احلكومة حتقق في مزاعم االنتهاكات في السجون العراقية
وجه رئيس مجلــس الوزراء العراقي، محمد شــياع الســوداني، أمس اإلثنني، باجــراء حتقيق أصولي في ســجن مطار املثنى وسجون أخرى، على خلفية تقارير صحافية، أفادت بوجــود جملة انتهاكات في عمليــات تعذيب وانتــزاع اعترافات بالقوة في ســجن املطار وسط العاصمة بغــداد. وذكر مكتب اإلعالمــي، في بيان، بأنه «بنــاء على مــا ورد مــن معلومات ملكتب رئيس مجلس الوزراء وما تداولته وســائل اإلعالم، بخصوص سجن مطار املثنــى وســجون أخرى، وجــه اجلهات اخملتصــة بإجراء التحقيقــات األصولية ووفق القانون».
وأوعز الســوداني، ملستشــار حقوق اإلنسان للقيام «بزيارة سجن مطار املثنى وإجراء املقابالت مع النــزالء هناك ورفع النتائج بأسرع وقت».
وســبق ملكتب الســوداني أن أعلن في 11 تشــرين الثانــي/ نوفمبــر اجلاري، تخصيــص عنــوان بريــد إلكترونــي الستقبال شــكاوى من تعرضوا للتعذيب أو انتزاع اعترافات باإلكراه.
وكانــت وزارة العدل العراقية، قد نفت في العــام املنصرم، حدوث حاالت تعذيب في الســجون التابعة لها، وذلك في إطار تعليقها على تقرير لــألمم املتحدة حتدث عن حصول حاالت «صعق وعنف جنسي» في السجون العراقية.
وجــاء ذلك النفــي عقــب تقرير صدر في آب/أغســطس 2021 عــن مكتب األمم املتحدة حلقــوق اإلنســان، وبعثة األمم املتحــدة ملســاعدة العــراق (يونامي)، حتت عنوان «حقوق اإلنســان في تطبيق العدالة في العراق: الشــروط القانونية والضمانــات اإلجرائيــة ملنــع التعذيب واملعاملة السيئة»، عددا من احلاالت التي مت توثيقها «وتظهر استمرار هذه املمارسة
رغم أن القوانني في العراق جترم التعذيب وتنص على ضمانات إجرائية ملنعه».
ويغطــي التقرير الفترة مــن 1 يوليو/ 2019 إلــى 30 أبريل/ نيســان مــن العام ذاته، ويستند إلى مقابالت أجريت مع 235 محتجزا، إلى جانب موظفني في السجون وقضاة ومحامني وأهالي معتقلني.
وقــال حوالي نصــف املعتقلــني إنهم تعرضــوا للتعذيــب أثناء االســتجواب بهــدف انتــزاع االعترافــات. وانتقدت جماعات حقوق اإلنســان هذه املمارسة، قائلة إن احملتجزين ينتهــي بهم األمر في كثير من األحيان إلى توقيع وثائق تعترف بجرائم لم يرتكبوها.
وأوضــح التقريــر وقتهــا أن أســاليب االعتداء تشــمل «الضرب املبرح، والصعق بالكهرباء، والوضعيات اجملهدة، واخلنق»، ووردت «أنبــاء عــن وقــوع أعمــال عنف جنســي»، وأشــار بعــض احملتجزين إلى معاملة «ال يستطيعون التحدث عنها».