Al-Quds Al-Arabi

تونس: «النهضة» تنفي تردي صحة الغنوشي والمعارضة تطالب بمناقشة سيناريو «الشغور المؤقت» لمنصب رئيس البرلمان

أطباء: الخلافات السياسية فاقمت الوباء وانخراط هيئة الانتخابات في عملية التطعيم قد يحل المشكلة

- تونس – «القدس العربي» من حسن سلمان:

نفت حركة النهضة التونســية،أمس الجمعة، شــائعات تحــدث عن تردي الحالة الصحية لرئيس الحركة ورئيس البرلمان راشــد الغنوشي وعودته إلى المستشفى، مشيرة إلى أن الغنوشي في منزله وهو يتعافى من فيروس كورونا، في وقت طالبت المعارضة بمناقشــة سيناريو "الشــغور المؤقت" لمنصب رئيس البرلمان.

واعتبر أطباء وسياسيون أن تواصل الصراع السياسي بين الرؤساء الثلاثة ســاهم في تفاقم مشــكلة كورونا، فيما طالب بعضهم بتكليف هيئة الانتخابات بالمســاهم­ة في عمليــة التطعيم على اعتبــار أنها تمتلك موارد بشــرية وقدرة تنظيمية كبيرة يمكن الاســتفاد­ة منها في إنقاذ آلاف التونسيين الذين ينتظرون التطعيم.

وكانت صفحات اجتماعية روّجت لشائعات تحدث عن "عودة" الغنوشي إلى المستشفى العسكري بعد ســاعات من مغادرته عقب تماثله للشفاء من فيروس كورونا.

وكتب رياض الشــعيبي المستشــار السياسي للغنوشــي على صفحته في موقع فيسبوك "كل الشــائعات حول الوضع الصحي للأستاذ راشد الغنوشي لا صحة لها. الأســتاذ تعافى والحمد لله من فيروس كوفيد 19، وقد غادر بالأمس المستشفى العســكري، وهو الان في منزله. تمنياتنا له باستعادة عافيته كاملة والعودة السريعة لمباشرة مهامه في رئاستي حركة النهضة والبرلمان التونسي".

لماذا التكتم؟

ونشر القياديان في الحركة، ماهر المذيوب ومنذر الونيسي، صورا للغنوشي وهــو يتناول طعــام الفطور في منزلــه ويتصفح إحدى الصحــف المحلية، في محاولة لتأكيد أنه غادر المستشفى.

فيما حاولت المعارضة استغلال الوضع الصحي للغنوشي للمطالبة بمناقشة ســيناريوه­ات "الشغور المؤقت" و"الشغور الدائم" لمنصب رئيس البرلمان، حيث خاطب عبد العزيز القطي النائب الســابق عن حزب نداء تونس، الرئيس قيس ســعيد بقوله "تعيش تونس وضعا استثنائيا على جميع المستويات وقد أعلنتم منذ مدة أننا في حالة حرب على الوباء وقادة الحرب اليوم هم الســادة رئيس الجمهورية ورئيــس الحكومة ورئيس مجلس نواب الشــعب المطالبون في كل لحظة بــأن يكونوا على أتم الاســتعدا­د لكل طارئ. وعليه فــإن صفتك كرئيس للجمهوريــ­ة والقائد الأعلى للقوات المســلحة والمســؤول الأول عن ملف الأمن القومي للبــاد )...( فإنك مطالب اليوم بالتوجه إلى مكان تواجد رئيس مجلس نواب الشــعب التونسي لمعاينة حالته الصحية الُمتكتَّم عليها وإعلام الشعب بها بكل مسؤولية وشــفافية". وأضاف، في تدوينة على موقع فيسبوك، "عند مرض

راشد الغنوشي الرئيس الراحل الباجي قايد السبســي أعلن القصر ذلك مباشــرة بعد نقله إلى المستشــفى وكنا نتابع حالته بكل شفافية ولربما هناك إفراط في تقديم المعلومة من القصر مما أدخل نوعا من الإربــاك على الرأي العام. قام رئيس الحكومة في ذلك الوقت بزيارته وطمأنة التونســيي­ن كذلك فعل رئيسَ مجلس نواب الشعب، وليلة رجوعه إلى المستشفى كذلك تم الإعلان فورا في حدود الحادية عشرة ليلا )...( لا أفهم تكتمهم على صحة الغنوشي والصورة مع الجريدة لا معنى لها. نريد

سهيل العلويني تقريرا حول حالته من جهة رسمية. خلاف ذلك هو عبث وتلاعب بالدولة".

وخلال اجتماع للجنة الصحة في البرلمان، صباح الجمعة، طالب النائب هيكل المكي النائب الأول لرئيس البرلمان، ســميرة الشواشي، بتقديم تصريح واضح للنواب والرأي العام حول الوضعية الصحية لرئيس البرلمان راشــد الغنوشي، مشيرا إلى ضرورة مناقشة سيناريوهات الشغور الوقتي أو الشغور الدائم.

فيما استنكرت النائبة عن حركة النهضة حياة العمري مطالبة المكي بمناقشة

ســيناريوه­ات الشــغور، بقولها "هذا الأمــر معيب في هــذا الوضع خاصة بين الزملاء في المجلس'، مؤكدة أن الغنوشي "في فترة راحة وسيعود قريبا لمباشرة عمله في البرلمان". وانتقدت عمادة الأطباء طريقة إدارة جائحة كورونا، مشيرة إلى أن الصراعات السياســية في البلاد أثرت ســلبا على جهود مكافحة الوباء، مشيرة إلى أنه في الوقت الذي ينشغل فيه السياسيون بالصراع على الكراسي، توفي 70 طبيبا خلال المعركة ضد الوباء.

وتحدث مستشــار منظمة الصحــة العالمية في تونس ســهيل العلويني عن مساهمة الخلافات السياســية في "تأخير نجاح بعض المبادرات التي رغبت في تعبئــة لقاحات كورونا وإمكانية تصنيع لقاحات أخرى. لقد فاتنا القطار مقارنة بجيراننا في المغرب والجزائر".

حملة واسعة النطاق

وأضاف، في ندوة حول تأخر تونس بجلب لقاحــات كورونا "الدول القوية المصنعــة للقاحات لم تمنح الــدول الأخرى براءة تصنيع اللقــاح. وما نتحدث عنه اليوم هو فقط مسألة التعبئة، وقد ساهمت الأوضاع السياسية في خسارة تونس لإمكانية الالتحاق بدول حصلت على التراخيص في تعبئة تلاقيح كوفيد 19- في الصائفة الماضية من بينها مصر والمغرب والجزائر".

ودون الطبيب والنائب السابق، الصحبي بن فرج "الهيئة العليا للانتخابات تتوفر على خبــرة تنظيمية وموارد بشــرية وتقنية مكنتها مــن تأطير 3 الى 4 ملايين مواطن قاموا بواجبهم الانتخابي في يوم واحد )من الســاعة الثامنة الى السادســة( وذلك بالتنسيق مع الجيش والأمن ووزارة التربية، ولو اعتمدنا 15 في المئة من قدراتها التنظيمية، واســتغللن­ا 100 فــي المئة من خبرتها التنظيمية بالتنســيق مع وزارات الصحة والدفاع والداخلية والتربية، وســخرنا خمس مــدارس أو معاهد أو جامعات فــي كل معتمدية )280 معتمديــة تقريبا( لحملة التطعيم طيلة شــهر ونصف بداية من أول أغســطس/آب مثــا، ووصلنا الليل بالنهار وطبعا مع تطــوع وانتداب عدد من الأطبــاء والممرضين وأعوان تنظيم مؤقتين، ومع حل بعض المســائل اللوجســتي­ة بإمكاننا تلقيــح على الأقل 300 شخص يوميا في كل مركز، أي من 200 الى 400 ألف تلقيح يوميا، أي انه في شهر ونصف ) قبل العودة المدرسية( ممكن أن نلقح أكثر من 7 ملايين شخص في هذه المراكز وحدها".

وأضاف "أضف الــى ذلك حملات التطعيم المتنقلــة للجيش الوطني ووزارة الصحة، وحملــة التطعيم في مراكــز الصحة العمومية، واســتغلال مصحات الضمان الاجتماعي )6 مصحات لــم يتم الاتصال بها الى اليوم( ونصب خيمات تلقيحية في المراكز التجارية الكبرى والأســواق والتجمعات البشرية المعروفة. فبســهولة ممكن أن نصل الى تطعيم الأغلبية العظمى من الشعب التونسي في أفق أكتوبر )تشــرين الأول( بما في ذلك الأطفال إذا استوجب ذلك. طبعا الهيئة العليا للانتخابات عبّرت رســميا عن اســتعداده­ا للانخراط في حملة التطعيم ووضع كل إمكانياتها لأجل ذلك، لكن لم يجبها أحد".

 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom