طوال العقــد الماضي على إقامة بنى تحتية قانونية لمشــاريع الإسكان المخصصة للعــرب فقط. في الشــهر الماضي، نشــر فــي الصحيفة أن المستشــار القانونــي للحكومة، أفيحــاي مندلبليت، يفحص قانونية هذا الشــرط. ورداً على الشــكوى التي قدمهــا، قالت البلدية إن هذا التمييــز غير ممكن لصالح أقليــة ضعيفة مثل العرب في يافا. في موازاة ذلك، قدم عدد من الســكان اليهــود التماســاً إدارياً ضــد البلدية بدعوى التمييز.

وحتــى إغــاق التســجيل للقرعــة الأحــد الماضــي، كان ســجل فيهــا 380 شــخصاً بأعمــار 34، وهــو رقم -حســب البلدية- يدل على «قصة نجاح كبيرة». ولكن ســكاناً من يافا أبلغــوا الصحيفة بــأن الكثير من الذين يســتحقون تنازلوا مسبقاً عن المشــاركة في القرعة في أعقــاب اجتماع قامــت البلدية بتنظيمــه، عندما أدركوا بــأن الفائزيــن ســيطلب منهــم أن يؤمنــوا بأنفســهم التمويل لشراء الشــقق. «لكن عندما سمع الناس الرقم 1.4 مليــون، أدركــوا بأنه ليســت لهــم أي فرصة»، قال خالد )اســم مســتعار(. عمليــاً، إن الكثير ممن ســجلوا ومن بينهم خالد أيضاً، لا يمكنهم كما يبدو تلبية ســعر الشــقة. «لقد اعتقدنــا أن في الأمر أملاً صغيــراً»، قال. «لكن لا يوجد لدي أو لدى أصدقائي الذين ســجلوا أي طريقة لتمويل ذلك. هذه هي الحقيقة».

خالــد ليس الوحيد الذي ســيجد صعوبــة في توفير ثمــن الشــقة. « المتفائلــ­ون فقــط هــم الذين ســجلوا»، قال أيمن ســطل )27 ســنة(. ورغم أنــه كان أحد هؤلاء المتفائلين، إلا أنه يعترف: «لا أملك هذا المبلغ. وللحقيقة،

لــن يكون لدي أيضــاً. ربما إذا ربحت فــي اللوتو. يعتبر هذا بالنســبة لي خيالاً». أما زاهر )26 ســنة( فقال بأنه هو وزوجته في وضع مشابه. وناصر )اسم مستعار(، رجــل أعمــال عمره 26 ســنة، ســارع للتســجيل عندما اكتشــف أن الشــروط تنطبق عليه. وبعد ذلك أدرك أنه لا يملــك المبلغ المطلــوب. «إذا قرأت العنــوان، خفض 30 في المئة، ســتقول «واو»، كل الاحترام. وبعد أن تعرف السعر تعود إلى الواقع. السعر لا يعكس السكان الذين يحاربون هنا من أجل شقة».

ورداً علــى ذلك، جاء مــن بلدية تل أبيــب: «بلدية تل أبيــب يافا هــي البلدية الوحيــدة في إســرائيل التي تبني مشــاريع ســكن في متناول اليد. ورغــم أن تأمين الســكن من مســؤولية الدولــة، التي لــم تتحمل خلال عشــرات السنين المســؤولي­ة عن هذا الأمر. ترى البلدية في حمايــة مجموعات ســكانية مختلفــة ومتنوعة في المدينة هدفاً رئيســياً، وهي تســتثمر أمــوالاً طائلة في هذه المشــاريع. في موازاة ذلــك، هي تعمل طوال الوقت على إيجاد حلول ســكنية للسكان العرب في يافا. ومن أجل هذا الغرض يتم الدفع قدماً بعدد من المشــاريع في السنوات الأخيرة. ومع ذلك، من الواضح أن الاستجابة الحضريــة التي ننتجها إنما هي قطــرة في محيط. ففي ظل غياب مســاعدة الحكومة، فإن موارد البلدية ليست بالحجم الذي يســمح بخلق تغيير حقيقي. ونحن حتى الآن، نعمل كل ما في استطاعتنا لتمكين السكان العرب في يافا من شــراء شقة بثمن زهيد. مشــروع ميخائيل أنجلو هو المشروع الأول في نوعه والذي يقام باستثمار بلدي وعلى أرض للبلدية. لا تســتطيع البلدية المساعدة في التمويــل لمن فازوا في القرعــة، لأن التخفيض الذي يعطى على الشــقق منذ البداية هو أعلى بثلاثة أضعاف من التخفيض الذي تعطيه الدولة.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom