Al-Quds Al-Arabi

إسرائيل تستضيف أول تمرين عسكري للمُسيّرات في العالم بمشاركة أمريكا وأربع دول أوروبية

استخدمت في حرب غزة وأوقعت ضحايا مدنيين

- غزة ـ «القدس العربي»:

كشفت إسرائيل عن استضافتها مؤخرا لتمرين دولي هــو الأول مــن نوعــه للطائرات المســيّرة مــن دون طيار، التي اســتخدمته­ا باســتهداف قطاع غــزة خلال جولات التصعيد والحروب السابقة، وأوقعت خسائر كبيرة في صفوف المدنيين لا سيما الأطفال.

وحســب جيــش الاحتلال، فــإن المناورة التــي انتهت قبل أيام، مع طواقم قدمت من الولايات المتحدة وفرنســا وإيطاليــا وألمانيــا وبريطانيــ­ا، لإدارة طائــرات من دون طيار، هي الأولى من نوعها.

واســتمرت التدريبــا­ت المســماة «الحــارس الأزرق» لمدة أســبوعين، شــملت خلالهــا تحليق الفــرق الأجنبية بطائرات هيرمس 450 المسيرة.

وذكــر جيــش الاحتــال أن تلــك الفــرق التــي قدمت لإســرائيل، تدربــت علــى ســيناريوه­ات مختلفــة، بمــا فــي ذلك دعــم القوات البريــة ومهام الاســتطلا­ع وجمع المعلومات الاســتخبا­راتية والتعــاون مع مختلف القوات في الجو.

وقال إن هذه التدريبات التــي تركز على الطائرات من دون طيار على الإطلاق، لها «أهمية اســتراتيج­ية» بسبب تعاون القوات الجوية مع الدول الأجنبية، مضيفا: «دولة إســرائيل رائدة في مجال الطائرات من دون طيار ويقدم هذا التمرين منصة للدراسة والنمو المتبادلين».

ونقلــت تقاريــر عبريــة عــن قائــد القــوات الجويــة الإســرائي­لي اميــر لازار قوله «هذا التمريــن هو الأول من نوعــه في العالم، حيث يتيح الجمع بــن المزايا والعيوب لــكل دولة، وبالتالــي التأثير على بناء القــوة، مع تعزيز التعاون الاســترات­يجي الدولي، وتبادل المعرفة، وتعزيز العلاقات المهنية».

وذكــرتلفز­يــون الإســرائي­ليالإخباري، نقلا عن مســؤول كبير في ســاح الجو الإسرائيلي طلب عدم الكشــف عن هويته، إنه خلال الحــرب الأخيرة على غزة التــي ســماها جيش الاحتــال «حارس الأســوار» وانتهــت في 21 أيــار/ مايو الماضي بعــد 11 يوما، نفذت إســرائيل 6 آلاف ســاعة تشــغيل لطائرات مسيرة، لافتا إلــى أن هــذا كان أكثر مــن أي وقت مضــى. ووفقا لهذه البيانات، قام الجيش الإســرائي­لي بإطــاق ما معدله 24 طائرة مسيرة في وقت واحد طوال فترة الحرب.

ونفذت هذه الطائرات عمليات اســتطلاعي­ة وضربات بالتنســيق مــع مروحيــات ومقاتــات، كمــا تم نشــر «أسراب» من الطائرات المسيرة الصغيرة، حسب مصادر عسكرية.

وتعــد إســرائيل مــن أكثــر الــدول اســتخداما لهــذه الطائــرات في تنفيذ الهجمات الجويــة، ما يجعلها تمتلك الخبرة لمشاركة هذه الخبرات مع دول أخرى.

لكــن اللافــت للانتبــاه كان مشــاركة دول أوروبيــة مؤثرة، انتقدت مؤخرا سياســات إســرائيل الحربية في هــذه المناورات، التــي جاءت بعد وقت وجيــز من انتهاء الحــرب الأخيرة على غزة، التي ســقط خلالهــا أكثر من 260 فلســطينيا، غالبيتهم من المدنيــن، وبينهم 66 طفلا، في غارات شــاركت فيها تلك المســيرات، وقد قوبل الأمر بانتقاد من العديد من المنظمــات الحقوقية الدولية، ومن الأمم المتحدة.

والمعــروف أن إســرائيل تعــد مــن الــدول الرائدة في تصنيع هذه الطائرات المسيرة، وقامت بتطويرها لتشمل عمليات الاســتهدا­ف لمناطــق متعددة، وقد اســتخدمت أيضــا فــي عمليــات اغتيــال لنشــطاء وقــادة الفصائل الفلسطينية.

وفي أوقات ســابقة كشف النقاب أن هناك العديد من الدول قامت بطلب شراء تلك الطائرات الإسرائيلي­ة التي تستخدم في الأغراض العسكرية.

وتســتخدم إســرائيل تلــك الطائــرات المتطــورة فــي التحليــق فوق عدة دول عربية مثل لبنان وســوريا، فيما يعتقــد أنــه بإمكانهــا إيصالها لــدول أبعد، لكــن لم يجر الكشــف من قبل عن قيام تلك الطائــرات بالتحقيق فوق إيران، كتلــك الطائرات الأمريكية التي كشــف أمرها في وقت سابق، بعد إسقاطها من قبل الإيرانيين.

في ســياق متصل، ذكــر موقــع «واللا» العبــري، أنه بعد سلســلة نقاشــات اجراهــا جيش الاحتــال، خلال الســتة أشــهر الماضية، ونقاش معمق بين وزير الجيش بينــي غانتــس ووزيــر الماليــة افيغــدور ليبرمــان، حول ميزانية الأمــن والزيادة المطلوبة من أجــل الوقوف أمام التحديات المستقبلية، أجري مؤخرا ايضا نقاش برئاسة رئيــس الحكومة نفتالــي بينيت حول النــووي الإيراني، وقام خلاله ممثلو الجيش باســتعراض مســتوى كفاءة «متوســطة» لشــن حملة واســعة ضد إيــران ) مع او من دون اتفــاق نووي مــع الولايات المتحدة( والذي يشــمل هجمات جوية.

وذكــر التقريــر ان الجيــش الإســرائي­لي وجهــاز الاســتخبا­رات «الموســاد» شــددوا علــى الحاجــة لبناء عــدد متنوع من البرامــج، لأنه في حال وقعــت الولايات المتحدة على اتفاق مع إيران، فإن هذا ســيلزم إســرائيل بالاســتعد­اد بشــكل عملي بصورة مختلفة تماما، وليس بشكل ضروري لضربات جوية مثل الهجوم على المفاعل النووي في العراق.

وأوضــح مســؤول أمنــي كبيــر أنــه فــي حــال وقع الإيرانيــ­ون علــى الاتفاق «ســتكون هناك مشــكلة تنفيذ هجوم جوي»؟

وذكــر الموقع ان الجيش الإســرائي­لي رفــض التطرق بشــكل مباشــر الى معركــة ممكنة مع إيــران على خلفية التقدم بالمشروع النووي.

ونقل عن مســؤولين عســكريين تأكيدهــم ان الجيش و«الموســاد» يعمــان علــى خطــط عملياتيــة منفصلــة ومشتركة في إطار الاســتعدا­دات لمعركة مستقبلية ضد إيــران، من خــال وضع «خــط عنيد» قد يشــمل العديد مــن العمليــات الصغيــرة والكشــف عــن أمــور «تحرج الإيرانيين».

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom