Al-Quds Al-Arabi

إيران تبدأ تشغيل محطة جديدة لتصدير النفط على بحر عُمان لتجنب عبور الناقلات مضيق هُرمُز

-

■ طهران - أ ف ب: بدأت إيران أمس الخميس تشــغيل محطة لتصدير النفط الخــام من ميناء جاســك المطلّ على بحر عمان، ما يتيح للناقلات تفادي عبــور مضيق هُرمُز الإســترات­يجي الذي شكل مراراً مســرحا لتوتر مع الولايات المتحدة، فــي خطــوة وصفهــا الرئيس حســن روحاني بـ »التاريخية».

وتتصــل المحطة بخــط أنابيب بطــول نحو ألف كيلومتر يمتد من كوره في محافظة بوشــهر )جنوب غرب( إلــى الميناء الواقــع في محافظة هرمــزكان )جنوب شــرق( ما يتيــح للناقلات اختصار أيام مــن رحلاتها، وتفادي مياه الخليج والمضيــق الذي تمر عبره نحــو خُمس صادرات النفــط العالمية، لا ســيما العائدة للســعودية، الخصم الإقليمي للجمهورية الإسلامية.

وأطلق روحاني في كلمة متلفزة خلال تدشين مشــاريع نفطية عبر تقنية الاتصال المرئي «بدء العمل بخــط أنابيب نقل النفط من كوره )جنوب غــرب( إلى جاســك )جنوب شــرق( بطول ألف كيلومتر، وتشــغيل منصة التصديــر في منطقة مكران». وأضاف «أمس هو يوم تاريخي بالنسبة إلى الأمــة الإيرانية...هذه خطوة إســتراتيج­ية مهمة لإيران ستكفل استمرار صادراتنا النفطية.. يثبــت مرفــأ تصدير الخــام الجديد هذا فشــل العقوبات الأمريكية ».

أوضــح روحاني أن إيران تســتهدف تصدير مليون برميل يوميــاً من النفط مــن ميناء بندر جاســك على خليج عُمان، إلى الجنوب قليلا من مضيق هرمز.

وكانــت النقطة الأساســية لتصديــر النفط الإيراني محطة جزيرة خَرج الواقعة في الخليج. ويتيــح توفير محطــة ثانية خارجه اســتغناء الناقلات عن مضيق هُرمُز الذي ســبق أن شــكّل نقطة توتر بــن البحريتين الإيرانية، والأمريكية التي يتخذ أســطولها الخامس من البحرين مقرا له.

وتطلّــب إنجاز المشــروع نحو عامــن، وفق وســائل الإعلام الإيرانية، وقدّر روحاني كلفته بنحو ملياري دولار أمريكي.

وأبــرز الرئيس الإيراني الــذي تنتهي ولايته مُطَّلِع الشــهر المقبل، أهمية ما تم تدشــينه أمس، معتبــرا أن «مشــروعا بهذا الحجــم للصادرات النفطية، بهدف توفيــر محطة تصدير جديدة في المنطقة لا تقع في الخليج الفارســي لكن في بحر عمان، هو خطة )...( مهمة جداً.»

وأكد روحانــي أن «صناعة النفــط مهمة جدا بالنسبة إلينا، وهي أيضا مهمة بالنسبة إلى العدو الذي فــرض عقوبات على النفط )الإيراني)» في إشارة إلى الولايات المتحدة.

وأعــادت واشــنطن فــي العــام 2018 فرض عقوبات اقتصادية قاســية على طهران، إثر قرار الرئيس الأمريكي الســابق دونالد ترامب سحب بــاده أحاديا مــن الاتفاق حــول برنامج إيران النووي.

وشــهدت العلاقــة المقطوعــة بــن طهــران وواشــنطن منذ أربعة عقود، زيــادة في التوتر خلال عهد ترامب الذي اعتمد سياســة «ضغوط قصوى » حيال إيران.

واتهمــت واشــنطن طهــران بالوقوف خلف عمليــات «تخريب» طالت ناقــات نفط في مياه الخليــج فــي 2019، وهو مــا نفتــه الجمهورية الإســامية، علما بــأن الأخيرة لوّحت ســابقا بإغــاق المضيق فــي حال تعرضهــا لأي اعتداء

صورة جوية لمحطة تصدير النفط الجديدة في ميناء جاسك في جنوب شرق إيران عسكري أمريكي.

وخلال الاحتفال بتدشين العمل بخط الأنابيب، شــدد وزير النفط الإيراني بيجان زنغنه على أن «هذا المشروع يؤشر إلى كسر الحظر )العقوبات( والاعتماد على القدرات المحلية.»

ونقل موقــع وزارة النفط الإيرانية عن الوزير بيجن زنغنــه قولــه ان «تنفيذ مشــروع ميناء جوره-جاسك لنقل النفط الخام تم باستثمارات بلغت حوالي ملياري دولار».

ويأتي تدشــن العمل بالتصدير من جاسك في وقت تخوض إيران مع القوى الكبرى، وبمشاركة أمريكية غير مباشرة، مباحثات تهدف إلى إحياء الاتفاق حــول البرنامج النووي مــن خلال رفع الولايات المتحــدة للعقوبات التــي أعيد فرضها على إيران، فــي مقابل عودة الأخيرة إلى احترام كامل التزاماتهـ­ـا بموجب الاتفاق، والتي كانت قد تراجعت عن غالبيتها بعد انســحاب واشــنطن منه.

وأجرى المشاركون في المباحثات ست جولات بين نيســان/أبريل وحزيران/يونيــو، من دون تحديــد موعد لجولة ســابعة. وأكدت طهران في الآونة الأخيرة أن استئناف المباحثات لن يتم قبل تســلم الرئيس المنتخب المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي مهامه مُطَّلِع آب/أغسطس.

وأفقــدت العقوبات إيران غالبية مســتوردي نفطها الذي كان يشكل مصدراً أساسياً لإيراداتها الماليــة. وفي ظــل العقوبات، لا تكشــف طهران رسميا عما إذا كانت تواصل عمليات التصدير.

وتتهم الولايــات المتحدة إيران بالتحايل على العقوبات المفروضة علــى قطاع النفط، من خلال تصديــر الخام إلــى دول مثل الصــن وفنزويلا وســوريا، وهي أعلنــت أكثر من مــرة، توقيف ناقــات تحمل نفطــا إيرانيا متجهــة نحو دول أخرى.

وفــي تقريــر الأربعــاء، رأت وكالــة الأنباء الإيرانية الرسمية «إرنا» أن تدشين التصدير من ميناء جاســك سيســاعد طهران في العودة إلى «السوق النفطية».

واعتبــر أن المشــروع يضمن «أمــن الطاقة» للجمهورية الإســامية، نظــرا لوقوعه «خارج الخليج الفارسي ومضيق هُرمُز».

ووفق تقرير لمنظمــة الدول المصــدّرة للنفط «أوبك»صدر في وقت ســابق مــن تموز/يوليو، بلغ إنتاج الجمهورية الإســامية من الخام خلال حزيران/يونيو 2.47 مليون برميل يومياً.

وكان الوزيــر زنغنه قد قال فــي أواخر أيار/ مايو إن بلاده ترغب في زيــادة إنتاجها النفطي بثلاثة أضعاف، معتبراً ذلك «أولوية» للجمهورية الإسلامية.

ودعا أي حكومة مقبلة «لجعل رفع إنتاج النفط إلى 6.5 مليون برميل يومياً على رأس أولوياتها».

يذكر أن إيران هددت مــراراً بغلق المضيق إذا عجــزت عن تصديــر إنتاجها من الخام بســبب العقوبات الأمريكية.

ومضيق هُرمُز ممر مائي عند مدخل الخليج يمر به زهاء خُمس إمدادات النفط العالمية من منتجي الشرق الأوسط إلى الأســواق في آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية وغيرها.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom