مستوطنون يحرقون معدات منشار حجر في نابلس واستمرار معاناة بدو الخان الأحمر في القدس
أحرق مســتوطنون، فجــر أمس، معدات داخل منشــار حجر في بلدة جماعين جنــوب نابلس، قبل أن يتمكن المواطنون من كشــفهم ومطاردتهــم وإلقــاء القبــض علــى مســتوطن وتســليمه للارتباط الإسرائيلي. وقال مسؤول ملف الاســتيطان شمال الضفة، غسان دغلس في تصريحات صحافية، إن مركبة تقل عددا من المستوطنين توقفت بجانب منشــار حجر في بلدة جماعين وأشعلوا النيران في المعدات بداخله. وأضاف «إن ملكية المنشار تعود لغسان الضميدي مــن بلدة حــوارة» مؤكدا أن «الشــبان لاحقــوا مركبة المســتوطنين وألقوا القبض على أحدهم عقب تكسير مركبتهم.»
وأكد أنــه تم تســليم المســتوطن إلى الارتبــاط الإســرائيلي بعد إصابته بجروح نتيجة انقلاب مركبته.
وقــال الضميــدي فــي تصريحــات صحافيــة، إنه عند الســاعة الثالثة من فجر أمس تلقى اتصالا من أحد الحراس بوصول ســيارة للمســتوطنين إلى المنشار أضرمت النار فيه قبل ان يفروا من المكان. وأكــد أنــه تمت مطــاردة المســتوطنين الذين كانــوا بداخــل المركبة وعددهم ثلاثة أشــخاص وعند الوصول إلى بلدة حوارة اصطدمت المركبة بحاوية نفايات وانقلبت.
وأضــاف أن اثنين من المســتوطنين تمكنوا من الفــرار من المكان، فيمــا تم القبض على المســتوطن الثالث الذي أصيــب بجروح حيث تم تســليمه إلــى الارتباط الإســرائيلي بعد التنســيق مــع الارتباط الفلســطيني. وأضاف أن ســيارة المســتوطنين كانــت تحتوي على زجاجات حارقة وبنزين.
وحــول الخســائر الماديــة الأولية قــال الضميدى إنــه تم إحراق لوحات كمبيوتر حساسة إضافة إلى معدات خاصة بالمناشير وإن الخسائر الأولية تقدر بأكثر من مليون شيقل.
واعتقلــت قــوات الاحتــال صبيين من بلــدة رمانة غــرب جنين، وأصابت عــددا من المواطنين بحالات اختنــاق خلال مواجهات في القرية. وذكرت مصادر محليــة أن قوات الاحتلال اعتقلت الصبيين معين محمد عمور، ورجا أسعد أبو قياص، نجل أمين سر حركة فتح في رمانة، عقب اقتحام القرية ومداهمة منزلي ذويهما.
اندلاع مواجهات
وأشــارت المصــادر إلى انــدلاع مواجهــات بين الشــبان وقوات الاحتــال التي أطلقــت قنابل الغــاز والأعيــرة النارية مــا أدى الى إصابة العديد من المواطنين بحالات اختناق.
وأمهلت المحكمة العليا الإســرائيلية حكومــة نفتالي بينيت حتى مطلع ســبتمبر/ أيلول المقبل لتبيان موقفها بشــأن أمر إخلاء تجمع «الخــان الأحمر» الفلســطيني البدوي شــرق القدس بعــد أن أجلته حكومة سابقه بنيامين نتنياهو.
وجــاء في نص قــرار المحكمة الصــادر أول من أمــس، أنها تمهل الحكومة الإســرائيلية حتى 5 ســبتمبر/أيلول لتبيان موقفها بشأن تنفيذ أمر إخلاء تجمع الخان الأحمر، وهي مهلة «غير قابلة للتمديد».
يذكر أن المحكمة العليا )أعلى هيئة قضائية في إسرائيل( أصدرت فــي 5 ســبتمبر/ أيلــول 2018 قــرارا نهائيــا بهدم وإخــاء «الخان الأحمر» بعد رفضها التماس سكانه ضد إجلائهم وتهجيرهم وهدم التجمع المكون أغلبه من خيام ومســاكن من الصفيح، لكن الحكومة الإســرائيلية الســابقة )بنيامين نتنياهو( أجلت قرارها بهذا الشأن بانتظــار التوصل الــى حل مع الســكان. وكان الأهالــي قد رفضوا رفضــاً قاطعاً «مقترحا» قبل أربعة أشــهر )21 مارس/ آذار الماضي بلوره مسؤولون إســرائيليّون لما تسمى بـ«التسوية» القاضي بنقل ســكان القرية إلى مكان مجاور أوســع، لكن الفلسطينيين والمجتمع الدولــي حذروا من مغبة تنفيــذ قرار الإخلاء والهــدم وخطط إبعاد السكان عن أماكن سكنهم.
وكان محمود خميس ممثل تجمع أبــو داهوك البدوي في الخان الأحمر، قــد قال في تصريحات صحافية «الســكان لديهم خياران، إمــا العــودة لأراضيهم في النقــب، التــي تعتبرها إســرائيل أملاك غائبــن، بينما يملك أهالي الخان الأحمــر الطابو الخاص بها، وهي مســجلة بأســماء أجدادهم، أو البقاء في الخان الأحمر والتفاوض على إنشاء قرية تتناسب مع المواصفات الإسرائيلية بدون المساس بحياة البداوة». يذكر أن قوات الاحتلال تعتبر الأراضي المقام عليها التجمع البدوي «أراضي دولة» وتقول إنه «بني دون ترخيص» وهو ما ينفيه السكان.
ويســكن نحــو 200 فلســطيني مــن عشــيرة الجهالــن البدوية، المتحــدرة مــن النقــب الُمهجــرة عــام 1948 فــي المــكان منــذ أوائــل خمسينيات القرن الماضي.
وتطالب جمعية «ريغافيم» الاستيطانية بإخلاء تجمع أبو داهوك البدوي فــي الخان الأحمر، حيــث قدمت 6 التماســات خلال العقد الأخيــر أمام المحاكــم بهدف تهجير ســكان الخــان الأحمر، لإخلاء المواطنــن الفلســطينيين مــن أراضيهــم، وإقامــة بؤر اســتيطانية مكانهــم، علمــا أن المنطقة محاطة بعــدد من المســتوطنات اليهودية التي تســعى لتنفيذ مشــروع استيطاني يحمل اســم «أتش 1» الذي يسعى إلى إقامة الاف الوحدات الاستيطانية لغرض ربط مستوطنة «معاليه أدوميم» مع القدس، وهو ما من شأنه عزل القدس الشرقية عــن محيطها، وتقســيم الضفة الغربية إلى قســمين بمــا يؤدي إلى القضاء على خيار «حل الدولتين».
أسوأ ظروف بيئية
ويعيش الســكان في أســوأ ظــروف بيئيــة مع تعمد ضــخ مياه الصــرف الصحي من مســتوطنة كفار أدوميم الواقعة على الســفح المطل علــى التجمع، ما أدى مرارا إلى تشــكل مســتنقع قرب منازل المواطنين وحظائر أغنامهم.
ويعتبــر تجمع عشــيرة أبو داهــوك أحد تجمعــات منطقة الخان الأحمــر البدوية الممتدة بين مدينتي القدس وأريحا، وتبلغ مســاحة التجمع 40 دونما.