Al-Quds Al-Arabi

البنك المركزي الأوروبي يخطط لإبقاء أسعار الفائدة عند «المستويات الحالية أو أقل» في المستقبل المنظور

-

■ برلين/فرانكفورت وكالات الأنبــاء: يخطط البنك المركزي الأوروبي للإبقاء على أســعار الفائدة عند مستوياتها المنخفضة التاريخية الحالية أو أقل في المستقبل المنظور، لتتماشى سياسته النقدية مع هــدف التضخم الجديد وســط التهديد الاقتصادي المتجدد الذي تشكله أزمة وباء كورونا.

وقال البنك المركزي الأوروبي الذي يتخذ من فرانكفورت مقرا لــه أمس الخميس أنه يخطــط للإبقاء على ســعر الفائدة «عند مســتوياته الحالية أو أقل» حتى يتحقق ويستقر هدف التضخم في النهاية عند الهدف الســنوي الجديد للبنك وهو 2 وأضاف «قد يعني هذا أيضاً فترة انتقاليــة يكون فيها التضخم أعلى من الهدف بشكل معتدل .»

جــاء ذلك بعــد أن أعلنت رئيســة البنك المركــزي الأوروبي كريســتين لاغارد في وقت ســابق هذا الشــهر أن البنك يخطط لاعتماد هدف التضخم الســنوي الأعلى بنسبة طفيفة وهو 2،% والذي كان توصية رئيسية لمراجعته النقدية الأولى منذ 18 عاماً. ويتمثل الهدف الحالي في نسبة تقل قليلاً ولكنها تقترب من 2.%

وانخفض معدل التضخم الســنوي في منطقة اليورو المكونة

من 19 دولة من 2 في أيار/مايو إلى 1.9 في حزيران/يونيو - وهو أقل بقليل مــن الهدف الجديد للبنك المركزي الأوروبي، وفقا للبيانات الرسمية الصادرة الأسبوع الماضي.

كما ترك البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة القياسية دون تغيير عند مستويات منخفضة قياسية بعد أن انتعشت الأسواق المالية فــي أعقاب نوبة مــن التقلبات. كان ســبب التقلبات هو المخاوف من أن تؤدي أزمة تفشــي سلالة فيروس كورونا شديد العدوى المعروفة باســم دلتا إلى زعزعة اســتقرار التعافي من الجائحة.

كما قــال مجلس محافظي البنــك المركــزي الأوروبي المكون من 25 عضوا أنه ســوف يُبقي على برنامج شراء السندات عند 1.85تريليون يورو.

وقال أيضاً أن البرنامج ســوف يســتمر حتى آذار/مارس أو «حتى يقرر البنك أن مرحلة أزمة وباء كورونا قد انتهت».

من جهــة ثانية حــذّرت رئيســة البنك المركــزي الأوروبي، كريســتين لاغارد، من أن الزيادة الســريعة فــي عدد الإصابات بفيروس كورونا والتي تســببها المتحوّرة دلتــا تمثل «مصدراً

متزايداً لعدم اليقين» بالنسبة إلى اقتصاد منطقة اليورو. وقالت «إن تعافي اقتصاد منطقة اليورو يســير على الطريق الصحيح ... لكــن الوباء ما زال يلقي بظلالــه، خصوصا أن المتحوّرة دلتا تشــكل مصدرا متزايدا لعدم اليقين». وأوضحت أن هذه النسخة السريعة الانتشــار يمكنها أن تثبط التعافي «في قطاع الخدمات وخصوصا السياحة والضيافة».

ويدعــم هذا قــرار البنك المركــزي الأوروبــي بالحفاظ على سياسته النقدية التيسيرية.

وقالت لاغارد خلال انعقــاد مجلس المحافظين «يجب أن نبقي على ظروف تمويل مؤاتية لكل قطاعات الاقتصاد في زمن الوباء. وهذا أمر ضروري لكي يتحول التعافي الحالي إلى توسع مستدام والتعويض عن الأثر السلبي للوباء على التضخم».

كما أوضحت أنها لم تكن تريد أن يرفع البنك المركزي أســعار فائدتــه المنخفضة تاريخيــا قبل رؤية توقعــات التضخم تصل بشكل مســتدام إلى الهدف الجديد للبنك عند 2 في المئة. وقالت «إن اقتصاد منطقة اليورو ينتعش بقوة. لكن التوقعات ما زالت تعتمد على تطور الوباء وتقدم حملات التلقيح».

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom