Al-Quds Al-Arabi

تشييع جثمان شهيد في رام الله وبلدية القدس تتراجع عن هدم خيمتي التضامن في حي الشيخ جرّاح

فيسبوك يغلق صفحة «قدس الإخبارية»

- القدس المحتلة ـ رام الله ـ «القدس العربي»:

شــيعت جماهير غفيرة جثمان الشــهيد الشــاب يوســف نواف محارب، من قرية عبوين شــمال رام الله، من مجمّع فلســطين الطبي برام الله، وذلك بعد 74 يوما على إصابته برصاص جنود الاحتلال.

وكانــت وزارة الصحة الفلســطين­ية قد أعلنت أن الشــهيد ارتقى متأثرا بإصابته برصاص قوات الاحتلال منتصف أيار/ مايو الماضي، أثنــاء مواجهات في بلدة ســنجل فــي محافظة رام اللــه، تزامنا مع العدوان على قطاع غزة، وأحداث حي الشيخ جراح في القدس.

ووفــق بيان الــوزارة فإن الشــهيد محــارب كان قــد أصيب في الفقرتين الخامســة والسابعة من الظهر، وجرى إدخاله بحالة حرجة للمستشفى وأخضع للعلاج، وبقي في قسم العناية المكثفة منذ نحو 74 يوما، إلى أن تم الإعلان عن استشهاده أمس.

وكانت مراســم التشييع العســكرية قد انطلقت بعد ظهر أمس من أمام المشــفى ثم توجهت الجماهير بالجثمــان الذي رفع على الأكتاف إلى دوار المنارة وســط مدينة رام الله وسط هتافات «الله أكبر» ومن ثم نقل الجثمان إلى بلدة عبوين حيث صلي عليه في المسجد الشرقي للبلدة.

التضامن في حي الشيخ جراح

ميدانيا أخطرت بلدية الاحتلال فــي مدينة القدس المواطنين بهدم خيمتي الإســناد والتضامن في حي الشيخ جراح، حيث كانت شرطة البلدية قد أمهلت المواطنين لغاية الســاعة الواحــدة ) ظهر الإثنين( لإزالتهما وذلك بحجة أن «إقامتهما غير قانونية.»

وفور قدوم شــرطة الاحتــال وتعليقها الإخطــارا­ت على أعمدة الخيمتين والجــدران المحيطة انتشــرت دعوات للحشــد والتواجد والتجمع تحت مظلتي التضامن في حي الشــيخ جــراح التي هددت طواقم البلدية أهالي الحي بتفكيكهمــ­ا ظهر أمس على يد طواقمها في حال لم يفككهما أهالي الحي بأنفسهم.

صاحــب أحد المنازل في حي الشــيخ جراح، نبيل الكــرد، قال في تصريحات صحافية إنه بعد أن علم بالخبر اتصل بمحامي الحي الذي توجه بدوره إلى المستشــار القانوني لبلديــة الاحتلال الذي بدوره أخبره أن قرار هدم الخيمتين أصبح لاغيا.

ويرجح أن السبب يعود إلى أن دعوات الحشد والتواجد وحضور عشــرات الصحافيين ترتب عليها خوف الشرطة من اندلاع مواجهات في الحي، وهو أمر لا تريده إسرائيل.

وأكد الكرد أنــه قبل موعد الهدم جاء ضابط من شــرطة الاحتلال وأخبــره بأنه عليــه أن يعتبر القــرار لاغيا «مزقوا القرار المنشــور وضعوه في الزباله .»

لكنه ومجموعة من النشــطاء الذين توافدوا على خيمتي التضامن بقوا في أماكنهم، معبرا عن قلقة وعدم ثقته بســلوك شرطة الاحتلال، معتبــرا أن ما يحركها ليــس القانون وإنما الأفعال السياســية التي تتجلى في إخراج العائلات من الحي.

وأكد أن الضابط الإســرائي­لي الذي طلب منهــم تمزيق قرار الهدم أخبره بأن القرار ألغي شرط عدم إطلاق أي مظاهرات في المكان.

يذكر أن موعد قرار المحكمة العليا الإســرائي­لية في النظر في قضية حي الشيخ جراح قد اقترب، حيث ســتنظر المحكمة في القضية مطلع شهر أغسطس/ آب المقبل.

وبرأي الناشط نبيل الكرد فإن مدينة القدس تستقبل اقتراب موعد المحكمة بتماسك وتضامن كل أهل المدينة مع بعضهم البعض.

يذكر أن المواطنين كانوا قد نصبوا الخيمتين منذ أكثر من شــهرين بهدف جعلها مقصدا ومكانا مقابل المنازل المهددة بالإخلاء القســري. وحسب شــهود عيان فإن قرار الإزالة والتراجع عنه ترافق مع توافد مجموعات من المســتوطن­ين والدخول إلى الحــي، والتمركز في منزل عائلة الغاوي )المصادر( ونصف منزل عائلة الكرد المســلوب والمهدد بالمصادرة وطرد العائلة منه.

وحي الشــيخ جراح هو حي فلســطيني مقدســي يقــع على بعد كيلومترين شمال أسوار البلدة القديمة في القدس المحتلة.

ووفقاً لاتفاقية عُقدت بين الحكومة الأردنية ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلســطين­يين «الأونــروا» عــام 1956 انتقلــت 28 عائلة فلســطينية من العائلات التي هُجرت إثر النكبة إلى السكن في بيوت الحي التي بُنيت من طرف الحكومة الأردنية.

ويعاني اليوم أكثر من 500 مقدســي من خطــر التهجير والإخلاء لصالح المستوطنين، ويتعرضون للمضايقات والتفتيش على مداخل الحي، التي أغلقها الاحتلال بالمكعبات الإســمنتي­ة ومنع الدخول إليه باستثناء سكان الحي.

وفي السياق نفســه اقتحم مســتوطنون، أمس، المسجد الأقصى المبارك، من جهة باب المغاربة، بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي.

ونقلا عن مصــادر محلية فإن أكثــر من 134 مســتوطنا اقتحموا ساحات المسجد في ساعات الصباح الباكر، ونفذوا جولات استفزازية

في باحاته إلى أن غادروه من جهة باب السلسلة.

وفي إطــار محاربة المحتوى الفلســطين­ي، غيب موقــع التواصل الاجتماعي «فيســبوك» صفحة شــبكة قُــدس الإخباريــ­ة، من على منصته، وذلك نتيجة التضييقات التي يمارسها فيسبوك ضد الرواية الفلسطينية.

وعلى إثر هذه الخطوة، نقلت شــبكة قدس الإخبارية، النشر على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك من صفحتها الرئيسية إلى صفحة «شارك شبكة قدس الإخبارية».

وأشــارت في بيان صحافي وصلت «القدس العربي» نسخة منه، إلــى أن محاربة المحتوى الفلســطين­ي رقميا لن تثنيهــا عن مواصلة رســالتها التي تحاول من خلالها نقل صورة ما يجري في فلســطين للعالم أجمع، مشــددة على أنها لن تتخلى عن موضوعيتها ومهنيتها وانحيازها الكامل للقضية الفلسطينية».

وقال مدير مركــز «صدى سوشــيال» إياد الرفاعــي، إن محاربة المحتوى الرقمي الفلســطين­ي عبــر منصات التواصــل الاجتماعي، أصبحــت في الآونــة الأخيرة أمــرا رائجا جدا من قبــل إدارات هذه المنصات، بحيث لم يعد المحتوى الفلســطين­ي آمنــا على أي من هذه المنصات وخاصة فيسبوك، كونها الأكثر استخداما بين الفلسطينيي­ن.

وأضاف في تصريحات أن الحرب ضد المحتوى الفلســطين­ي «تأتي بضغوط مــن الاحتلال، وتواطــؤ إدارات هذه المنصــات، في الوقت الذي يتم فيه إعطاء مساحة كبيرة جدا للرواية الإسرائيلي­ة». وتابع قائــا: «هنا تكمن خطورة هذه الخطوة بأن الفضاء الرقمي قد يصبح خاليا من الرواية الفلســطين­ية، مقابل الترويج للرواية الإسرائيلي­ة والمحتوى الإسرائيلي».

مساحة حرة للمحتوى الفلسطيني

وحســب الرفاعي، فإنه يجب بذل الجهود مــن قبل جميع الجهات على الساحة الفلسطينية ومن قبل جميع المؤسسات المعنية بالحريات والحقوق والحريــات الصحافيــة، للمطالبة بإعطاء مســاحة حرة للمحتوى الفلسطيني، ولحرية الاستخدام الإعلامي لهذه المنصات.

وكشــف عن «تجنيد بعض الجهات الفلسطينية واستغلال بعض خصائص هذه المنصــات من خلال تقديم البلاغــات لخدمة الأهداف السياسية، بالتزامن مع الجهود التي نقوم بها لمحاربة جهود الاحتلال الإســرائي­لي بالتضييق على المحتوى الفلســطين­ي» معتبرا أن هذه الخطوة «تضعف الموقف كفلسطينيين أمام إدارات هذه المنصات.»

وشــدد على ضرورة أن «نحارب لنبقى موجوديــن على مختلف المنصات لإيصال صوتنا للعالم وفضح جرائم الاحتلال أمام العالم».

واســتنكرت لجنــة دعــم الصحافيين إغــاق منصــة التواصل الاجتماعي «فيســبوك» صفحة «شــبكة قدس» التــي تعمل بمهنية ومسؤولية في نشــر الأخبار والتقارير الصحافية التي تهتم بالشأن الفلسطيني والعربي».

وأكدت فــي بيان لها، أن حذف صفحة «شــبكة قــدس» التي تتم متابعتهــا من قبــل الملايين من مختلــف دول العالم يأتي في ســياق محاربة المحتوى والرواية الفلســطين­ية للصفحات المؤثرة التي تنقل هموم وقضايا الشعب الفلسطيني للعالم.

ويأتي هذا الاســتهدا­ف، بعد أيام قليلة من استهداف صفحة وكالة شــهاب، حســب اللجنة، ما يعني أن هذا الإجراء يأتي ضمن سياسة ممنهجــة من قبل «فيســبوك» لمحاربة الرواية الفلســطين­ية وخنقها «وفتح المجال أمام الصفحات الإســرائي­لية التــي تمارس التحريض ونشر خطاب الكراهية».

واعتبرت اللجنة، أن هذه الإجراءات التعسفية تعد انتهاكا صارخا لحرية الرأي والتعبير، وانحيازا للاحتلال الإسرائيلي الذي يحارب المحتوى والرواية الفلسطينية وكل صوت حر.

وســجلت دعم الصحافيين منذ بداية العــام الحالي 2021 أكثر من 194 انتهاكاً رقمياً بهدف التضييق على حرية العمل الصحافي.

وطالبــت لجنة دعم الصحافيين المنظمــات والهيئات الدولية التي تعنى بحماية حرية الرأي والتعبير بوقف الحملة المســعورة من قبل إدارة فيســبوك وحماية المحتــوى الرقمي الفلســطين­ي والصفحات الإعلامية المؤثرة من القرصنة التي تتعرض لها.

واســتنكر التجمّع الصحافي الديمقراطي استمرار إدارات منصات التواصل الاجتماعي في اســتهداف الُمحتوى الفلسطيني على مواقع التواصــل الاجتماعي، وخاصّة إدارة موقع «فيســبوك» التي أقدمت على تغييب صفحة شــبكة «قــدس الإخبارية» تحــت ذرائع وحججٍ واهية لا تخدم سوى الاحتلال وسياساته العنصريّة.

وأعرب «عن تضامنه مع الزملاء في شــبكة قدس ووسائل الإعلام الفلســطين­يّة التي تتعرّض لهذا الاســتهدا­ف الممنهج بسبب فضحها لجرائــم الاحتلال ومســاندته­ا دائما لشــعبنا ومقاومتــه في وجه الاحتلال الذي يهدف لتغييب الصورة الفلسطينيّة عن أنظار العالم.

ودعا الحكومة الفلســطين­يّة والمؤسّســات الحقوقيّة للضغط على إدارات هذه المواقع التي تنفذ سياسة تكميم الأفواه للحق الفلسطيني في الدفاع عن شعبنا وقضيتنا العادلة أمام الرواية الصهيونيّة».

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom