Al-Quds Al-Arabi

حمزة الحمداوي لـ«القدس العربي»: لا يجب أن يظل الشباب المغربي ضحية للصراعات بين القيادات الحزبية

قيادي في منظمة شبابية يدعو الأحزاب إلى دعم الشباب من أجل التنافس على المقاعد الانتخابية

- الرباط ـ «القدس العربي» من عبد العزيز بنعبو:

تخصــص "القــدس العربــي" ضمــن سلســلة حواراتها حــول الاســتحقا­قات الانتخابيـ­ـة المقبلة فــي المغرب حوارها الجديد مع شــاب قيادي داخل المنظمة الشبابية لحزب "الحركة الشعبية" المشارك في الحكومــة ورئيس "رابطة الشــباب الديمقراطي والاقتصادي".

الحوار الجديد ســار فــي درب البحث عن حضور الشــباب داخــل الاســتحقا­قات المقبلــة، من خلال الترشح والحصول على التزكيات، وأيضاً الحضور بالتوعيــة بأهميــة المحطــة الانتخابيـ­ـة في مســيرة ترسيخ الديمقراطي­ة.

كمــا تحــدث عضــو المكتــب التنفيــذي لشــبيبة "الحركة الشــعبية" عن تجاذبات سلبية بين قيادات بعض الأحــزاب والتي يكون لها تأثير مباشــر على الشباب.

الاستمرار في النضال

رداً على أول سؤال لـ"القدس العربي" بخصوص حــال الشــباب في خضــم الاســتعدا­د للانتخابات المقبلة، قال حمزة الحمداوي إن "الشباب بالرغم من إلغاء لائحة الشباب، لا يشعر بأي نقص في الكفاءة والمعنوية الذاتية مرتفعة، ليس متذمراً من هذا القرار الذي أثار جلبة غيــر متوقعة من طرف الأحزاب، بل فئة كبيرة من الشــباب زادها حماسة لخوض غمار الانتخابات بشكل مباشر، وهذا قد يعزز أكثر مكانة الشــباب فــي الســاحة السياســية. وأظــن أن على الشباب الاســتمرا­ر في النضال من مختلف المواقع حتى تتحقق طموحاته ويرقى إلى المراتب العليا".

وأضــاف بنبــرة متفائلــة: "حســب علمــي، إن جــل الأحــزاب خصصت نســباً مهمة للشــباب في الاســتحقا­قات الانتخابيـ­ـة القادمــة، وهذا مؤشــر إيجابي".

وعن حضور الشــباب في خريطة الاستحقاقا­ت المقبلــة، أكد القيادي الشــاب أنه "إلى حد الســاعة، ليســت هناك إحصائيات مضبوطة للتأكد من مدى اهتمــام الأحــزاب الوطنية بالشــباب"، مشــيراً إلى أنه من أجل "معرفة مدى اهتمام الشــباب الذي كان دائمــاً يعبر عن العزوف بالانتخابـ­ـات القادمة، فإن هذه المرحلة الجديدة تسائل مرة أخرى الديمقراطي­ة المغربية وتســائل الأحزاب عن البرنامج الانتخابي وقدرتــه علــى اســتقطاب مختلــف فئات الشــباب وبالخصــوص في العالم القروي، الذي تشــعر فيه هذه الفئة بالإقصاء والتهميش".

وحســب المتحدث، فإن "هذا موضوع جديد قديم يجب الحســم فيه بشــكل إيجابي، حتى نتمكن من الرفع من المشاركة في الترشيحات والتصويت".

"القــدس العربــي" ســألت القيــادي في شــبيبة "الحركة الشعبية"، عن الصراعات الحزبية الداخلية وهل يدفع الشــباب ثمــن ذلــك، أم إن التهميش هو مصيــر الشــبيبات التــي أصبحت مجــرد تنظيمات موازيــة دون إضافة نوعية، فكان جوابه أنه "بصفة عامة، فعلاً هناك تدافع ســلبي بــن بعض القيادات الحزبيــة لــه تأثير مباشــر علــى الشــباب، لكن في جميــع الأحــوال، لا يجــب أن يظل الشــباب ضحية لهذه الصراعــات؛ وله ما يكفي من الخبرة والتجربة لاحتــال المواقع المهمة داخل هيــاكل الحزب أو في مواقع القرارات".

التنظيمات الموازية

وتابــع قائــاً: "أمــا علــى مســتوى الشــبيبات الحزبية، فأعتقد أن الأحزاب السياســية لا مفر لها من هذه التنظيمات الموازية التي تشكل رقماً حقيقياً فــي المعادلــة السياســية، وتشــكل فــي الظــروف الراهنــة ســنداً مهمــاً للأحــزاب التــي ترغــب في الحصول على النتائج الانتخابية المشرفة واحتلال المراتب الأولى".

ويشــدد حمزة الحمــداوي على أنه "بــدون هذه التنظيمات الشــبابية، يســتحيل علــى الأحزاب أن تدير ظهرهــا لفئة تمثل أكثر مــن نصف المصوتين، لذا حان الوقت لتقديم الدعم المناســب للشــباب من

أجــل التنافــس على المقاعــد الانتخابيـ­ـة، وبالتالي اســتقطاب أصــوات شــبابية، طالما كانــت ترتكن فــي خانــة العازفــن وتنظــر إلــى الأحــزاب نظرة سوداوية".

وبخصــوص حضــور شــباب حــزب الحركــة الشــعبية في لائحة التزكيات للانتخابــ­ات المقبلة، أكد أن ما تشــعر به الشــبيبة داخل حــزب الحركة الشــعبية "هــو الاهتمام المتزايــد للقيــادة الحزبية بالشــباب الحركي، والســهر على مواكبة الشباب الحركــي وتأهيلهــم وتأطيرهم سياســياً وتلقينهم قواعــد اللعبــة الانتخابيـ­ـة قبيــل وخــال المحطــة الانتخابية الحاسمة..".

وحســب المتحدث نفسه، فإن ذلك "سيساهم في تعزيز مكانة الشباب داخل حزب الحركة الشعبية، هــذا بالإضافــة إلــى أن منظمــة الشــبيبة الحركية تراهــن علــى أعضائها لخــوض غمــار الانتخابات بتنســيق تام مع القيادات الوطنيــة والجهوية، كما أنها تساهم بشكل إيجابي في البرنامج الانتخابي، فضلاً عن ذلك في اللجان التابعة للجنة التحضيرية للانتخابات".

وذكّرت "القدس العربي" ضيفها في هذا الحوار، بتصريــح ســابق للأمــن العــام لحــزب الحركــة الشعبية، امحند العنصر الذي قال فيه إن الشبيبات تعاني من ســوء تدبيــر الأحزاب، وأشــار إلى عدم منح التزكيات للشباب بســبب هذا التدبير السيئ، وكان الســؤال هو هل هناك ما يبعــث على التفاؤل فــي حزبكم؟ جــواب القيــادي الشــبيبي الحركي، أنه يتفق "مع الشــق الأول من تصريح الأمين العام للحركــة الشــعبية لكونه غيــر راض مــن توجهات بعض القيادات الحزبية التي ترى أن الشــباب غير مؤهــل لخوض غمــار الانتخابــ­ات، تنقصه الخبرة والإمكانيـ­ـات الماديــة، يعنــي مثــل هــذه القيادات التقليديــ­ة تعتبــر أن الأعيــان هم المحور الأساســي للحصول على المقاعد".

فيمــا يخــص الشــق الثانــي، أوضــح حمــزة الحمداوي أن الأمين العام لحزب الحركة الشــعبية "رجــل الدولــة والمعــروف بقدرتــه وحكمتــه فــي تدبير مثــل هــذه الأمــور، والتصريحات المشــجعة

شباب مغاربة مؤيدون لحزب العدالة والتنمية

للشــباب واللقاءات المتواصلة معهم خير دليل على أن الحركــة الشــعبية لا تنطبــق عليهــا مقولــة عدم تزكية الشــباب للانتخابــ­ات. أعلم جيــداً ما أقوله، جميــع القيادات الحركية مســتعدة لتقديم يد العون والمساعدة للشباب الحركي، وهذا ما سوف تؤكده النتائج قريباً".

ووفق المتحدث، فإن الشــباب داخل حزبه يشعر "بالتفــاؤل لربــح رهــان الانتخابــ­ات القادمــة، ولا نشــكو من الإقصــاء والتهميش كما هــو الحال في بعض الأحزاب سامحهم الله".

وعن توقعاتــه للنتائــج، قال حمــزة الحمداوي: "يصعب التكهن فــي ظل القوانين الجديــدة المنظمة للانتخابات المقبلة كما هو الشــأن بالنســبة للتغيير الــذي وقع بخصوص القاســم الانتخابي المشــرك، وأيضــاً إقرار اللوائــح الجهوية للنســاء بدل لائحة وطنيــة، بمــا ستســفر عنــه صناديــق الاقتــراع

بخصوص نتائج الانتخابات القادمة".

وأبرز أن "كل الأحزاب تشــتغل على قدم وســاق من أجل تغطيــة الدوائر الانتخابية، ســواء أحزاب الأغلبيــة أو المعارضــة، ويبــدو حســب ما تشــهده الســاحة السياســية مــن ترحال النــواب من حزب إلــى آخر أن عدد المقاعد ســيتم تقاســمها بين ثلاثة أحــزاب، لكــن ليــس بنفــس العــدد الذي شــهدته الانتخابات السابقة".

وختــم حمــزة الحمــداوي حديثــه لـ"القــدس العربــي" بالتأكيــد علــى أنــه "بصفــة عامــة لا أحد يملك مفتــاح توقعــات الحكومة المقبلــة، خصوصاً إذا عرفــت الانتخابــ­ات القادمة مشــاركة واســعة للشــباب، فالشباب هو الوحيد الذي قد يغير ملامح الخريطة السياســية. وهــذه هي الرســالة الموجهة للشــباب قصد المشــاركة المكثفة في الاستحقاقا­ت الانتخابية".

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom