Al-Quds Al-Arabi

الاحتلال يخفف الحصار عن غزة ويربطه باستمرار الهدوء... والوسطاء يواصلون المساعي لمنع التصعيد

توسيع مساحة الصيد والسماح بإدخال مواد خام وتصدير «الخردة»

- غزة ـ «القدس العربي» من أشرف الهور:

في مســعى لاحتواء التوتر الحاصل في قطاع غزة، وبعد انذارات الفصائل الفلســطين­ية بتوســيع نطاق الفعاليات الغاضبة على إجراءات الحصار، قررت سلطات الاحتلال رفع بعض القيود المفروضة على حركة التجارة وعمل المعابر، كما قررت توسيع مساحة الصيد أمام سواحل غزة، حتى 12 ميلا بحريًا، اعتبارا من صباح أمس الجمعة، بدلا من ستة أميال.

وقال مســؤول اتحاد لجــان الصيادين زكريــا بكر، إن الصيادين أبلغوه بإعادة مســاحة الصيــد، بحيث تكون 12 ميلا من مدينة غزة إلى رفح جنوبا، وســتة أميال من مدينة غزة حتى منطقة شمال القطاع.

وكانت ســلطات الاحتلال قد قررت الأحد الماضي تقليص مساحة الصيد، بزعم اســتمرار إطلاق «البالونات الحارقة» من القطاع صــوب المســتوطن­ات الإســرائي­لية القريبة من الحدود.

تنفيذ مشاريع المجتمع الدولي

وقررت أيضا الســماح اعتبارا من يوم غد الأحد، بإدخال معدات وبضائع، كان يحظر دخولها ســابقا، وذلك من أجل اســتمرار تنفيذ المشاريع التي تتم برعاية المجتمع الدولي في غزة في مجالات الغذاء، والمياه، والطب، وصيد الأسماك.

كما تقرر أيضــا موافقة ســلطات الاحتلال علــى إدخال الأدوات الكهربائيـ­ـة والزراعية، وســيتاح تصدير المخلفات المعدنية من القطاع إلى إسرائيل.

وبموجب التســهيلا­ت، تقــرر إتاحة مرور فلســطينيي القطاع من معبر إيرتز إلى الخارج عن طريق معبر «الكرامة» على نهر الأردن، وفقا للمعايير المعتمدة.

كما ســيتيح الاحتــال إدخال 29 ســيارة خاصّــة، لمرّة واحدة، بقيت في حاجز بيــت حانون («إيريز») منذ الحرب الأخيرة على غزة.

ووفق مصادر إســرائيلي­ة، فٌإن هذه التســهيلا­ت جاءت بعد جلسة تقدير موقف أمنية، وبموافقة المستوى السياسي في حكومة تل أبيــب. وذكرت أن هذه الخطوات مشــروطة باستمرار الهدوء والاستقرار الأمني.

والجدير بالذكر أنه منذ الحــرب الأخيرة على قطاع غزة، التي انتهت يــوم 21 مايو/ أيار الماضي، شــددت ســلطات الاحتلال من إجراءات الحصار، بمنع إدخال العديد من المواد الخام وخاصــة مواد البناء، مما أدى إلــى توقف العديد من المصانع والورش، وتسريح عمالها، وهو أمر ساهم في زيادة

نســب الفقر والبطالــة. وبين الحين والآخر تقوم ســلطات الاحتلال بإدخال بعض التسهيلات، لكن دون أن تصل الأمور حتى اللحظة إلى ما كانت عليه قبل الحرب الأخيرة.

ودفع ذلــك الفصائــل الفلســطين­ية للتلويــح بتصعيد الفعاليــا­ت الشــعبية على طــول الحدود، حيث شــرعت مجموعات شبابية منذ أسبوع، باستئناف إطلاق «البالونات الحارقة» صوب أحراش المســتوطن­ات القريبة من الحدود، محدثة بعض الحرائق.

ولوحت الفصائل بتصعيد الفعاليات الشــعبية، وســط انذارات بأن يمتد الأمر إلى تصعيد عســكري، في حال بقيت إجراءات الحصار المشــدد، وتوعدت سابقا حماس باللجوء لكل الخيارات لكسر الحصار.

وقال عضو المكتب السياســي لحماس حســام بدران، إن حركته والفصائل سيســتخدمو­ن كل الوسائل للضغط على الاحتلال.

ودفع ذلك، خاصة فــي ظل تعثر إدخــال المنحة القطرية المخصصة لعوائل غزة الفقيرة، التي يعيق الاحتلال وصولها للشــهر الثالث، إلى تدخل الوســطاء من جديد، في مسعى

لتهدئة الأمور، ومنع وصولها إلى حد المواجهة العسكرية.

وتردد أن الوســطاء المصريين جــددوا اتصالاتهم خلال الأيــام الماضية، لتطبيــق بنود تفاهمــات التهدئة من خلال «خيرطة طريق» عرضوها في وقت ســابق، دون أن تشــمل الربــط بين ملفــات التهدئة والإعمار من جهــة وملف صفقة تبادل الأسرى، كما تريد إسرائيل.

وأعلن مســؤول في إدارة وزارات غزة التي تشرف عليها حماس، أول من أمس، أن هناك مؤشــرات على إدخال أموال المنحة القطرية. وقال سلامة معروف رئيس المكتب الإعلامي الحكومــي «خلال الفترة القريبة المقبلة ســنكون أمام إعلان تفاصيل الاتفاق من الإخوة في اللجنة القطرية».

يشــار إلى أن رئيس الوزراء الإســرائي­لي نفتالي بينت، هدد بمواصلة الرد على كل «بالون حارق ومتفجر» يطلق من قطاع غزة على جنوب إسرائيل.

وحسب ما نشــرته قناة «كان» العبرية، فإن تصريحات نفتالي بينيت جاءت خلال اجتماع مع رؤســاء الســلطات المحلية في غلاف غزة.

وقالت القناة إن بينيت تعهد لرؤساء السلطات المحلية في غلاف غزة بالرد على كل بالون حارق يطلق من غزة. ونقلت عنه القول «أنا مع المساعدات المالية لقطاع غزة قدر الإمكان، لكن يجب خلــق معادلة وهي أننا في لحظة واحدة نوقف كل شيء، حينها سيدركون أن لديهم ما يخسرونه».

وتابع: «سنواصل ضرب الإرهاب بيد وسنحسن الظروف المعيشية في غزة بيد أخرى».

وأضاف: «نحــن نعمل علــى توفير أكبر قــدر ممكن من الاطمئنــا­ن والهــدوء طويل المــدى لغلاف غــزة والبلدات الجنوبية، وهناك فرص لا بأس بها».

هدوء مؤقت

في الســياق، اعتبــرت صحيفة «هآرتــس» العبرية، في تقرير لها، أن الهدوء على الســاحة الفلســطين­ية هو مؤقت، وخاصةً في قطاع غزة، بســبب فقدان حمــاس لصبرها في ظل الإجراءات الإسرائيلي­ة وعدم السماح حتى الآن بإدخال الأموال القطرية.

وحســب التقرير، فإنه في حال وصلت أموال المساعدات القطرية، فإن حماس تدرك أن هناك عقبة أخرى أمامها تتمثل بأنه دون اتفاق بشــأن الأســرى والمفقودين الإسرائيلي­ين، ستســمح إســرائيل فقط بتخفيف محدود، ولذلك تتخذ تل أبيب إجراءات محدودة للتخفيف عــن القطاع، لافتا إلى أن الفجــوة في المواقف بين الطرفين لا تــزال كبيرة، وأنه بدأت تدق ساعة جولة جديدة من الأحداث على جبهة غزة.

يشــار إلى ان هناك أنبــاء تحدثت عن تقديم الوســيط المصري مقترحا جديدا لإنجاز صفقة تباد الأسرى، يقوم على تنفيذها على مرحلتين.

ويتــردد أن العرض طرح على حركة حماس وإســرائيل لإبداء الرأي حوله، على أن تشــمل المرحلــة الأولى الإفراج عن الإسرائيلي­ين الأسيرين أبرهام منغيستو وهشام السيد، مقابل الإفراج عن مئات الأســرى، بينهم نساء وأطفال، فيما تشــمل المرحلة الثانية الإفراج عن الجنديين الأسيرين هدار غولدن وشــاؤول آرون، اللذين حســب إســرائيل قتلا في معارك دارت بغزة، مقابل إطلاق سراح مئات الأسرى.

 ??  ?? إسرائيل توسع مساحة الصيد لـ 12 ميلا بحريا في بحر غزة
إسرائيل توسع مساحة الصيد لـ 12 ميلا بحريا في بحر غزة

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom