Al-Quds Al-Arabi

مجرد سؤال: هل نشهد عودة اقتصادية لصفقة القرن؟

- *

تساؤلات مشــروعة ومســتحقة مع الانفتاح المفاجئ والســريع بين الســلطة الفلســطين­ية ودولة الاحتلال واللقاءات بينهما، ضمن ما وصفت بالتفاهمات الفلســطين­ية الإسرائيلي­ة الأخيرة!! على عودة اللقاءات المشتركة. ومن هذه التساؤلات:

هل ثمة ضمانات أمريكية وراء هذا الانفتاح، بتحريك الوضع السياســي والعودة لطاولــة المفاوضات وفــق برنامج محدد، مفاوضات ذات ســقف زمني ينتهي إلى دولة فلســطينية ذات ســيادة وعاصمتها القدس الشــرقية، أم أن الأمر ليس أكثر من تمنيــات ومحاولات «لبناء الثقة» لتخفيــف حالة الاحتقان في الضفة الغربية والأوضاع المعيشية والاقتصادي­ة الصعبة؟ وإذا كان هذا هو الأمر نقول «عيش يا قديش» كما يقول المثل، إذ ليس هناك في الأفق أي بوادر إســرائيلي­ة في هذا الاتجاه. وأستطيع القول بأريحية إنه وقبل أن ينطلق الطرفان في مفاوضات جادة يكون قد حان موعد الانتخابــ­ات الأمريكية التي تجمد فيها كل القرارات الحاسمة في انتظار الإدارة الجديدة.

وهل يمكــن أن يكون المحرك لهــذه الاجتماعات هــو الفاقة الاقتصادية والمالية التي تعيشها السلطة؟

وهل هذه الاجتماعات مؤشر على أن الاستيطان توقف أو في طريقه للتوقف؟

وهل أعلنت إسرائيل بوضوح التزامها بحل الدولتين لتسمح بعودة الاتصالات؟

هل توقف القتل في الضفة وغــزة على أيدي قوات الاحتلال

ومستوطنيها وآخرها استشــهاد الطفل محمد مؤيد علامي ابن الـ 11 عاما من الخليل بينما كان عائدا مع والده من السوق؟

هــل توقفت دولة الاحتلال ومســتوطنو­ها عــن غزو أحياء القدس والســيطرة على منازلها من الشــيخ جراح لبطن الهوا لحي الطور والعيسوية وغيرها؟

والشــيء بالشــيء يذكر فقد حذرت المديــرة العامة لمنظمة «عير عميم» الحقوقية الإســرائي­لية، يهوديت أوبنهايمر، خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي، يوم الأربعاء الماضي، من أن 3000 فلسطيني قد يفقدون بيوتهم في القدس المحتلة، وبشكل خاص في الشيخ جراح وسلوان.

هــل هناك وعــود بوقف تدنيــس جنود الاحتــال باحات الأقصى، ببساطيرهم واسلحتهم؟

وهل ســتتوقف الاقتحامات اليومية للمســتوطن­ين للأقصى رغم دعــوة بينيت لمواصلــة هذه الاقتحامــ­ات بنفس الوتيرة وتوفير الحماية لها.

وهل أوقفت بلدية الاحتلال أعمال التجريف في أرض مقبرة اليوســفية في القدس القديمة، لتحويلها إلــى حديقة عامة من أجل ضمان منع المسلمين من استحداث قبور جديدة فيها؟

هــل توقفت حفريات الاحتلال تحــت الأقصى التي قد تؤدي إلى انهياره بين ليلة وضحاها؟

هل توقفت مصادرة الأراضي لا ســيما في الأغوار الشــمالي وآخرها حســب «هآرتس»: منح المســتوطن­ين أراضي شاسعة تعد بآلاف الدونمات لإقامة بؤر استيطانية جديدة وتمويلها كما أعلن ذلك جيش الاحتلال نفسه قبل أيام؟

وهل أوقف جيش الاحتلال مداهماته لمناطق الســلطة التي تعرف بمناطق أ وفق تســميات اوســلو وآخرهــا قبل يومين، اقتحام مقر مؤسسة «مركز بيســان للبحوث والإنماء» في رام الله الواقع خلف مقر رئاسة الوزراء وكذلك مقر الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال في البيرة. وحبل التساؤلات جرار ولكن نكتفي بهذا الكم. يا جماعة خبرونا شو صاير؟ … بين ليلة وضحاها يعود كل شيء إلى ما كان عليه وكأن شيئا لم يكن وكأن المجلسين الوطني والمركزي الفلســطين­يين لم يتخذا قرارات تمنع العودة للتعامل والتعاطــي مع دولة الاحتلال طالما لا تلتــزم بالاتفاقات الموقعة معها، وهي لم تلتزم في عهد نتنياهو ولن تلتزم في عهد بينيت.

يا إخوان إذا كانت هناك أخبار ســارة فمــن حقنا عليكم أن نشاطرها معكم لكي تعود الابتســام­ة إلى الشفاه بعد كل النكد في الأشــهر الأخيرة من الحرب على غزة إلى شــهداء جبل أبو

صبيح في بيتا وبقية الشــهداء، والســيطرة علــى منازل في أحياء الشــيخ جراح وبطن الهوى وغيرهما من أحياء القدس، وتواصل اعتداءات المســتوطن­ين على المزارعين الفلســطين­يين وحقولهم ومحاصيلهم.

لدي إحســاس، وأتمنــى ألا يكون صادقا، أن هنــاك أطرافا أو لنقل طرفا في الســلطة الفلســطين­ية يســعى كمــا يبدو مع الجانبين الأمريكي والإسرائيل­ي إلى إحياء بطرق ملتوية، الشق الاقتصادي من صفقة القــرن المندثرة بالتركيز الآن على العامل الاقتصــاد­ي واحتياجات الفلســطين­يين بزيادة عــدد العمال وغيرها.

السلطة الفلســطين­ية ومنظمة التحرير الفلسطينية رفضتا منــذ البدايــة التعامل مــع صفقة القرن بشــقيها السياســي والاقتصادي وهو موقف عززتــه مواقف الفصائل والتنظيمات والحركات الفلســطين­ية الأخــرى والأهم مــن كل ذلك الموقف الشــعبي الفلســطين­ي. وهي صفقة لا تحترم حتى أدنى حقوق الفلسطينيي­ن الوطنية.

والحــل الاقتصادي هو ذاك الحل الــذي طالما روج له رئيس وزراء دولــة الاحتــال المندثــر نتنياهو، تحايــا على الحل السياســي وفق مبادرة الســام العربية الذي كان يفترض أن يفرض عليه انسحابا من الضفة الغربية وقيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة.

فهــل يمكن أن تعود إلينــا صفقة القرن بحلــة جديدة وعبر النافذة بعــد أن أخفقوا في إدخالها عبــر الباب رغم محاولتين فاشلتين لإدارة ترامب، تمثلتا بمؤتمرين دوليين للترويج للحل الاقتصادي، في العاصمتين البولندية وارسو في شباط/فبراير 2019 والبحرينية المنامة في حزيران/يونيو2019 .

ما تقدم ليــس إلا للتحذير فقط إذ ليس هنــاك أي معلومات مثبتة أو دليل قاطع حتى الآن.

وأختــم بدليل قاطــع جديد يرفــع في ظل الوضــع العربي الرديء، المعنويات ويؤكد أصالة الشــعوب العربية خاصة في أوساط الشباب، وهذا هو الاهم، وتمسكها بالقضية الفلسطينية ورفضهــا لكل ما يســعى إليه بعض الأنظمــة العربية للتطبيع مع دولــة الاحتــال على حســاب الحقوق الوطنية للشــعب الفلسطيني.

حســب صحيفة يديعــوت احرونوت فإن الشــباب العرب المشاركين في الألعاب الأولمبية 2020 في طوكيو، كشفوا إفلاس التطبيع مــع الدول العربيــة التي قادها محمد بــن زايد نائب رئيس أبو ظبي، خاصة بعدما رفض لاعب الجودو الســوداني

محمد عبد الرسول مواجهة لاعب إسرائيلي. وترى الصحيفة أن اللاعبين العرب يجعلون من الإسرائيلي­ين أضحوكة بانسحابهم أمام لاعبيهم…

وقاد هذا التوجه لاعب الجودو الجزائري فتحي نورين الذي تــرى الصحيفة الاســرائي­لية أنه رفع درجــة مقاطعة اللاعبين الإســرائي­ليين، وأعلن على الملأ، أنه لــن يتنافس في طوكيو مع اللاعب الإســرائي­لي توهــار بوتبول، وقال بفخــار في مقابلة تلفزيونية: «لا أريد ليدي أن تتسخا به».

ولخص مدربــه عمار بن خليف «الأمر ببســاطة: لم يكن لنا حظ في القرعة، فحصلنا على خصم إســرائيلي فاضطررنا إلى الانسحاب».

وترى الصحيفة إن هذه «الخطوة» هي نتيجة واضحة لموجة التحريض ضد إسرائيل في العالم، فنورين لم يكلف نفسه حتى عناء تمويه السبب الحقيقي بل عظمه».

ورأت الصحيفــة، على وجه الخصوص فــي خطوة اللاعب السوداني، «إفلاســا» في التطبيع مع السودان، مؤكدة أن «كل علاقات التطبيع الباردة هذه حتى معاهدات الصلح السابقة مع مصر والأردن، سبق أن أثبتت فشلها في الماضي، وأنها لا يمكنها أن تغير الواقع، وأعطت مثلا علــى ذلك حالة الرياضي المصري إســام الشــهابي، الذي رفض مصافحة منافسه أور ساساون الإسرائيلي في أولمبياد ريو 2016 في البرازيل».

وقالــت: «توجد كل أنــواع الاتفاقــا­ت والبنود الرئيســة والفرعيــة، والحبر الذي ينتهي في الطابعة من كثرة النســخ، أما على الأرض، على المنصة الأبــرز التي يمكن أن تفحص فيها العلاقات الإنسانية، يثبت الرياضيون من هذه الدول العربية، أن إسرائيل من ناحيتهم ليست موجودة».

وفي حالة المصارعة السعودية تهاني القحطاني التي وقعت القرعة أن تواجه المصارعة الإسرائيلي­ة رزا هيرشكو، كان هناك توجهان أحدهما يرفض بالقطــع المواجهة؟ وفي الطرف الثاني هناك المشجعون لها بدعم رســمي غير معلن، بقيادة المايسترو وكاتب البلاط وشــيخ المطبعين والمطبلين تركــي الحمد الذين أرادوا لها أن تخرج عن الإجماع العربي وشجعوها على خوض المعركة مع منافستها الإسرائيلي­ة.

ويبقى الســؤال: هل حقا صدفة أن تقع القرعة على ثلاثة من المصارعين العرب لمواجهة نظراء إ

إسرائيليين؟ … مجرد سؤال!

السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير رفضتا منذ البداية التعامل مع صفقة القرن بشقيها السياسي والاقتصادي

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom