ميانمار: المجلس العسكري يلغي نتائج انتخابات 2020 بحجة أنها «لا حرة ولا نزيهة»
■ رانغــون- أ ف ب: ألغــى المجلس العســكري فــي ميانمار، أمس الإثنــن، نتائــج انتخابات العام 2020 التي فاز فيها حزب أونغ ســان ســو تشــي، وقد علّل قراره أن الاســتحقاق لم يكن «لا حراً ولا نزيهاً» وذلك بعد نحو ستة أشهر على انقلاب أطاح بالزعيمة المدنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام.
وأعلنت لجنــة انتخابية تابعــة للمجلس العســكري أن التحقيقات أظهــرت أن الانتخابــات التــي حقّق فيها حزب ســو تشــي «الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية» فوزاً ساحقاً على المعارضة المتحالفة مع الجيش شــابتها أكثر من 11 مليون عملية تزوير. وقال رئيس اللجنة، ثاين سو: «لقد حاولت )الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية( انتزاع ســلطة الدولــة من أحــزاب ومرشّــحين معارضين لها عبر اســتغلال القيود المفروضة لاحتواء كوفيد-19». وتابع أن الاســتحقاق «لم يكن لا حراً ولا نزيهاً، لذا فإن نتائج الانتخابات قد ألغيت». ولم يعلن ما إذا سيتم إجراء انتخابات جديدة في البلاد البالغ عدد سكانها 54 مليون نسمة. وكان المجلس العسكري قد أعلن سابقاً أنه سيجري انتخابات جديدة في غضون ســنتين، ولوّح بحل حزب الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية. وســو تشــي موقوفة منــذ الانقلاب وتواجــه مجموعة اتّهامــات مــن بينها خرق قيــود احتواء فيــروس كورونا واســتيراد أجهزة لاســلكية بشكل مخالف للقانون، وهي تواجه في حال إدانتها عقوبة بالحبس تتخطى عشر سنوات.
ومنذ الانقلاب تشــهد ميانمار فوضى عارمة، مع تظاهرات وشــلل جزئــي للاقتصاد جــراء إضرابات واســعة النطاق. وأثــار الانقلاب حركــة احتجاجيــة قمعتها قوات الأمن بعنف ما تســبب في الأشــهر الأخيــرة بمقتــل أكثر من 900 شــخص بينهم أطفال ونســاء، حســب جمعية دعم السجناء السياسيين.
وتواجــه البــاد حاليــاً ذروة وبائية غيــر مســبوقة، يفاقمها خلو المستشــفيات من الأطبــاء المؤيديــن للحركة الاحتجاجيــة والمتوارين خشــية توقيفهم. والإثنــن، توقّع البنــك الدولي انكمــاش الاقتصاد بنســبة 18 ٪ فــي العام 2021، بســبب حملة قمــع الاحتجاجات التي أعقبت الانقلاب والموجة الوبائية الثالثة التي تجتاح البلاد.
وفي العــام 2020 حقّقــت «الرابطة الوطنية من أجــل الديمقراطية» نتائــج انتخابيــة أفضل مقارنة باســتحقاق العــام 2015. وفي تقرير حول انتخابات العام 2020، اعتبرت «الشــبكة الآســيوية للانتخابات الحرة» أن النتائج «جسّدت بشكل عام إرادة الشعب».