Al-Quds Al-Arabi

الأمم المتحدة تؤكد أن الوضع الإنساني يزداد سوءا في تيغراي

اليونيسف: أكثر من 100 ألف طفل قد يعانون من سوء التغذية الحاد

- لندن ـ «القدس العربي» ـ وكالات:

قــال مكتب الأمم المتحدة لتنســيق الشــؤون الإنســاني­ة، أمس الجمعة، إن الوضع الإنســاني في إقليم «تيغراي» شمال إثيوبيا يتدهور سريعا، فيما حذرت اليونيســف من أن ما يربو على 100 ألف طفل قد يعانون من سوء التغذية الحاد.

وأوضح أن القوافل الإنسانية تواجه مشكلات مســتمرة في الوصول إلى المنطقة ونقل معونات تشــتد الحاجة إليها لحوالى 5.2 مليون شخص متضرر.

وكانت آخر قافلة تضم 50 شــاحنة قد وصلت إلــى مدينة «ميكيلي» في الثاني عشــر من تموز/ يوليو الجــاري، وهو عدد قليــل للغاية، طبقا لما ذكره المكتب.

وبين أن «هناك حاجة لما بين 500 و600 شاحنة أسبوعيا لتلبية الاحتياجات الحالية».

وتحــدث موظفو إغاثــة في إقليــم «تيغراي» وأجــزاء أخرى مــن إثيوبيا، عن وضــع كارثي، ويرون أنفسهم معرضين لهجمات، فيما يتعرضون لاتهامات بأنهم يؤيدون جانبا واحدا في الصراع.

وحذرت الهيئة الأممية مــن أن «ذلك يزيد من التحديات للعمليات الإنسانية ويعرقل مساعدات إنقاذ الحياة والخدمات».

وشنت الحكومة الإثيوبية هجوما عسكريا في تشرين الثاني/ نوفمبر على «جبهة تحرير شعب تيغراي» شــمالي إثيوبيا، التــي كانت حتى ذلك الحين تتمتع بالسلطة في منطقة تيغراي.

وســرعان ما تصاعدت الأعمــال العدائية في شــمال إثيوبيا وتحولت إلى صراع معقد شاركت فيه إريتريا المجــاورة. ولطالما نفــت أديس أبابا وجود القوات الإريترية فــي المنطقة التي يمزقها الصراع، لكنها أعلنت بعد ذلك في أوائل نيســان/ أبريل أنها ستنسحب.

في السياق، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة )يونيســف( إن ما يربو علــى 100 ألف طفل في منطقــة تيغراي في إثيوبيا قد يعانون من ســوء التغذية الحاد بصورة تهدد حياتهم في الأشــهر الاثني عشــر المقبلــة، بزيادة عشــرة أمثال عن متوسط المستويات السنوية.

وفي إحاطة لــأمم المتحدة فــي جنيف قالت المتحدثة باســم اليونيســف ماريكسي ميركادو، التي تحدثت بعد عودتها من تيغراي، إن النســاء الحوامــل والمرضعات يعانين من ســوء التغذية الحاد. وأضافت «تتحقق أســوأ كوابيســنا حول صحة الأطفال ومعيشتهم في تلك المنطقة المنكوبة بالصراع بشمال إثيوبيا».

ومضت قائلة «تقدر اليونيسف أن أكثر من 100 ألف طفل في تيغراي قد يعانون من سوء التغذية الحاد بصــورة تهــدد بقاءهم على قيــد الحياة في الأشــهر الاثني عشــر المقبلة بزيــادة قدرها عشرة أضعاف مقارنة بمتوســط العدد السنوي للحالات».

وأشــارت إلى عدم وجود تقديرات للوفيات، داعيــة إلى إتاحــة إمكانية الوصــول دون قيود للمنطقة وإلى «زيادة هائلة في حجم المساعدات».

وتقــول الأمم المتحــدة إن حوالــى 400 ألف شــخص يواجهون المجاعة في تيغراي، وإن أكثر من 90 ٪ من الســكان في حاجة إلى مســاعدات غذائية طارئة.

ولم يرد المتحدثون باســم رئيــس الوزراء أو الفريق الحكومــي المعني بتيغــراي على طلبات للتعليق على تقديرات اليونيسف.

وقالت بيلين ســيوم، المتحدثة باســم رئيس الــوزراء أبــي أحمــد فــي مؤتمر صحافــي هذا الأســبوع، إن الحكومة تراقب عن كثب أي عقبات تعرقل وصول جماعات الإغاثة إلى تيغراي.

وحســب ميركادو، الأطفال والنساء وغيرهم

من المدنيين هــم الذين يعانون من تبعات الصراع ويتعذبون بصدماته وجروحه.

أضافت «على ســبيل المثال، تحدثنا إلى شابة تعرضــت لاعتــداء جنســي، ورأت جدتها وهم يقتلونهــا، وبينما كان بضعة رجــال يغتصبون المرأة كانــت عيناها على طفلهــا البالغ من العمر تســعة أشــهر وهــم يتقاذفونــ­ه ويرمونه على الأرض». وقــال المتحــدث تومســون فيــري إن أســبوعين مرا منذ أن تمكنت قافلة تابعة لبرنامج الأغذيــة العالمي التابع لــأمم المتحدة من دخول مقلي عاصمة تيغراي.

وأضاف في الإفــادة «هناك قافلة تضم أكثر من 200 شاحنة في طريقها الآن من سيميرا إلى مقلي. إنها مجرد قطرة في محيط».

ومضى قائلا «نحن في حاجة إلى 100 شاحنة على الأقل تشــق طريقها يوميا إلى تيغراي لو كنا نريد تغيير الوضع الكارثي الراهن».

وقــال المتحدث باســم الأمم المتحــدة، ينس لايركــه، إن المنظمة في حاجة إلــى هواتف تعمل بالأقمار الصناعية ومعدات اتصالات مهمة أخرى في عمليتها لتقديم المســاعدا­ت في تيغراي. وحث الحكومة الإثيوبية على منــح التصريح لمثل هذه المعدات إضافة إلى تأشــيرات بمــدد زمنية أطول لموظفي الإغاثة.

 ??  ?? إثيوبية في قرية جنوب وسط تيغراي
إثيوبية في قرية جنوب وسط تيغراي

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom