قضية بيغاسوس: تحقيقات في فرنسا والمجر... والإمارات الأكثر استعمالا للبرنامج
دبي استخدمته لملاحقة الشيخة لطيفة والأميرة هيا... و«العفو الدولية» تطرح تطبيقا لكشف الاختراقات
بعد سلسلة اكتشــافات مثيرة للجدل حول اســتخدام عــدة حكومــات برنامــج المراقبة والتجسس "بيغاســوس" الذي طورته شركة إســرائيلية للتجســس على زعماء ونشطاء وصحافيــن وغيرهم، أقدمــت دول على فتح تحقيقــات، بينمــا نفــت أخرى اســتخدامها البرنامــج، فيما يســتمر الكشــف عــن مئات الشــخصيات التــي يزعــم أنها كانــت هدفاً للبرنامج. وأعلنت فرنسا أنها تقوم بالتحقيق بمزاعم اســتهداف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وعــدد من أعضاء حكومتــه، إذ قال المتحــدث باســم الحكومة غابرييــل أتال، في مقابلة مع إذاعة "فرانس إنتر" أمس الخميس، إن الرئيس يتعامل مع الأمر "بجدية بالغة" .
وقــال إن لجنــة خاصة في قصــر الإليزيه برئاسة ماكرون، ستتعامل مع المسألة. وقد تم تحديد ماكرون والعديد مــن أعضاء الحكومة الفرنســية على أنهم أهــداف محتملة لهجمات التجسس عام 2019، بحسب ما ذكرته صحيفة "لوموند" الفرنسية.
كما أعلنت النيابة العامة في المجر الخميس فتح تحقيــق في الاتهامــات الموجهة للحكومة باســتخدام البرنامج لاســتهداف مئات أرقام الهواتــف، بعضهــا لصحافيين. وأفــاد مكتب النائب العام للتحقيقات في منطقة بودابســت أن "مهمة التحقيق تتمثل بالتثبت من الحقائق وتحديد إن كان تم ارتكاب جريمة، وماهيتها".
وفي المغــرب، المتهمة باســتخدام برنامج "بيغاســوس" من قبــل منظمتــي "فوربيدن ستوريز" والعفو الدولية، أعلنت الحكومة أنها قررت رفع دعوى قضائية أمام المحكمة الجنائية في باريس ضد المنظمتين.
في الأثناء، نقلت وكالة الأنباء الســعودية )واس( في وقت متأخر من مساء الأربعاء عن مصدر مسؤول قوله: "الادعاء باستخدام جهة في المملكــة برنامجا لمتابعة الاتصــالات )...(
لا أســاس له من الصحة" . وتابــع المصدر أنّ "نهج وسياســة المملكة ثابتة ولا تقر مثل هذه الممارسات" .
أما فيما يتعلق بالإمارات، التي تبدو وكأنها إحدى أكثر الدول اســتخداماً للبرنامج، فقالت صحيفة "الغارديــان" البريطانية إن أبو ظبي مرتبطة بوضع مئات من المســؤولين والأفراد البريطانيــن علــى قائمــة المراقبــة. وقالت الصحيفــة إن عضــواً في مجلــس اللوردات البريطاني ورد اســمها على قائمة 400 شخص تظهر أرقــام هواتفهم البريطانيــة في القائمة التــي حددها عمــاء "أن أس أو غروب" خلال الفترة ما بين 2017 - .2019
ويُعتقــد أن حاكــم دبي، محمد بن راشــد آل مكتــوم، مــن الزبائــن الذيــن اشــتروا "بيغاســوس". فقد وردت على القائمة هواتف ابنته الشيخة لطيفة التي حاولت الهروب من دبي عام 2018، وكذلك اســم زوجته الســابقة الأميرة هيا الحســن التي هربت من البلد عام 2019. كما وردت أســماء عدة نساء على علاقة مع المرأتين، خاصة في حالة الأميرة هيا.
وأشــارت الصحيفة إلى الأميــرة هيا التي وصلت مع ولديها في نيســان/ أبريل 2019 إلى لندن هاربة من زوجها حاكم دبي، كانت تعتقد أن قضية الحضانة سيتم حلها في قاعة المحكمة، لكنهــا لم تعــرف أن رقمها وأرقام مســاعديها والمستشــارين لها وأصدقائها دخلت في نظام كمبيوتر فــي إمارة دبــي، الزبــون لبرنامج بيغاسوس.هذا وأصدرت منظمة العفو الدولية أمس الأربعاء، أداة تمكن مستخدمي الهواتف المحمولــة من الكشــف عــن أنشــطة برنامج بيغاسوس التجسســي، ومعرفة إن كانوا قد تعرضوا للاختراق.
وكانت العفو الدولية قد شاركت في الكشف عن 50 ألف رقم هاتف تقــول إنها كانت أهدافا للتجسس عبر تقنية بيغاسوس الإسرائيلية، وبعض هــذه الأرقــام ينتمي لرؤســاء دول وصحافيين وناشطين.