Al-Quds Al-Arabi

عضو اللجنة المركزية في درعا لـ «القدس العربي»: وقف العمليات العسكرية... هدوء ما قبل العاصفة

- دمشق – «القدس العربي» من هبة محمد:

وســط هدوء نســبي قد ينــذر بعاصفة جديدة، شــهدت محافظة درعا جنوب ســوريا، اشــتباكات متقطعة بالأسلحة الخفيفة بين قوات الفرقة الرابعــة ومقاتلين محليين من أبناء درعــا على محاور عــدة، تزامنًــا مع قصف بقذائــف الهاون والمضادات الأرضية استهدف أحياء درعا البلد.

وقال عضو اللجنــة المركزية أبو علي المحاميــد لـ "القدس العربي" إن جولات التفاوض مــع ممثلي النظام متوقفة، وإن ما تشــهده محافظة درعا هو "الهدوء الذي يســبق العاصفة" متحدثاً عن "تصعيد عســكري قد تشــهده المنطقــة ما لم نجد حلاً". ونفى المحاميد في حديث مع "القدس العربي" لقاء اللجنة المركزية بممثلين عن النظام السوري، قائلًا: "لم تجتمع اللجنة أمس مع النظام وإنما كان هناك اجتماع تشــاوري للفعاليات الثورية في حوران" مشــيراً إلى أن اللجنة المركزية تطالب بـ "اتفاق جديد يضمن كرامة الإنسان والأمن والأمان لأهل درعا".

وحــول قبول اللجنة المركزية شــروط النظام بالعودة الى الاتفاق الأخير الذي يقضي بإنشــاء نقاط عســكرية للنظام داخل درعــا البلد قال المحاميد "كل شــيء مطــروح للنقاش والتفاوض وممكن أن نتوصل لحل وسط لهذه المعضلة يرضي الطرفــن". ونفى المحاميــد توصل إلى "اتفــاق مبدئي يقضي بوقف إطلاق النار".

وكان عضــو اللجنة المركزية قد قال في تســجيل صوتي له الخميس، إن النظام طالب بوقف إطلاق النار والعودة للاتفاق الأخير الذي توصــل الطرفان إليه الأســبوع الفائت، والذي يقضي بإنشاء 3 نقاط عسكرية لقوات النظام، في أحياء درعا البلد، وتســليم الأسلحة الخفيفة وتســوية أوضاع نحو 130

شاباً، إلا ان اللجنة المركزية رفضت ذلك مطالبة جديد. وشهدت مناطق ريــف درعا الجمعة هــدوءًا حذرًا تخلله اشــتباكات متقطعة بين قوات نظــام ومقاتلين محليين من أهالي حي درعا البلد، وسط حملة دهم وتفتيش في ريف درعا الشرقي.

حملات دهم

وقــال المتحدث باســم تجمع أحــرار حوران أبــو محمود الحوراني لـ"القدس العربي" إن قوات النظام، شــنت صباح الجمعة، حملــة دهم وتفتيش على بلــدة "المجيدل" في منطقة اللجاة بريف درعا الشــرقي. مشــيراً إلى أن "عدة مجموعات عسكرية من بينها مجموعات تابعة لأمن الدولة، قامت بتفتيش المنازل داخل البلدة، إضافة إلى تفتيش المنازل المهجورة، كون معظم سكان البلدة نازحين إلى خارجها منذ سنوات".

وكانت قوات النظام قد شــنت الخميس، حملة من القصف المكثــف بقذائف الهاون والدبابات والمضــادا­ت الأرضية على أحياء درعا البلد وطريق الســد ومخيم درعا، وسط محاولة مجموعات تابعة للفرقــة الرابعة والحــرس القومي العربي وهــي أحد أذرع الحــرس الثوري الإيراني، التقــدّم من ثلاثة محاور نحو درعــا البلد، من مناطق النخلــة وقصاد والقبة، وســط اشــتباكات عنيفة، وتصدى لها أبنــاء المنطقة حيث تكبدت المجموعات المتقدمة خسائر في الأرواح أثناء محاولتها التقدم من محور منطقة القبة شــرقي درعا البلد، بالتزامن مع غطاء ناري استخدم خلاله عشرات صواريخ أرض-أرض من نوع "فيل". وخلال محاولات التقدم، اســتقدمت قوات النظام تعزيزات عســكرية، من مختلف المناطق إلــى جبهات المنطقة الجنوبية، وســط تحليق مكثف لطيران الاستطلاع في مدينة درعا وريفهــا، وأدت الهجمات الصاروخيــ­ة على أحياء درعا البلد إلى مقتل 6 مدنيين وسقوط العديد من الجرحى.

ورداً على الهجمات التي شــنتها قوات الفرقة الرابعة على درعــا البلد قام أبناء قــرى وبلدات درعا تحت اســم "معركة الكرامــة" بالهجوم علــى الحواجز المتواجدة علــى مفاصلها وسيطروا على معظمها. ووفقًا للحوراني فقد "قطعت مجموعة من أبناء بلدة صيدا شرقي درعا، الأوتوسترا­د الدولي )دمشق – عمان( ناريا أمام مجموعات النظام العســكرية القادمة إلى المحافظة، وســيطرت على حاجز المســاكن العســكرية التابع للأمن العســكري، ومفرزة الأمن العســكري والحاجز أمامها، إضافة إلى حاجز مشــفى صيدا بعد اشتباكات دارت مع قوات النظام فيها، وأســروا عدداً من العناصر والضابط هناك، في حين ســيطر أبناء بلدة أم المياذن شــرقي درعا، على حاجزين عســكريين، واغتنموا دبابة وأســلحة متنوعــة، إضافة إلى حاجزين عســكريين في بلــدة كحيل، ليصبــح بذلك مجموع الأســرى نحو 70 عنصــرًا". وترافق ذلك بهجمات عشــوائية نفذها مقاتلون محليون، كان أهمها "تفجير ســيارة عسكرية بعبوة ناســفة ما أســفر عن مقتل عناصــر وضابط من قوات النظام، على الطريق الواصل بين مدينتي ازرع والشيخ مسكين بريف درعا".

مناصرة الشمال والجنوب... وإدانات

تزامنــاً، خرجت عدة مدن وبلدات فــي ريفي إدلب وحلب، الجمعة، في مظاهرات حاشــدة، نصرة لمدينــة درعا. وقالت شــبكة "بلدي نيــوز" المحليــة الإخبارية، إن مئــات المدنيين والنشــطاء خرجوا في مظاهرات حاشدة عقب صلاة الجمعة، فــي مدينتي إدلب وســلقين، وبلدات وقرى "أطمــة، وكللي"، إضافــة إلى مدن "عفريــن، وجرابلس، والبــاب، وراجو" في ريف حلب الشمالي والشرقي، حيث طالب المتظاهرون فصائل المعارضة العسكرية المتواجدة في إدلب وحلب، بفتح الجبهات

مع النظام السوري وميليشياته لمســاندة أهالي درعا جنوب سوريا.

في غضون ذلك، أصدرت مجموعة من القوى السياسية في الســويداء جنوب ســوريا، بياناً أعلنت فيه عن تضامنها مع درعا البلد. وذكر البيان الذي نشــرته "هيئة العمل الوطنية" في الســويداء، أمس، عبر معرفاتها الرســمية "عشر سنواتٍ عاشــتها ســوريا منذ 2011 لم تكن كافية أن تعطي درسًا بأن الخيارات العســكرية لا يمكن أن تُنتج غير الدمار، فأي شرعيةٍ لهذه الســلطة التي لا تحترم شــعبها، ولا تجد حلولاً إلا بالدم واستخدام القوة المدمرة، والحصار والتهجير، وهي تدَّعي أنها قادرة على حكم البلاد والوصول بها لعقدٍ اجتماعيٍ ناضج".

وأدانت القــوى الوطنية في الســويداء، السياســة التي تنتهجها "السلطة التي ما زالت تتنكر لمطالب شعبها في الحرية والكرامة، وتفرض عليهم الذل والخنوع بقوة الســاح، على الرغم من عجزها ورفضها تقــديم أدنى مطالب الحياة الأولية لهم... مــن هنا فإننا نرى أن ما يجــري الآن في درعا البلد هو نموذج لما يجري في كل الأرض السورية الجريحة، من شمالها إلى جنوبها، ونؤكد دعمنا الكامل لخيار الســوريين بشكلٍ عام في الحرية والكرامة، وبشكلٍ خاص لأهالي سهل حوران الأبي في موقفهم الرافض للظلم والاســتبد­اد، فالشعب الذي لا يقبل الــذل والمهانة، هو الذي يعبِّر عنا، والســلطة التي تتنكر لحق الشــعب في حريته هي خصمنا، ومن هنا جاء رفضنا وإدانتنا لهذه الآلــة العســكرية الجهنميــة، التي يســتعملها النظام وداعموه في ارغام الناس على الطاعة بقوة الســاح... وفي الُمقابل نناشد المجتمع الدولي والهيئات الحقوقية الوقوف أمام مسؤولياتها الإنسانية، وقف هذه المجازر التي يندى لها جبين الإنسانية جمعاء، ووجوب العمل على الحل السياسي القائم على القرارات الدولية التــي آخرها القرار 2254 والذي وحده يُنقذ السوريين من دوامة فوضى السلاح، وفوضى الإرهاب".

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom