4 أحزاب مغربية تستحوذ على الفضاء الرقمي السياسي في المغرب
كشــف مرصد للتكنولوجيات الرقمية أن أربعة أحــزاب مغربية تمثل 96 في المئة من حصة الحضور على الإنترنت، ويحتفظ حزب "العدالة والتنمية" الذي يتمتع باستراتيجية رقمية طويلة الأمد، بحضور بارز. ومع ذلك، تظهر المعطيات المســتقاة خلال الأشهر الستة من العام الحالي تراجعاً في حصته من الحضور، إذ نزلت من 47 في المئة إلى 34 في المئة.
فيما يزيد حزبان بشــكل كبير مــن وجودهما على الإنترنــت، هما "التجمع الوطنــي للأحــرار" و"الاســتقلال" اللذان قاما بثــورة رقمية، واســتثمار في الرقميات.
وهكذا أصبــح "التجمع" يؤثر في الفضاء الافتراضــي على ما يقرب من 300 مليون مغربي، فيما وصل العدد إلى 260 مليون لدى "الاستقلال" من بداية العام الحالي إلى نهاية حزيران/ يونيو، مع زيادة قوية في حصصهم من الوجود.
وشــهد حزب "الأصالة والمعاصرة" الذي بلغ متوســط حضوره 13 في المئة، انخفاضاً في وجوده على الإنترنت بنسبة 6 في المئة خلال الفترة المدروسة.
ويلاحــظ موقع "ميديــا 24" أن حزب "الاســتقلال" يتمتــع بمجتمع حزبي متعاطف، وهو الأكثر ديناميكية من حيث الالتزامات والحيوية على حدٍ سواء، وسيكون قد نجح في تقديم محتوى قريب من مراكز اهتماماته.
وتشــير نتائــج المقياس إلى ضعــف "العدالــة والتنمية" فــي التفاعلات، واعتماده على استراتيجية رقمية تعتمد على كمية النشر، إذ نشر على صفحته الرسمية على "فيســبوك" أكثر من 5500 مشاركة خلال الفترة المذكورة، أي أكثر من 30 في اليوم.
وطوّر مرصــد التكنولوجيات الرقمية مقياســاً للبصمــة الرقمية للأحزاب السياســية في المغرب للنصــف الأول من عــام 2021. ويظهــر اختلافات في الاســتراتيجيات الحزبية والحضــور الرقمــي للأحزاب. وجــرى تنفيذ هذا "البارومتــر" بــأدوات تكنولوجية تمكن من تحليــل عدد كبير مــن البيانات والاستنتاج منها وجود الأطراف على المنصات المختلفة )الشبكات الاجتماعية، الوسائط الرقمية، المواقع الإلكترونية، المدونات، إلخ( من أجل تحديد "بصمتهم" الرقمية "وكذلك الاتجاهات الرئيسية. أما بالنسبة للأحزاب السياسية التي هي جــزء من الأغلبية الحكومية، فقد جرى عزل البيانات المتعلقة بأعضاء الحكومة في أنشطتهم الحكومية وغير الحزبية واستبعادها من التحليل.
وتظهر النتائج أن عدد المنشورات المتعلقة بالأحزاب السياسية نما بنسبة 27 في المئة خلال النصف الأول من عام 2021.
ومن ناحية أخرى، يستأثر "فيســبوك" بأكثر من ثلث المنشورات، وبالتالي يصبح وسيلة الإعلام الرائدة للمعلومات السياسية.
وتتــراوح مســتويات التفاعل في السياســة من "الإعجاب" البســيط إلى مستوى أكثر تقدماً من المشاركة في المحادثة، وتعد مؤشراً على اهتمام المواطنين بالمنشورات السياسية. وبينما كان التفاعل مع المنشورات السياسية لا يتعدى 0.34 في المئة، تضاعف هذا الرقم بين كانون الثاني/ يناير وحزيران/ يونيو من السنة الحالية ليصل إلى معدل مشاركة 0.5 في المئة.