Al-Quds Al-Arabi

المجتمع المدني في جنوب السودان يدعو للتحرك من أجل التغيير

-

■ جوبا ـ أف ب: أطلق تحالف من مجموعات غير حكومية في جنوب الســودان، حملة عامة للمطالبة بتغيير سياســي بعد 10 ســنوات من الاستقلال، شــابتها حرب أهلية، ونخرها الفساد وأثقلها الفقر.

وتكافح أحدث دولة في العالم للتعافي من حرب أهلية، اندلعت بعد عامين فقط من إنشــائها في عام 2011 وهي الآن تواجه عدم استقرار مزمن وأزمة جوع كبيرة.

وقال الائتلاف الشــعبي للعمل المدني إنه يريد من مواطني جنوب السودان الذين يعيشون في الداخل والخارج، أن يحتشدوا و«يُســمعوا أصواتهم» محذرا من أنه إذا لم يتغير شيء، قد تعود البلاد إلى الحرب.

وأوضح ممثل الائتلاف، رجب مهندس، خلال مؤتمر صحافي في العاصمة جوبا مساء الخميس «ندعو جميع مواطني جنوب السودان للحضور بالآلاف والانضمام إلى التحالف».

وأضاف: «لقد سئمنا من الحرب والفساد وانعدام الأمن والمصاعب الاقتصادية والإهمال العام وفشل القيادة».

واتهم مهندس القيادة الحالية للرئيس سيلفا كير «بالفشل التام في تحمل مسؤوليتها» محذرا من أنه إذا لم يتحرك جنوب السودان، فإن البلاد تتجه نحو 10 سنوات أخرى ضائعة.

وهذه هي المرة الأولى في تاريخ جنوب الســودان التي تطلق فيها دعوة مماثلة للتحرك العام، وتضم أشــخاصا من قطاعات مختلفة بمن فيهم أكاديميون وشخصيات من المجتمع المدني ومراكز فكرية ومحامون ومجموعات نسائية وشبابية، بالإضافة إلى مسؤولين حكوميين سابقين.

ولــم يصدر )حتى كتابة الخبر( أي رد من الحكومة الائتلافية على الإعلان المكوّن من 12 صفحة والصادر عن الائتلاف الجمعة، تزامنا مع ذكرى وفاة زعيم المتمردين جون قرنق في عام 2005. لكن أي احتجاجات عامة قد تشهد ردا عنيفا من القوات الأمنية. وانفصل جنوب السودان رسميا عن جارته الشمالية السودان في 9 تموز/يوليو 2011 وسادت وقتها مشاهد ابتهاج وفرح.

لكن بعد عقد علــى ذلك، لم يبق الكثير للاحتفال به فيما الاقتصــاد في حالة يرثى لها ويواجه مئات الآلاف من الأشخاص خطر المجاعة، ويتصاعد انعدام الأمن والعنف القبلي.

وقال مهندس إن البلاد «تغرق في أزمة سياســية مستعصية» مشيرا إلى «انهيار» اتفاق تقاسم الســلطة الذي أبرم في عام 2018 بين كيــر وخصمه اللدود الذي عين نائبا له رياك مشــار لإنهاء الحرب الأهلية الوحشية.

وحــذر مهندس المدير التنفيذي لمنظمة «أورغنايزيش­ــن فور ريسبونســف غوفرننس» من أن «لدينا بالتالي احتمالا حقيقيا لانزلاق البلاد مجددا إلى الحرب».

ويكافح جنوب السودان في ظل انعدام القانون والعنف العرقي منذ الحرب الأهلية التي خلفت قرابة 400 ألف قتيل.

وأعلن وقف لإطلاق النار عام 2018 لكن الســام ما زال هشــا، إذ هناك أجزاء كثيرة من البلاد الشاســعة التي يبلغ عدد سكانها 12 مليون نسمة، غير خاضعة للسلطة وتشهد أعمال عنف، فيما تعاني قوات الأمن من نقص بالتمويل والانقسام.

وفي وقت سابق من الأســبوع، طالبت الأمم المتحدة بوضع حد لعمليات الإعدام التعسفية في جنوب الســودان، بعد إعدام ما لا يقل عن 42 شــخصا، من بينهم فتية ومسنون، في شمال غرب البلاد ووسطها.

وقال أبراهام أووليتش، ممثل الائتلاف من «معهد سودد» للبحوث الوطنية، إن الوقت قد حان ليمسك الجنوب سودانيين «بزمام الأمور في بلادهم».

وأضاف «في السنوات العشــر الماضية، كان مواطنو جنوب السودان نياما ولم يقفوا في وجه الوضع الراهن في جمهورية جنوب الســودان ولا يمكننا أن نتوقع أن تكون لدينا دولة ديمقراطية من دون مواطنة نشطة».

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom