Al-Quds Al-Arabi

ائتلاف العبادي يحث الوفد العراقي في واشنطن على تحديد مدة انسحاب القوات الأجنبية

دعا لمرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين... ورفض التعدي على البعثات الدبلوماسي­ة

- بغداد ـ»القدس العربي»:

حثّ ائتلاف «النصــر» بزعامة رئيس الوزراء الأســبق حيدر العبادي، أمس الخميس، الوفد العراقي المفاوض في واشنطن بضرورة تحديد سقف زمني محدد لجدولة انسحاب القوات الأجنبية من الأراضي العراقية، وفيما دعا إلى مرحلة جديدة من العلاقات بين واشــنطن وبغداد، عبّر عن رفضه التعدي على البعثات الدبلوماسي­ة.

وقال في بيان صحافي: «مع اقتراب جولة الحوار الاستراتيج­ي الرابعة والأخيرة بين العراق والولايات المتحــدة الأمريكية، نطالب الوفد العراقي المفاوض بالتحــرر من الضغــوط واللحظة الراهنة المأزومــة، وأن يتبنى مواقف استراتيجية حكيمة وشجاعة تحقق المصالح العراقية بعيداً عن أي مصالح أخرى».

خريطة طريق

وأكد أن «مبادرة الســيادة العراقية ذات المحاور العشرة والتي طرحها حيــدر العبادي بتاريــخ 19 تمــوز /يوليــو 2021، تمثل خريطــة طريق شــاملة تحفظ المصالح والسيادة الوطنية، وترســخ وحدة الدولة وهيبة مؤسساتها، وتُجنب العراق مخاطر الصراع الإقليمي الدولي»».

وأعاد الائتــاف التأكيد، على ضرورة «اعتماد جدولة بســقوف زمنية ملزمة لانســحاب القوات الأجنبية القتالية، مع اتفاق واضح وقانوني لمهام التدريب والمشــورة والتطوير للقدرات القتالية والتعاون الاســتخبا­ري لمكافحة الإرهاب، والانطلاق لتفعيل جميع بنود / الاتفاق الاستراتيج­ي/ مع الولايات المتحدة وبالذات الجوانب الاقتصاديـ­ـة والتنموية، وبدء مرحلة جديدة من التعاون البنّاء بين البلدين في جميع المجالات».

وأكد أيضا وجوب «احترام العــراق لالتزاماته الدولية، والتزام الجميع بسياقات الدولة العســكرية والأمنية داخلياً وخارجياً، وعدم السماح بأي تدخل أجنبي بأي شــأن أمني أو عسكري أو سياسي عراقي، والامتناع كلياً عن أي تعدٍ على البعثات الدبلوماسي­ة، ومقار التدريب والتطوير والمشورة الأجنبية، واللجوء لســياقات الدولة تجاه أي تجاوز على الســيادة، وفك ارتباط العــراق بأي ملف من ملفات الصراع الإقليمــي الدولي في المنطقة، لتجنيبه كــوارث الانحيــاز، ولضمان عدم تحويله لســاحة صراع تحقق مصالح الآخرين على حساب وحدة وأمن وسلامة العراق وشعبه».

ومــن المقرر أن يزور رئيس الوزراء العراقــي، مصطفى الكاظمي، في 26 تموز/ يوليو الجاري، الولايات المتحدة الأمريكية، لترأس الوفد العراقي في الجولة الرابعة من مفاوضات الحوار الاســترات­يجي بين بغداد وواشنطن، التي سيرأسها في الجانب الأمريكي، الرئيس جو بايدن.

وزير الخارجية السابق، محمد علي الحكيم، شدد من جانبه، على أهمية زيارة الكاظمي إلى واشنطن.

وقال الحكيــم في «تغريدة» لــه، إن «متابعة المفاوضــا­ت الدورية على مستوى عال مع الجانب الأمريكي مهمة وضرورية وخاصة بعد التغير الذي حصل فــي البيت الأبيض والنهج الجديد في سياســة أمريكا تجاه العراق ودول المنطقة».

وأضاف: «لابــد من المصارحة وتركيز المفاوضات على اســتقرار العراق امنينا واقتصاديا وماليا».

في مقابل ذلك، شــدد القيادي في تحالف «الفتح» أبو ميثاق المســاري، علــى أهمية أن يركز الكاظمي في لقاءه المرتقب مع بايدن على «كل ما تلكأ به خلال لقاءه بواشنطن الرئيس الســابق دونالد ترامب» من بينها موضوع انســحاب القوات الأمريكية وتنفيــذ الاتفاقية الاســترات­يجية، فضلا عن إطلاق أموال العراق المجمدة منذ زمن النظام السابق لدى أمريكا.

وقــال إن «لدى أمريكا، للعــراق وديعة ثابتة تقارب الـــ 30 مليار دولار وعلــى الكاظمي المطالبة بجزء منها يكون على أقــل تقدير 5 مليارات دولار لمحاربه تفشــي وباء كورونا ودفــع رواتب موظفي الدولة» حســب موقع «المربد» البصري.

كمــا أكد أن «علــى الكاظمــي الطلب من الســلطات الأمريكيــ­ة الإيفاء بالتزاماته­ا الأخلاقية تجاه العراق عبر إعادة إعمار ما دمر خلال الحرب ضد الديكتاتور­ية، فضلاً عن إنعاش قطاع الخدمات سيما الكهرباء الذي قال بان الأمريكان يقفون ضد إعماره وإصلاحه نتيجة وقوفهم ضد شــركة سيمنر الألمانية واســتئثار شــركة )إل جي( الأمريكية بكل عقــود وزارة الكهرباء وتأخرها كل هذه الفترة».

وسبق لوزير الخارجية، فؤاد حسين، أن أعلن جولة الحوار الاستراتيج­ي الرابعة بين العراق والولايات المتحدة ســتكون الأخيرة، فيما أشار إلى أنها ستشهد الاتفاق على جدولة الانسحاب الأمريكي.

وقال في تصريح للإعــام الحكومي، أن «جولة الحوار الاســترات­يجي الرابعــة بين العراق والولايات المتحدة ســتكون الأخيرة» مبيناً أن «جولة الحوار ستشهد الاتفاق على جدولة الانسحاب الأمريكي».

وأضاف أن «ليســت هنــاك قواعد أمريكية فــي العراق» لافتــاً إلى أن «الأمريكان يتواجدون في معسكرات عراقية وليست أمريكية».

أاشــار إلــى أن «الإدارة الأمريكيــ­ة الحالية تفهم الأوضــاع في العراق بشــكل يخالف الإدارة الســابقة» منوهاً أن «لقاء رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي والرئيس الأمريكي جو بايدن ســيناقش مجمل العلاقات العراقية الأمريكية».

ورجح وزيــر الخارجية، «عودة العراق وأمريكا إلــى اتفاق العام 2008 بعد انتهاء جولات الحوار» مؤكداً أن «تنظيم داعش الإرهابي ما زال يشكل تهديداً ونحتاج إلى دعم استخباري أمريكي».

وبيّــن أن «الحوار الاســترات­يجي بين العــراق وأمريكا ســيتطرق إلى مجــالات مختلفة» مؤكدا أن «الحوارات مع الولايات المتحدة في المســتقبل ستكون مختلفة».

ولفــت إلــى أن «آلاف القطع الأثرية المهرّبة ســتُعاد من واشــنطن إلى العــراق، وأن هناك تعاونا واضحا مع الولايــات المتحدة الأمريكية لإعادة الآثار المهربة».

وتابــع أن «الإدارة الأمريكية الحالية تفهم الأوضاع في العراق بشــكل يخالف الإدارة السابقة».

وأقــرّ الوزير العراقي، إن بلاده لا تزال في حاجة لدعم القوات الأمريكية المنضوية في التحالــف الدولي، لافتا إلى أن الحكومــة العراقية طلبت من إيران التدخل لوقف استهداف المطارات والبعثات الدبلوماسي­ة في العراق.

وذكر في مقابلة لموقع «الحرّة» الأمريكي، بأن «الحكومة العراقية وصلت

لقناعة أنه ليســت هناك حاجة إلى القوات القتالية العســكرية الأمريكية» مؤكدا أن الأمريكيين «يتفهون لهذه المسألة».

وأضــاف أن الحكومة العراقية أبلغت الأمريكيين في نفس الوقت «حاجة العراق إلى تطوير الوضع العسكري والتدريب والحاجة الماسة إلى التعاون في مجال الاستخبارا­ت العسكرية والقوة الجوية».

وأشار إلى أن العراق «يحتاج الى قوات من التحالف، وبهذا الخصوص نتحــدث عن القــوات الأمريكية، من أجل دعم ومســاندة القــوات الأمنية العراقية في الحرب ضد داعش».

جولة أخيرة

وكان حســن وصل إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، الثلاثاء الماضي، للتحضير لعقــد الجلســة الرابعة من الحوار الاســترات­يجي بــن بغداد وواشنطن.

وفي هذا الســياق، بين أن «الجولــة الرابعة من الحوار الاســترات­يجي محتمل أن تكون الجولة الأخيرة في هذا الإطار».

وأضاف أن هــذه الجولة لن تقتصر على مناقشــة القضايا العســكرية والأمنية، بل ستشمل مجموعة من المســائل التي تخص العلاقات الثنائية بين البلدين، كقضايا الطاقة والصحة وغيرها.

وفي ما يتعلق بالهجمات التي تســتهدف المصالح الأمريكية في العراق، قال حسين إن بغداد «ناقشــت مع الجانب الإيراني الهجمات على المطارات والبعثات الدبلوماسي­ة، وطلبت منهم التدخل لدى بعض العناصر والفئات لوقف الهجمات».

وأضاف: «قلنا لهم إن بعض الفئات يدعون إنهم عقائديا مرتبطون بكم» لافتا إلى أن «بعض هذه المناقشات أثمرت في مرحلة معينة بوقف الحملات على البعثات وأماكن أخرى».

وأكــد الوزير العراقي أن حل هذا الأمر يكمن فــي «فتح نقاش واضح مع هذه الفئات، والبعض يســميهم قوى اللادولة أو الميليشــي­ات أو الفصائل، للوصول إلى النتيجة النهائية».

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom