Al-Quds Al-Arabi

مفاوضات «مُرهقة» خاضها العراق لاسترجاع قطع آثار

- بغداد ـ «القدس العربي»:

تحدث الناطق باســم مجلــس الوزراء العراقــي، وزير الثقافة، حســن ناظم، عن مفاوضات «مرهقة» خاضها العراق من أجل استرجاع آثاره المهربة إلى الخارج.

وقال للقناة الرســمية، ان «عملية استرجاع الآثار سبقتها مفاوضات عديدة وقراءة لنصــوص الاتفاقيات مــع الجهات التي كانت تســتحوذ عليها حتى تمكنــا أخيراً من استعادتها لموطنها الأصلي». وأكد أن «خطوة استرجاع الـ 17 ألف قطعة من الآثار تمت بمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية والقضاء هناك.»

وعن «لوح كلكامش» قال إن «كان بيد جهة اشترته مقابل أموال وعرضته في متحف مما صعب الأمر قليلا، لا سيما وأنه هُرب بسبب الاضطرابات والبطش العشوائي.»

وأكد أن «عملية اســترجاع اللوح تنتظر خطوات قانونية بســيطة وســنحمله إلى العراق خلال مدة شهر أو شهرين.»

وأشــار إلى أن «وزارة الثقافة تسعى مع مؤسسات الدولة لانشاء متحف جديد، لأن القديم لم يعد يكفي ». وبشــأن عمليات تهريب الآثار، اســتبعد وزيــر الثقافة «إمكانية الســيطرة على كامل الأرض العراقية التي تتوفر فيها الآثار كونها مســاحات شاسعة ووزارة الداخلية لا يمكنها أن توفر حمايات لكل هذه المساحات.»

وأكد قائــاً: «نحاول عبر التنكولوجي­ا الحد من تلك العمليات التي تحاول أن تنبش الأراضي وتنهــب الأثار». وأعلنت دائــرة المتاحف العراقية، أمــس، أن القطع الأثرية التي وصلــت العراق من الولايات المتحدة، تمثل حقــب تاريخية مختلفة، لافتة إلى أن الجهود مستمرة لإعادة، الآثار المنهوبة. وقال عباس عبد منديل، معاون مدير عام دائرة المتاحف، إن «غالبية القطع نهبت ما بين عامي 1990 ولغاية 2003، من خلال أعمال نهب ونبش مواقع أثرية وتحويلها إلى العديد من الدول، الأردن، تركيا، الإمارات، وغيرها» حسب إعلام حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني». وأضاف: «القوانين الأمريكية تسمح بالاتجار بالآثار» مشــيرا إلى أن «الحكومات المتعاقبة بذلت جهود حثيثة لاسترداد تلك الآثار، وتمكنت من استعادة كبيرة لكنها لا ترتقي لكمية 17 الف قطعة أثرية».

وبين أن «القطع تمثل وقائع مختلفة وسجلات يومية، وهي آثار مهمة تسلط الضوء على حضارة وادي الرافدين» مؤكدا أن «القطع ســتعرض للإعلام بافتتاح في المتحف العراقــي». ولفت إلى أن «القطــع تمثل حقب تاريخية مختلفــة كوثائق مدونة» مؤكدا «استمرار الجهود لاسترجاع كافة آثار العراق بمختلف دول العالم».

إلى ذلك، أشاد رئيس تحالف «قوى الدولة الوطنية» عمار الحكيم، بخطوة استعاد الآثار من الولايات المتحدة.

وقال في «تغريدة» على «تويتر» إن «إستعادة العراق لأكبر مجموعة أثرية بواقع 17 ألف لوح طيني مسماري ثمين من واشنطن خطوة مفرحة تمثل انتصارا لحضارة وادي الرافديــن وهوية بلاد ما بين النهرين». وأضاف: «نحن فــي حاجة إلى مزيد من الجهد والمفوضات والحوارات لاستعادة جميع ما تم تهريبه من آثارنا بعد التغيير».

في مقابل ذلك، ســئل عضو مجلس النواب، النائب عن كتلة «الصادقون» النيابية، نعيم العبودي، حكومة مصطفــى الكاظمي، هل لديها إحصائية بعــدد القطع المنهوبة التي لم تتمكن من اســتعادته­ا؟ وذكر في «تغريدة» عبر موقع «تويتر»: «17 ألف قطعة أثرية أعادتها أمريكا إلى العراق معترفة بنهبها، أحســنتم باستعادتها، لكن، هل لديكم إحصائية دقيقة لعدد القطع المنهوبة التي لم تتمكّنوا من اســتعادته­ا؟ ولاسيّما التراث اليهودي العراقي الذي يبلغ أضعاف ما أتيتم به من واشنطن؟!».

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom