Al-Quds Al-Arabi

لنا حق أيضاُ تخريب الذاكرة

-

اكد عبد الله الســناوي في "الشــروق" على أن أعز ما يملكه أي شــعب ذاكرته الوطنية، القضايــا التي تبناها والمعــارك التي خاضهــا والأثمان التي دفعهــا لكي يرفع رأســه عاليا، والأخطاء التي ارتكبت حتــى لا تتكرر مرة أخرى. وشــدد على أن هناك فارقــا جوهريا بين المراجعة بالنقــد والتهجم بالتجهيــل. رغم مــرور )65( عاما على تأميم قناة الســويس فإن هناك مــن يطلب إلغاء التاريخ بمعانيــه وتضحياته وتبعاتــه الاســترات­يجية. تحمل جمال عبدالناصر مســؤولية القرار، لكنه لم يكن لينجح لولا اســتعداد الشــعب المصري، أن يدفــع باقتناع كامل أثمان اســتقلاله الوطني من دم أبنائــه. هنا ـ بالضبط ـ موضوع الغــارات المتعاقبة على الذاكــرة الوطنية، حتى يفقد المصــري العادي ثقته في نفســه وفــي قدرته على صنع التاريخ واكتســاب حقوقه المشــروعة، أيا ما كانت التضحيــات. لم يكن بوســع أحد في العالــم توقع تأميم قناة السويس قبل إعلانه من فوق منصة «ميدان المنشية» في الإســكندر­ية في ذلك اليوم البعيد، الذي تقادمت عليه الســنين، ولا كان مطروحا تسليم شــركة قناة السويس إلى مصر بعد انتهاء عقد الامتياز عام )1968(. كانت قناة السويس أهم مشروع هندسي في العالم في القرن التاسع عشــر، دولة داخل الدولــة، وقيدا حديديــا على المصير المصري، ومصر كلهــا رهينة للقناة، أهينت واســتنزفت واحتلت )1882( حتى تمكنــت من تأميمها منتصف القرن التالي، ودفعت بالدماء ثمن استقلالها الحقيقي في حرب الســويس. بقرار التأميــم رد اعتبار الوطنيــة المصرية، وتمكنت دولة من العالم الثالث من تحدي الامبراطور­يتين الســابقتي­ن البريطانية والفرنســي­ة في صلب مصالحهما الاســترات­يجية في الشرق الأوســط، حيث منابع النفط الذي تمر حمولاته عبر قناة الســويس. جسارة التحدي تأخذ معناها الحقيقي من سياقها في الصراع على الشرق الأوسط، فقد حاولت مصر بعد ثورة يوليو/تموز الخروج من دوائر النفوذ الاستعماري­ة، قاومت الأحلاف العسكرية وسياسات ملء الفراغ، كســرت احتكار التسليح بصفقة الأسلحة السوفييتية، أيدت حركات التحرير الوطني في العالم العربــي، ولعبت دورا جوهريا في تأســيس قوة دولية جديدة.

ليحترمنا العالم

شــددد عبد الله الســناوي، على أنه إذا كان هناك من يعتقد أن اســتقلال القرار الوطنى يُمنــح ولا يُنتزع فهو واهم، فلكل اســتقلال تكاليفــه وتضحياتــه ومعاركه. اكتســبت مصر اســتقلاله­ا الوطنــي الكامــل في حرب الســويس بفواتير الدم المبذولة، وشجاعة أبنائها الذين هرعــوا لحمل الســاح في مواجهــة العــدوان الثلاثي، البريطاني ــ الفرنسي ـ الإسرائيلي، لا بـ «اتفاقية الجلاء » التي وقّعها عبدالناصر نفســه عام )1954( وانطوت على تنازلات تتيح للقوات البريطانية حق العودة لقاعدة قناة الســويس، إذا ما تعرض بعض حلفائها للخطر. هناك من يتصور أن مصر كان يمكنهــا تجنب العدوان عليها، إن لم يُقدم عبدالناصر على قرار التأميم. بالوثائق هذا استنتاج متعجــل، فلم يكن مســموحا لمصر بأن تتطلع لاكتســاب قرارها الوطني بالتأميم، أو بغير التأميم. بحســب تقرير اســتخبارا­تي أمريكى ـ ربيع )1956( ـ كشف عنه الأستاذ محمد حســنين هيكل في كتابه «ملفات الســويس»، فإن خطط الانقــاب والغزو وقتل جمال عبدالناصر ســبقت قرار التأميم. لم يكن كلاما في فضاء الاجتماعات السرية، بقــدر ما كان شــروعا في تحديــد الأدوار قبــل التنفيذ. لــم يكن رفض البنك الدولي تمويل مشــروع بناء الســد العالي، الســبب الرئيســى لتأميم قناة السويس بالفعل ورد الفعل. منذ احتلال مصــر وهي تتطلع إلى هذا اليوم، الذي تســتعيد فيه الشــعور بالكبرياء الوطني، والقدرة على الدفاع عن حقوقها الأصلية. فكرة التأميم لم يخترعها جمال عبدالناصر، ولا طرأت على رأسه فجأة. قبل يوليو/ تموز، ترددت دعوات متناثرة تضمنتها ـ أحيانا ـ دراسات تتبنى هذه الخطوة، لكنها كانت أقرب إلى الأحلام البعيدة والتخيلات المحلقة. لم يكن أحد يتصور أن يأتي هذا اليوم فعــا، حتى أن أغلــب الذين دعوا للتأميــم قبل يوليو لم يحتملــوا المفاجأة عندما صارحهم بهــا عبدالناصر، وهو يتأهب لإعلان قراره خشية ردات فعله. وبين الاقتراحات التي عُرضــت عليه أن يقدم على «نصــف تأميم» حتى لا يســتثير القوى العظمى.. بعد تحدي الســويس خرجت مصر قوة إقليمية عظمى، وتحولت عاصمتها القاهرة إلى أحد المراكز الدولية، التي لا يمكن تجاهلها. اكتسبت مصر أدوارها القيادية في افريقيا بوضوح سياســاتها وقدرتها على المبادرة والإسناد لتحرير القارة.

فلنخاطبهم بلسانهم

لأن العالــم كما أوضــح أحمد ابراهيم فــي "الوطن" لا يتعامل بالعقــل ولا بالعاطفة بل بالمصلحة، لذلك يجب أن نخاطبه بهذه اللغة، وهي أن الآثار الســلبية من هذا السد المشــؤوم لن تتحملها مصر وحدها، ولكن المنطقة بالكامل وأولها الاتحاد الأوروبي، وأن هذا السد سوف يكون سبباً في زيادة الهجرة غير الشــرعية، ولن تســتطيع القاهرة منعهــا كما كانت تفعــل، الأمر الآخر هــو أن يكون تركيز خطابنــا الإعلامي والسياســي على الأضــرار الحقيقية وبالأرقام في حالة عدم الوصول إلى اتفاق ملزم لإثيوبيا

في إدارة وتشغيل السد، فالأرقام تقول إن الله يرسل أكثر من 1000 مليــار متر مكعب من الميــاه للثلاث دول، حصة مصر منها 55 ملياراً فقط، والســودان 18 ملياراً، وإثيوبيا أكثر من 900 مليــار. والأرقام تقــول إن 95% من أرضنا صحراء جرداء بســبب عدم توافر الميــاه، وإن نهر النيل هو المصدر الرئيسي لحياة المصريين، وإننا دولة تستورد من الخارج أكثر من نصف السلع الغذائية الاستراتيج­ية، بســبب نقص المياه، كما أن حصتنا في النيــل ثابتة منذ عشــرات الســنوات، رغم تضاعــف عدد الســكان عدة مرات، كما أننا نعيد اســتخدام الميــاه أكثر من مرة، وهذا يكلفنا أموالاً طائلــة، بالإضافة إلى جهود الدولة المصرية فــي مجال تحلية المياه وتحويل نظم الري من الأســاليب القديمة إلى الحديثة، وهذا يكلفنا أيضاً مئات المليارات.

معركة صعبة

وقــال أحمــد أبراهيــم إن المعركة مع إثيوبيا ليســت ســهلة، لأن من يديرها خلف الكواليس لا يريد لمصر الأمن والاستقرار، لذلك هي ليست فقط مســؤولية الرئيس أو الحكومة، ولكنها مســؤوليتن­ا جميعــاً، ولن يجدي معها إعلامنا الذي يخاطب نفســه، نريد لغــة إعلامية مختلفة تخاطب شــعوب العالم قبــل حكوماتــه، وباللغة التي يفهمها، وهي المصلحة لنا ولهم، أو الأضرار علينا وعليهم. لا شك في أن التحديات التي تواجه بلادنا بسبب أزمة سد النهضة تكاد تكون الأصعب فــي تاريخها، وربما تتجاوز مرحلة ما قبل حرب أكتوبر/تشرين الأول، هذه التحديات تتطلب من جميع المواطنين أن يكونوا على مستوى الحدث والتلاحم الوطنــي خلف القيادة السياســية، وأيضاً أن يكون لهم صوت مســموع فــي العالم كلــه، لأن حقوقنا في النيل ليســت فقط تاريخية، ولكنها أيضاً مكتســبة. ومصر أقــرت بحق إثيوبيا في التنميــة، مقابل حق مصر في الحياة، رغم أن ســد النهضة أهدافه إعلامية سياسية أكثر منها تنموية، أو ربما هدفه بيــع المياه، وذلك يتنافى مع القيم الإنســاني­ة، ويكون بداية صراع لن ينتهي في كل الدول التي تربطها أنهار مشتركة. يجب أن نخاطب العالم بلُغته من خلال الشــخصيات المصريــة الدولية الوطنية المحترمة «قوتنــا الناعمة»، فالقضية ليســت سياســية دبلوماسية فقط، بل شــعبية، كما يجب أن تتواصل هيئة الاســتعلا­مات مع خبراء الري المصريين وتترجم آراءهم ومقالاتهم باللغات الأجنبية وترسلها إلى الإعلام الدولي، أيضاً على رجال الأعمال المصريين تنظيم حملات إعلانية في أهم وسائل الإعلام العالمية.

طاقية الإخفاء

يبــدو والكلام لأشــرف أبو الهــول في "الأهــرام" أن حكومة أبــي أحمد في أديــس أبابا دخلــت التاريخ بعد أن حولت حلــم اختراع طاقية الإخفاء إلــى واقع فعلي، والدليل على ذلــك أن الإعلام العالمي بــكل قدراته يعجز عن رؤية ما يحدث داخل الدولة الإثيوبية بكل مكوناتها، وبالتالي لا ينقل إلا ما تروجه الحكومة الإثيوبية، ســواء مــا كان متعلقا بالأوضــاع الداخلية في هــذا البلد الذي يشــرف على الانهيار، أو ما يتعلق بتصريحات المسؤولين الإثيوبيين عن مشــروع سد بني شنقول، وآخرها الادعاء بنجاح الملء الثاني للسد، رغم أن الصور الحديثة للأقمار الصناعية تؤكد وبوضوح الفشل الإثيوبي الذريع، بينما وسائل الإعلام سواء العالمية مثل "فرانس 24" أو العربية كـ"الجزيــرة" تتغزل فــي النجاح الإثيوبــي. والطريف أنه بينما ينقــل الإعلام العالمي عن حكومــة أبي احمد أن الشعب الإثيوبي يقيم الاحتفالات ويرقص ابتهاجا بالملء الثاني، فإن الواقع يقول إن السفارات الأجنبية في أديس أبابا تحزم أمتعتها اســتعدادا للفرار مــن المدينة، ومعها مئــات الآلاف من الســكان بعد أن باتت فــي مرمى مدافع جبهة تحرير أوروميا المعروفة باســم أونج شــيني التي تزحف إليها من إقليم أوروميا لاحتلالها، وإســقاط نظام حزب الازدهار بزعامة أبي احمــد، الذي زور الانتخابات البرلمانيـ­ـة، وأعلن الفوز الكاســح وقبلهــا حطم الجيش الإثيوبــي ومعه الجيــش الإريتري في مغامــرة تيغراي الفاشــلة، لدرجة أن مقاتلي تيغراي المنتصرين لم يكتفوا بالآلاف من الأســرى ومعظمهم من الأمهــرة، بل طاردوا بقايا قوات الحكومــة إلى داخل إقليم العفــر القريب من أديس أبابا، وأبادوا فرقا كاملــة منها، وكل ذلك والإعلام العالمي لا يرى ولا ينقل شيئا، ويكتفي بنشر أكاذيب نظام كل همه الإضرار بجيرانه ومنع المياه عنهم بينما بلاده في طريقها للتفكك.

معاركهم الفانية

تســتفز مصطفــى عبيد كما قــال في "الوفــد" المعارك الصغيــرة للكُتاب. يُحزنني انجرار البعض للملاســنا­ت والدخول في مقارعات لا طائل منها، الشــخصي منها أكبر من القيمي. أستعين باعتراف الكاتب الراحل عبد الرحمن الخميسي «عشــت أدافع عن قيثارتي ولا أعزف ألحاني» لأعتبره قانوناً عاماً لعملى فــي الكتابة، لأتعلم أن معارك الكُتاب والمثقفين بعضهم مــع بعض عبثية، لا طائل منها : المنتصر فيها مهزوم. فــي تاريخ الصحافة الحديثة معارك صاخبة، علت واســتطالت وتنوعت أسلحتها وأساليبها لكنها لم تترك خيراً. أتذكر قبل أكثر من عشر سنوات حربا طاحنة جرت بين الكاتب الراحل عبد الله كمال، والأستاذ عادل حمودة، لم تُســفر عن أي جمال. كتب كلاهما كلاما

موجعا عن الآخر لكن، لا شــيء يُذكــر لأن ما ينفع الناس وحده هو الباقي. قبلها كانت ثمــة معركة صاخبة أخرى بين أحمد فؤاد نجم، وعادل حمودة، لأن الأخير كتب مقالا بعنــوان «الجياد لا تباع في الســوبر ماركت» اســتنكارا لاحتفاء نجيب ساويرس بنجم، كشــاعر ثوري مناضل، وهو ما اعتبــره نجم إقحاماً له في معركــة عادل حمودة الخاصة مع ســاويرس، ورد بكتاب ســاخر خفيف يحمل عنوان «أنا بقى وعادل حمودة» وحكى لي بعض السابقين فــي مهنة المتاعب كيف وصل الصراع بين موســى صبري وخصومــه من الكُتاب إلى كشــف خبر زواجــه بالمطربة اللبنانية الكبيرة وكأنه فتح عظيم، والتلسين المسف على خصوصياته.

شريرون بطبعهم

كذلك والكلام مــا زال لمصطفى عبيد فــي "الوفد" وصل الصــراع بين الأســتاذي­ن هيــكل ومصطفى أمــن إلى حد وصم كل واحــد منهما للآخر بكل نقيصــة أخلاقية، ورغم عملهما الســابق معا، فإن الصراع الدائــر بينهما أولا على عقل عبــد الناصر، ثم علــى لقب أســتاذ الصحافة، وصل بهما إلــى تحطيــم كل إنســاني بينهما. أتذكــر ذلك وأنا مندهش لمعركة هشــة بدت كأبرز ما شهده معرض القاهرة الدولى للكتاب الأخير، إذ طرح أحد الروائيين كتاباً لإهانة كاتب آخر له جمهــور، لفتا للأنظار، وهو ما آثار اســتياء المثقفين، فأقام الدنيا ولم يقعدها عندما قرر الناشــر تجميد إصدار الكتاب نظراً للضجــة المثارة. وغضب مني الروائي الصديق لأنني اســتهجنت فعله، ورفضته، وانتقدته علنا، لكني لم أتجرجر لأن أدخل معه فــي معركة. فكرت بهدوء: ماذا لو أنفق صاحبنا وقته في كتابة نص جميل، طرح فكر مغاير، تحليل موقف ما، اســتقراء ابداع ساحر، والتفتيش في دفاتر منسية؟ أتذكر كاتب الحكايات الجميل بتسامحه ولطفه إبراهيم عبد المجيد، عندما كان يجد أي صراع في أي مكان يعمل فيه ينســحب بهدوء. كان المبدع الكبير يندهش من صراع مَن هم حوله على منصــب، مكافأة، أو مكانة ما، ويضحك بذكاء ويبتعد منشــغلاً بمشــروع إبداعي جديد. كانت كتابة الرواية بالنســبة له أجمل فعل، وشــغل عقله وروحه ووجدانه دائما بها، لذا صــار كما نراه الآن مبدعا جميــا ومتجددا. أقول وكــم قلت: لا جــدوى للصراعات والحروب الكلاميــة. لا منطق في الانشــغال بما يتصوره البعض تصفية حســابات. لا ثارات تحيــى للأبد، فالزمن كفيل بمحو أي غل إنساني تجاه الآخر. إن كان لديك عسلك فلا تنشغل بمناحل الآخرين. امنحه للناس. ستربح.

ليه يا بحر

يقول بشــير حســن في "فيتو" إن علاقته بالفنان إيمان البحر درويش اقتصرت على لقائين يفصل بينهما خمســة عشــر عامــا، الأول عندما أجريــت معه حــواراً صحافياً بمناســبة اعتزاله الفن، وبعد نشر الحوار هدد بمقاضاتي، لا لأنني ادعيت في الحوار ما لم يقل.. ولكنها المقدمة التي لم ترق له، والتي تناولت وصفاً لأجواء روحانية كان يعيشها. أما اللقــاء الثاني فــكان تلفزيونياً، عندمــا دعوته ليكون ضيفاً في أحــد البرامج، وما حدث بعد الحــوار الصحافي حدث بعد اللقاء التلفزيوني، اعتراض على طريقة الحوار، وتهديد باللجوء للقضاء. كل هذا لا يعيب الرجل، فمن امتهن الصحافة قابل هذه النوعية المترددة، أو الحريصة عشرات المرات. ولم يعب إيمان البحر درويش انتقاده للحكومة، ولا اعتراضه على تعاطيها مع بعــض الملفات، فهذا حقه، وحق الحكومة أو من يمثلها الرد عليه، وحتى لا يســاء فهمي من جانب إيمان، ومن يصفقون لأدائــه كمعارض.. فأنا أحترم الرجــل كفنان اســتمتعت ومعــي الملايين بكل مــا قدم في مجــالات الفن المختلفة، لكني أتحفــظ على بعض الجوانب في شــخصيته، وأعترض على طريقته في المعارضة، وهذا حقي باعتباري أحد المتعاطين لفنــه، والدالين عليه لبناتي عندما أخــذ بأيديهن إلى فن راق ينأى بهــن عن هبوط في الأداء والــذوق. إيمــان البحر درويــش وضعني في حرج مع صغيرات أرشــدتهن إلى فنه، عندما استخدم )الشخر( أســلوبا لمعارضته أداء الحكومة، و)الشخر( مصطلح ربما تســمح فصاحته باســتخدام­ه في الكتابة، لكن ممارسته كفعل تحمل إهانة لممارســه، ولم يضبــط معارض قديماً أو حديثاً اختاره أســلوباً للمعارضة. أتمنــى أن ينأى إيمان البحر درويش بنفســه عن هذه الطريقة، وهو الذي جربته موسوساً ومدققاً في كل شيء، ولو أجهد نفسه لدقيقة لعلم أن كلمة )شخر( معناها نهيق الحمار.

الكنيسة تندد

نتحــول إلى"المصري اليــوم" وأزمة كنســية اهتم بها حمــدي رزق: يقيني كمســلم احترام العقائــد الإيمانية، وكمســلم محب لأهل الكتــاب متخلقا بأخلاق الرســول الكريم عليه الصلاة والســام، أبتعد بمسافة عن المسائل العقدية، فلكلٍّ عقيدته، ويســتوجب احترامها. وكمسلم، لا أقبل أن يتعــرض كتابنا الكريم )القــرآن( لأي محاولة للتشكيك، وأرفض التعرض لما جاء فيه من آيات محكمات مــن كَائِنٍ مَــنْ كَانَ.. هــذه عقيدتي وأنا مؤمــن بها. إذن وبالقياس فإن صدور كتاب أو منشور «يهرطق» الكنيسة المصرية من باحث مسلم لأمرٌ بالغ الخطورة، ويثير جملة من علامات الاســتفها­م مزعجة وطنيا.. لا تزال معلقة في الهواء. ما هو المراد من إصدار كتاب «نقد التقليد الكنسي.. الكنيسة المصرية نموذجا»، للباحث محمد هنداوى، الذي

يعمل مشــرفا على الأكاديمية الإســامية في «النرويج»، ويُعرف نفسه بالأزهري، بما حواه من كيد ظاهر للعيان. الكتاب استثار ثائرة من اطلعوا عليه من أساقفة الكنيسة المصرية، واســتنفر ظهــور الأنبا أغاثون أســقف مغاغة والعدوة في فيديو مطالبا بتحرك المجمع المقدس لمصادرة الكتاب، وقيل )ولم أتثبت من صحته( إنه تمت مصادرته خلال فعاليات معرض الكتاب. وإلى أين ســيذهب بنا هذا الكتاب بعد أن أعلنت دار «رســالتنا» المسيحية عن عزمها نشــر كتاب مضاد بعنوان «دحض نقد التقليد الكنســي» للقس مينا القمص إســحق وموريس وهيب، للرد على ما جاء في الكتاب. بعيدا تماما عمــا ورد في الكتاب، وأترك نقده للمختصين، مســيحيين ومســلمين، في أكاديميات متخصصة، فليس هــذا ما يعرض بضاعــة على العوام، أخشــى فتنة تســتعر من تحت أقدامنا، مثــل هذه الكتب مردودها سلبي تماما على السلام المجتمعي.

النفخ في النار

وحذّر حمدي رزق في "المصــري اليوم" من أن الدخول على العقائد الإيمانية جد خطير، وما لا يقبله المســلم على كتابه الكريم، لا يرتضيه على المسيحيين، الذين استهدف عقيدتهم المؤلف بشــكل يثير غضب الأوساط المسيحية، ويســتنفر ردودا غاضبة ومزعجة تمامــا )كما هو واضح مــن التعليقــا­ت الأولية(، تســمع في الجوار المســيحي همهمات غاضبة. والسؤال: لماذا الآن؟ ولماذا الدخول على العقائد؟ وما الهدف من وراء هذا الإصدار المزعج لإخوتنا؟ ومن المســتفيد من وراء فتنة صدور هذا الكتاب؟ القضية التي يثيرها الكتاب ليس محلها هذه الســطور، ما يعنينا هو التأثير الســالب لمثل هذه الإصــدارا­ت في العلاقة بين المســلمين والمســيحي­ين في وطننا الرحيــب، وما يخلفه مثل هذا الإصــدار من احتراب ديني نحــن في غنى عنه، وفــي توقيت خفتت فيــه إلى حد بعيد وتيــرة الاحتقان الطائفي في ظل دعوات التجديد الديني المثمرة، ووشائج العلاقات المســتقرة بين المؤسســات الدينية التي تذهب إلى المستقبل حوارا وتفاعلا، ما يجمع ولا يفرق بين أبناء الوطن الواحد. غضبة الأنبا أغاثون مشروعة تماما، رجل دين يدافع عن عقيدته، ولكن يســتوجب حصار مثل هذه الفتن، فالنار من مستصغر الشرر، وكافٍ الرد على الكتاب من رجال الدين المسيحي دفاعا عن العقيدة المسيحية في أطر محكومة أكاديمية، بدون التعرض للدين الإســامب حتى لا تصيــر فتنة نحن في غنى عنهــا، فرائحة الكتاب مزعجة كنســيا، وأنوف شــعب مصر المتسامح تأنف مثل هذه الروائح النفاذة.

لله يا محسنين

اهتم مختار محــروس في "الوفد" بمعانــاة الباحثين عن اللقاح: أصبح التطعيم مســألة حياة أو موت للعديد من الأسباب منها؛ منع الإصابات بالفيروس أو على الأقل الحــد منها، كما أن التطعيم يحــول دون وصول المصابين للحالات الحرجــة، ويحد من الحالات التــي تحتاج إلى دخول المستشفيات، والأهم هو أن التطعيم يقلل من أعداد الوفيات. شــاهدنا وشــهد العالم كله والبشرية جمعاء تحســن الوضع الصحي والوبائي فــي العديد من الدول التي حققت خطوات متقدمــة لتطعيم مواطنيها والمقيمين فيها كأمريــكا وبريطانيا وإيطاليا وفرنســا والكثير من الدول التي تعاملت بجدية مع الجائحة، والتزم المواطنون بالاجــراء­ات الاحترازية، وشــاهدنا كيــف تخطت هذه الــدول الأزمة ووصلــت بمواطنيهــ­ا إلى بر الأمــان، أو بالأحرى مناطق آمنه تحول دون هلاك مواطنيها. فالصين مثلاً مركز الوباء بلغ عدد الإصابــات فيها 64 ألف إصابة وبلــغ عدد المتوفين نحو 4 آلاف شــخص، منذ اكتشــاف الوباء وحتى الآن. كما أن العديد من الدول العربية حققت نتائج جيدة وخطــوات واضحة للســيطرة على الوباء منها المغرب والســعودي­ة والإمارات، فقدر اهتمام الدول بكيفية مواجهة الوباء وتطعيم مواطنيها باللقاحات التي اعتمدتها؛ حققت هــذه الدول نتائج جيدة، خاصة في ظل التحورات التي تطرأ على الفيروس، وأن هذه الســالات الجديــدة لها من الخطورة وســرعة الانتشــار ما يفوق الســالة الأصلية للفيروس. إذا نظرنا للوضع الحالي في مصر نجد أن هناك عدم وضوح فــي رؤية وزارة الصحة تجاه توافر اللقحات وتطعيــم المواطنين، وأن الوزارة ما زالت مســتمرة في نهج «كله تمام» وبعيــدا عن الحقائق علــى أرض الواقع، وهذه الحقائق في إمــكان أي أحد أن يعرفهــا من خلال العديد من المصــادر والمواقع الخارجية التي ترصد الوضع الوبائي والصحي وكل الأمور المتعلقة بتطورات الوضع، داخــل أي دولة لكون الجائحة جائحة عالمية تضرب أرجاء المعمورة كافة.

اقتــرح معتمر أمــن في "الشــروق" مبــادرة لإعادة التشــجير، مــن أجل حياة كريمــة في المدن أيضــا، فكما تحافظــون على الرقعة الخضــراء في الريــف، لا بد من الحفــاظ على توســيع الرقعة الخضراء فــي المدن. وكما يحتوى تصميــم العاصمة الإدارية الجديــدة على النهر الأخضر، أكبــر حديقة في مصر، نرجــو ألا تحرم المناطق الآهلــة بالناس من المســاحات الخضــراء، التي تقلصت بشدة بعد تطوير الطرق. وطالب الكاتب بتوفير مربعات على الأرصفة لكي تتم إعادة زراعتها بالشــجر. ومن أجل التنســيق العمراني، والشــكل الجمالــي، والحفاظ على المظهر والصحة العامة، من الأفضل تحديد أنواع الشــجر لكل شــارع أو منطقة، بحيث يراعى اســتخدام أنواع من الشــجر تعتمد على أقل نســبة مياه في العام لترشــيد الاســتهلا­ك. وبعد إتاحة هذه الأماكن يمكن فتح حســاب في فروع البنوك لكل منطقة ليســاهم أهــل كل منطقة في إعادة تشــجيرها، بما يضمن حدا أدنى من التشــجير في كل شــارع. ولتكن المبادرة مفتوحة لمؤسسات وجمعيات المجتمع المدني للمســاهمة الإيجابية، وأيضا للشــركات، وحتى الأندية الرياضية والمستشــف­يات. بمعنى آخر، لكل الهيئــات العامة والخاصــة. ولكي تنجح المبــادرة، لا بد من عمل شــبكة ري بالتنقيط، لضمان الاســتعما­ل الأمثل للميــاه، بحيث يمكن تجميع وإعادة اســتخدام كل قطرة مياه عدة مــرات. وإليكم هذه الفكرة التــي يتم تطبيقها كنموذج في مناطق متفرقة ويمكن تعميم الاستفادة منها. لقد طورت عدد من مؤسســات المجتمع المدني مشــروعا لإعادة تدوير مياه الوضوء بحيث يستخدم لتر المياه على الأقل مرتين. الفكرة ببســاطة عمل خزان مياه يجمع مياه الصرف الناتج عن الوضوء في المساجد، مع إضافة بعض المواد الصلبة التي تفلتر أي شــوائب فــي المياه. ثم يعاد استخدام المياه في ري الحدائق حول وأمام المسجد. وفي بعض المســاجد الموجودة في مناطق مأهولة التي لا تملك حديقة، يوجد نموذج آخر لإعادة اســتعمال مياه الضوء، عن طريق استعمالها في غسيل السيارات، مع عمل مصفى تجمع المياه لإعادة استخدامها.

فوضى الشوارع

أما بهاء أبو شــقة في "الوفد" فقال، الحديث عن الفوضى في الشــوارع لا ينقطع، طالما أن هناك قوانين معطلة لا تجد ســلطة تنفيذية تقوم بتفعيلها، والظواهر السلبية الكثيرة التــي تفشــت لا حل لها ســوى تفعيــل القوانــن.. وأحد القوانين المهمة هو قانون التشــرد والاشتباه المعطل بدون تفعيــل.. وهو ما خلــق فوضى عارمة في الشــارع، أبرزها على الإطلاق هو انتشــار ظاهرة التســول البشعة بشكل غير مسبوق في الشــوارع، كبارا وصغارا، سيدات ورجالاً يقومون بالتســول بشــكل لافت للأنظار فــي ظاهرة غير طبيعية. الســبب وراء هذه الظاهرة هو عدم تفعيل قانون التشرد والاشــتبا­ه، ورغم أن هذا القانون كفيل بردع هذه الظاهرة، إلا أن السلطة التنفيذية لا تقوم بتفعيله، والناس تضجر مرّ الشــكوى خاصة أن هناك أطفــالًا صغارًا علمهم أهلهم احتراف التسول والتشرد. وكأن هؤلاء يتحدون علنا القانون، ولا يعملون له أي حســاب، فنحن نرى من يوجه ضربات على زجاج الســيارات ويســعى إلى انتزاع ما في جيب المواطن عنوة. إنها ظاهرة مؤســفة تشهدها الشوارع ولا أحد يقوى على مقاومتهــا أو صدها، في حين أن تطبيق القانون كفيــل بردعها وزوالها.. فلماذا لا يطبق وينفذ؟ هذا المشــهد غير الحضاري لا ســبيل لمواجهتــه والقضاء عليه إلا بتفعيل القانون، وســاعتها يشــعر المواطــن بأن هناك تغييرا حقيقيا حدث في حياته.. ولا حل أيضا للعشــوائي­ة التي يعيش فيها الناس ســوى بتفعيل القانون، وطالما أن هنــاك نصوصا عقابية تــردع هذه العشــوائي­ة لماذا لا يتم تفعيلها؟ كلنا يعــرف أن المصريين عاشــوا زمنا طويلا ولا يزالون في عشــوائية، بسبب عدم تفعيل القوانين التي هي مظهر حضارى للشعوب. وطالما أن الجميع يخضع لسطوة القانون ساعتها تستعيد البلاد وجهها الحضاري المحرومة منه. وتحت ســتار عدم تفعيل قانون التشــرد والاشتباه ترتكب جرائم كثيرة لا حصرلها، ويتم اســتفحال الظاهرة ويغرق المسؤول التنفيذي في عمليات المكافحة، أو وقف هذا الغول الذي يشــوه البلاد. قانون التشرد والاشتباه ليس مقصوراً على ردع ظاهرة التســول وحدهــا وإنما لمكافحة كل المشــتبه فيهم في الشوارع الذين يتســكعون أو الذين يقفون أمام دور الســينما للتحرش بعباد الله، ســواء كان هذا التحرش بسيدات أو ارتكاب جرائم أخرى مثل السرقة أو النشل وخلافها.

فاتورة دلال

أكد أحمد السنوســي في "الأخبار"، أن تكلفة إقامة الليلة الواحدة في وحدة الرعايــة الفائقة لمريض فيروس كورونا في المستشــفى التي مكثت فيهــا الفنانــة دلال عبدالعزيز، تتراوح قيمتها ما يقــرب من 17 ألف جنيه، وبضربهم في 90 يوما فتتجاوز مــدة الإقامة 1.5 مليــون جنيه؛ هذا بخلاف الأدوية والمتطلبات الخارجية للمريضة، كما أن المستشــفى يشترط لدخول المريض لديه وضع مبلغ 60 ألف جنيه تحت حســاب المريض. وكانت مصادر طبية مطلعــة على الحالة الصحية للفنانة دلال عبد العزيز، التي تم نقلها قبل أيام من المستشــفى الدولي الذي كانت تعالج فيه في منطقة النزهة الجديدة، لمستشفى حكومي، أكدت المصادر على أن ما حدث ليس إلا إجراء خاصا بأسرتها. وأضافت المصادر أن الفنانة دلال عبدالعزيز، اقتربت إقامتها من 3 أشهر داخل المستشفى، كما أن الحالة الصحية لها تســتدعي أن تمكث فترة إضافية أخــرى لأنها تعانــي من تليف فــي الرئة، تأثــرا بإصابتها بفيروس كورونا، أواخر شــهر إبريل/نيســان الماضي، كما أنها تحتاج لأوكســجين بصورة دائمة من أجهزة مســاعدة علــى التنفس، لكنها لــم توضع على جهــاز تنفس صناعي "فنتيلتــور". وأكدت المصادر على أن الفنانة دلال عبد العزيز شــفيت من الإصابة بفيروس كورونا، لكنها لم تشــف من تبعات الفيروس التي أثرت في حالتها الصحية، موضحة أن الحالة الصحية للفنانة دلال عبد العزيز تحتاج لوقت لعودة الرئة لما كانت عليه قبل الإصابة.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom