Al-Quds Al-Arabi

14 أسيرا فلسطينيا يواصلون «معركة الأمعاء الخاوية» لنيل حريتهم وسلطات السجون تعاقبهم بالعزل الانفرادي

هيئة الأسرى تتهم الاحتلال بتصعيد «الجرائم الطبية» وإهمال المرضى

- غزة ـ «القدس العربي»:

لا يــزال 14 أســيرا فلســطينيا في ســجون الاحتلال يواصلون معركــة إضرابهم المفتوح عــن الطعام، من أجل الحصــول على قــرارات بإنهــاء اعتقالهــم الإداري ونيل حريتهم. وبدأت علامات التعــب تظهر على المضربين، فيما قامت ســلطات الاحتلال بعاقبة بعضهم بنقلهم إلى زنازين العزل الانفرادي.

والأســرى المضربون هم: ســالم زيدات، ومحمد اعمر، ومجاهد حامد، ومحمود الفســفوس، وكايد الفســفوس، ورأفت الدراويش، وجيفارا النمورة، وماهر دلايشة، وعلاء الدين خالد علي، وأحمد عبد الرحمن أبو سل، ومحمد خالد أبو ســل، وحســام تيســير ربعي، وفادي العمور، وأحمد حســن نزال. وهم موزعون في معتقلات «النقب، وريمون، وعوفر، ومجدو .»

وتقدمت هيئة شــؤون الأســرى والمحررين عبر طاقمها القانونــي بالتماس للمحكمــة للعليــا الاحتلالية، للطعن في قــرار الاعتقــال الإداري الصادر بحق الأســير مجاهد حامد الــذي يواصل إضرابه لليوم الـــ 13 رفضاً لاعتقاله، ومن المقرر أن تعقد المحاكمة جلســة غدا الأربعاء للنظر في الالتماس.

وقال المستشار الإعلامي للهيئة حسن عبد ربه، إن إدارة ســجون الاحتلال نقلــت ثلاثة من الأســرى المضربين عن الطعام من عــزل «ريمون» الى عزل «أيلا» في بئر الســبع، وهم: النمورة، والفســفوس، والدراويش، المضربون منذ 12 يوما.

وأشــار الى أن هؤلاء الأسرى بدأت تظهر عليهم علامات التعب والإعياء الشــديدين، ويشــتكون حاليا من آلام في المفاصل، إضافة لنقص الوزن.

ونشــطت خلال الأشــهر الماضيــة من جديــد، عمليات الإضرابات الفردية التي يقوم بها الأســرى الإداريون، من أجــل الحصول على قــرارات لنيل حريتهــم وتحررهم من سجون الاحتلال، وذلك ردا على تصعيد الاحتلال لعمليات الاعتقال الاداري.

وتظهر البيانات الرسمية أن غالبية الأسرى الإداريين هم أسرى سابقون أمضوا سنوات في سجون الاحتلال، حيث

يبلغ عددهم حاليا نحو 540 أسيرا.

والاعتقال الإداري هــو اعتقال دون تهمــة أو محاكمة، ويمنع المعتقل أو محاميه من معاينة المواد الخاصة بالأدلة، في خرق واضح وصريح لبنود القانون الدولي الإنســاني، لتكون إسرائيل هي الجهة الوحيدة في العالم التي تمارس هذه السياســة، وتزعم ســلطات الاحتلال أن تهمة المعتقل «ســرية» وتلجأ إلى إصدار أمر الاعتقال من قبل مســؤول عسكري في جيش الاحتلال.

وفي أغلــب الاحيان تقوم ســلطات الاحتــال بتجديد الاعتقال الإداري للأســير أكثر من مرة، ولمدة ثلاثة أشهر أو ستة أشــهر أو ثمانية؛ وقد تصل أحيانا إلى سنة كاملة قبل موعد إطلاق سراحه.

ونجح الكثير من الأسرى في نيل حريتهم بعد أن خاضوا إضرابات طويلة عن الطعام، كان آخرهم الأســير الغضنفر أبو عطــوان، الذي اســتمر إضرابه لمدة 65 يومــا، الى أن نجح في الحصــول على قرار من ســجون الاحتلال بإنهاء اعتقالــه الإداري، وظل هذا الأســير يصارع الســجان من على ســرير العلاج في أحد مشــافي الاحتلال، رغم تدهور

وضعه الصحي. في الســياق، قالت هيئة شــؤون الأسرى والمحررين، إن إدارة سجون الاحتلال تواصل سياسة القمع والاضطهاد الجســدي والنفســي بحق الأسرى، وفق نهج وحشــي يضرب بعرض الحائط كافة الاتفاقيات والمواثيق الدولية وحقوق الإنسان.

وكشــفت الهيئة، في بيان، عن حالات مرضية لأســرى يقبعون فــي المعتقــات الإســرائي­لية، من بينهــا: حالة الأســير محمد عبد الفتاح مصلح )23 عامــا( المتوجود في ســجن «النقب» حيث تعــرض لجلطة بالوجــه، وتم نقله الى مستشــفى «العفولة» ونتيجة لذلك أصيب بشلل كامل بمنتصف الوجه يمنعه من إغمــاض عينه، ولم يقدم له أي علاج طوال 32 يوما.

وقالت إن الأسير بشير عبد الله كايد الخطيب )62 عاما( يعاني من ارتفاع الكولســتر­ول وسعلة مستمرة، بالإضافة إلى أنه في حاجة الى زراعة أسنان، نتيجة لفقدان الأسنان بالجهتين العلوية والسفلية بالفكين.

كما رصدت ثلاث حالات مرضية في ما يســمى مستشفى «الرملة» إحداها حالة الأســير المصاب عبد الرحمن برقان (22 عاما( الذي يعاني من آثار اصابته أثناء اعتقاله بالقرب من حاجز أبو الريش العســكري المجاور للحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل، حيث كان قد أصيب بكلتا قدميه، وأصيب برصاصة أخــرى في بطنــه، وتم إجراء عــدة عمليات له ووضع بلاتين بكلتا قدميه، كما وُضع له كيس براز خارجي، وما زال يشــتكي من أوجاع حادة في قدميه، ولا يســتطيع الوقوف عليهما، ويتنقل على كرسي متحرك، كما أنه يعاني من مشاكل بالكلى، بسبب الإصابة، وبحاجة ماسة لإجراء عدة عمليات، ولعلاج مكثف.

أما عن الأســير ناظم أبو ســليم، فهو يشتكي من ضعف حاد في عضلة القلب، ويتناول العديد من الأدوية، وهو في حاجة ماســة لإجراء عملية ووضع منظم لضربات القلب، لكنــه بانتظار رد إدارة ســجون الاحتــال للموافقة على إجراء العملية أم لا، علما أن حالته الصحية تستدعي رعاية خاصة، وإجراء العملية بأسرع وقت ممكن.

وتتهم المؤسســات التي ترعى أوضاع الأسرى، سلطات الاحتلال باستخدام سياسة «الإهمال الطبي المتعمد» تجاه الأسرى، ما زاد من أمراض ومعاناة المرضى وكبار السن.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom