Al-Quds Al-Arabi

«جيروزاليم بوست»: هناك ثمانية أسباب وراء عدم استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلي­ة قريبا

رؤية إسرائيلية للصراع

- الناصرة ـ «القدس العربي»:

للمرة الأولى بعد تشــكيل حكومة نفتالي بينيت التقى وزيران منهــا من حركــة «ميرتــس « اليســارية نظيريهما في الســلطة الفلسطينية أول من أمس. لكن صحيفة «جيروزاليم بوست» تعدّد ثمانية أســباب تجعل من غير المرجح أن تكــون الفورة المفاجئة للمحادثات الإقليمية نذير أخبار ســارة لأولئك الذين يأملون في استئناف محادثات السلام الإسرائيلي­ة الفلسطينية.

وتوضح الصحيفة الإســرائي­لية من خلال مقال لنائبة رئيس التحرير طوفــا لازاروف أنّ الملك الأردني عبــد الله الثاني طالب بإعادة محادثات الســام إلى الطاولة، بعد أن اجتمع هذا الشهر بشكل منفصل مع جميع الأطراف المركزية التي يمكن أن تشارك في مثل هذه المفاوضات، كرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الــوزراء نفتالي بينيت والرئيــس الأمريكي جو بايدن. وأكدت أنّ غانتس وزير الأمن الإسرائيلي ووزير الأمن العام عمر بارليف والرئيس إســحاق هرتســوغ جميعهم اتصلوا بالرئيس عباس وهنأوه بعيــد الأضحى، فيما تحدث عبــاس مع الرئيس الإســرائي­لي الســابق رؤوفين ريفلين قبل أن يترك منصبه، ومع هرتسوغ في وقت سابق هذا الشهر.

وأوضحــت أنّ بينيت تحدث مع الرئيــس المصري عبد الفتاح السيســي وولي عهد الإمارات محمد بن زايــد آل نهيان، فيما زار وزير الخارجية يائير لابيد الأردن ووضع اللمســات الأخيرة على تفاصيل صفقة مياه رئيسية، وسافر إلى الإمارات أيضاَ، وهو أول وزير خارجية إســرائيلي يقوم بذلك، وافتتح أول ســفارة هناك بعدما افتتحت الإمارات ســفارتها قبل ذلك في تل أبيب. وشددت على أنّ هذا كله حدث في الأســابيع الســتة الماضيــة منذ أن أدت الحكومة الجديدة برئاسة نفتالي بينيت اليمين الدستورية.

وذكرت أنّه بالتزامن مع موجة حسن النية لعودة المفاوضات، إلا أنّ رئيــس اللجنــة الأولمبية الفلســطين­ية جبريــل الرجوب شــجع الرياضيين الأولمبيين في طوكيو على مقاطعة الأحداث مع الإسرائيلي­ين، فيما لا تزال السلطة ترفع دعاوى جرائم حرب ضد إســرائيلي­ين في المحكمة الجنائية الدولية. كما دعا رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية الإثنين الماضي مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى فرض عقوبات على إســرائيل. وتقــدم «جيروزاليم بوســت» ثمانية أســباب لعدم عــودة المفاوضات الفلســطين­ية الإسرائيلي­ة إلى طاولة الحوار: لا وقف لإطلاق النار في غزة :

تقول إن التهديد بتجدد القتال في غزة وتوترات القدس يعني

أن أي جهود ســام يمكن أن تخرج عن مسارها على الفور، حيثُ تعثرت الجهود من أجل وقف دائم لإطــاق النار في أعقاب حرب غزة التي اســتمرت11 يوما في أيار/ مايو الماضي ولم تنجح حتى محاولات التفاهم لضمان الهدوء على الحدود الجنوبية.

وتتابع «ولم تتم اســتعادة منطقة الصيد في غزة بالكامل إلى ما كان الوضع قبل الحرب، بعد إطلاق فلسطينيين بالونات حارقة على المســتوطن­ات الإســرائي­لية المحاذية لغزة، حيثُ تم تقليص منطقــة الصيد فــي غزة من12 ميــا بحريا إلى ســتة، وضربت إســرائيل أهدافا لحماس في غارة جوية. انســوا السلام، لا تزال إسرائيل على وشك الحرب».

الولايات المتحدة وإسرائيل لا تعتقدان أن الوقت مناسب لمحادثات السلام

كما تــرى أن الولايات المتحدة وإســرائيل تعتقدان أن الوقت غير مناســب لمتابعة خطة سلام لحل الدولتين بنشاط ولم تطرحا أي خطة لتحقيق هــذا الهدف، منوهة أن الرئيــس الأمريكي جو بايــدن كان واضحا في هذا الشــأن وتحدث عــن إدارة الصراع بدلاً من الحفاظ على خيار الســام. وهناك الانقسام في الحكومة الإسرائيلي­ة حول هذا الموضوع: كما تشير للخلافات الإسرائيلي­ة الداخليــة حيث أيد وزير الخارجية يائيــر لابيد حل الدولتين في نهاية المطــاف للصراع، بينما تحدث رئيس الوزراء نفتالي بينيت في الماضي ضد إقامة دولة فلسطينية.

لا يوجد وسيط سلام متفق عليه

ووفقا لمزاعم الصحيفة الإســرائي­لية فإن السلطة الفلسطينية لا تريــد أن تواصل الولايــات المتحدة دورها التقليدي كوســيط لمحادثات السلام مع إســرائيل رغم أنها أعادت العلاقات مع إدارة بايدن التي قطعــت في عهد الرئيس الســابق المنحاز بالكامل مع الاحتلال دونالد ترامب.

لا توجد قيادة مستقرة في كلا الجانبين:

متجاهلة تهــرب رئيس حكومــة الاحتلال الســابق بنيامين نتنياهو مــن المفاوضات لحل الصراع والســعي المنهجي لإدارته تدعــي أن غيــاب القيــادة القويــة فــي الجانبين الفلســطين­ي والإسرائيل­ي شكّل إحدى العقبات الرئيسية أمام أي عملية سلام بين الإسرائيلي­ين والفلسطيني­ين على مدى السنوات الماضية.

كما تــرى أن «تدهور صحة عباس وتقدمه في الســن يعنيان أن الكثيرين يعتبرون أن وقته في المنصب ســينتهي في المستقبل القريب» منوهة لإلغاء الســلطة الفلســطين­ية انتخاباتها، لذا لا توجد عملية لاستبداله.

وتتابع «أدت حكومة بينيت اليمين في أوائل الشــهر الماضي، وبالنظر إلى الانقســام­ات السياسية العميقة بين اليمين واليسار، حيثُ توقع النقاد أنه من غير المرجح أن تستمر. ويأتي أكبر اختبار للقدرة على التحمل قريبا، في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل عندما يتعين عليها تمرير ميزانية. ســيؤدي عدم القيام بذلك إلى انهيار الحكومة تلقائيا من الناحية الدستورية».

العلاقات الإسرائيلي­ة الفلسطينية مجمدة في الأعلى

وتنــوه الصحيفة أن المفاوضات الإســرائي­لية الفلســطين­ية الرسمية مجمدة ربما منذ عام 2014 ولكن من مستوى الشارع إلى المستوى الرســمي، يتم الاتصال بشكل يومي، ولا سيما في المجال الأمني. وتضيــف «لكن العلاقات قطعت تماما فــي القمة وهذا لم يتغير مع هذه الحكومة الجديدة. لــم يتحدث بينيت ولا لابيد مع نظرائهما الفلسطينيي­ن ولا حتى لتبادل تهاني وأمنيات العيد.»

كانت اتفاقيات أبراهام قيد اللعب:

وضمــن رؤيتها هذه تقــول الصحيفة الإســرائي­لية إن جزءا من هذا النشــاط هو نتيجة مباشــرة لاتفاقات أبراهام بوساطة ترامب الذي قامت إســرائيل به ضمن مساعيها التاريخية لتطبيع العلاقات مع الإمارات والبحرين والمغرب والسودان.

موجة من المكالمات صدفة:

كما تقــول إن الموجة المفاجئة من المكالمــا­ت والمحادثات المذكورة بين جهات إسرائيلية وفلسطينية وعربية هي صدفة أكثر من كونها دلالة، وتنبع من الأحداث التي تمليها اللياقة الدبلوماسـ­ـية أكثر من الاستراتيج­ية.

كل مكالمة هي فرصة

وتخلص لمحاولــة أن تتضمن رؤيتها نواة مــن التفاؤل بالقول إنه مــع ذلك يمكن أن يخلــق الحجم الهائل للمكالمــا­ت أيضا فرصة لاتصــالات جديدة يمكن لــكل محادثــة أن تمهد الطريــق لتعميق العلاقات أو فكها، وبالتالي تقــديم فرص جديدة يمكن أن تؤدي في النهاية إلى عملية سلام.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom