املغرب: 30 خبيرا يحذرون من نقص املوارد املائية واختالالت تدبيرها
دق خبراء مغاربــة في مجال املاء ناقوس اخلطر، بســبب استمرار االســتغالل املفرط للموارد املائية الذي ســاهم فــي تعميق أزمة نــدرة امليــاه مبختلــف املناطــق املغربية، خاصة في ظــل التقلبات املناخية املســجلة خالل الســنوات األخيرة، ودعوا إلى تعزيز احلوكمة، باعتبارهــا أولوية لضمان اإلدارة الفعالــة للمــوارد املائية، ســواء من حيث العرض أو الطلب.
وأصدر فريق من خريجي «معهد احلســن الثاني للزراعــة والبيطرة» في الرباط، يضم زهاء 30 خبيرًا، كتابًا أبيض يســلط الضوء على العجــز املائي الذي يعانــي منه املغرب والذي يهدد استدامة املوارد املائية واملساواة في الوصول إليها من قبل كافة املواطنني.
واعتبــر اخلبراء أنه بات مــن الضروري «وضع اســتراتيجية مائية شجاعة وسياسة إرادية من شــأنها إيقاف هذا الوضع حفاظا على األمن املائي والغذائي والبيئي والتفكير جديا في ما ســيتم تركه لألجيال القادمة في هذا اجملــال»، مؤكدين على «ضــرورة األخذ بعني االعتبار، فــي كل برامــج التنمية، بأن اجلفــاف ظاهرة هيكلية وليس موســمية أو عابرة، خاصة في ظل التقلبات املناخية التي يشهدها العالم».
ودعــا اخلبراء إلى إنشــاء مرصد مغربي يتعلــق بجمــع املعلومــات املتعلقــة باملاء ووضعها رهن إشــارة الباحثني ومستعملي الثروة املائية، مع إعطاء أهمية قصوى للبحث العلمي في كل ما يتعلق باملوضوع، فضال عن تطبيق نظــام محاســبة املياه علــى صعيد األحواض، مع التشــديد على ضرورة توعية املواطنني بأن إمكانية زيادة العرض محدودة للغايــة وأنه مــن الضروري حاليــا مطابقة الطلــب مع مــوارد املياه املتجــددة املتاحة. ودعا «الكتاب األبيض» إلى حتســني برنامج بناء الســدود الكبيــرة والصغيرة اجلديدة من خالل اســتهداف تلك التي تتمتع بكفاءة معينــة، وربحية اقتصاديــة مؤكدة، واحلد من التأثيرات االجتماعية والبيئية السلبية، وإتاحة دراســات التبرير االقتصادي واآلثار املتعلقة به، فضال على تشــجيع حتلية مياه البحر بشكل أساسي لتزويد مياه الشرب ثم لــري احملاصيل ذات القيمــة املضافة العالية جدا في املناطــق التي تتوفر علــى مزارعني قادرين على دفع تكلفة املياه احملالة، مع أهمية إعادة استعمال املياه العادمة املعاجلة في ري املساحات اخلضراء، وحتديد اإلطار املؤسس واملالي لتحسني مســتويات املعاجلة إلعادة االستخدام في الزراعة.
من جانبها، اتخــذت احلكومة عدة تدابير اســتباقية في إطــار برنامج مكافحــة آثار اجلفاف، لتتبع تقدم املشاريع الكفيلة بضمان تواصــل التزويــد باملاء، في جميــع مناطق اململكة.
احلكومــة املغربية تتحــدث، وفق تقرير رســمي، عن عملها على تسريع وتيرة إجناز الســدود لرفع الطاقة التخزينية من 19 مليار متر مكعب حاليا إلــى 24 مليار متر مكعب في أفق ســنة 2027 وكذا مواصلة تنفيذ برنامج تعبئة املياه غير االعتيادية بواســطة حتلية مياه البحر باملناطق الســاحلية، بهدف بلوغ 20 نقطة حتليــة، ناهيك عن توســيع إعادة اســتعمال املياه العادمــة اُملعاَلجة ألغراض
ســقي املســاحات اخلضــراء، وكــذا إجناز شــبكات الربط بني األحــواض واملنظومات املائية من أجــل تدبير عمليــة التزويد بهذه املادة احليوية، باإلضافــة إلى احملافظة على الفرشات املائية من االستغالل املفرط وتعزيز التوجه الهادف إلى االقتصاد في اســتعمال املاء.
عالوة على ذلك، تؤكد املعطيات الرسمية مواصلة احلكومة للمشــاريع الهادفة لتأمني التزويــد باملاء الصالــح للشــرب، حيث مت اقتناء شاحنات صهريجية ومحطات متنقلة لتحلية مياه البحر وإزالــة املعادن من املياه األجاجة وتوزيعهــا على 75 عمالــة وإقليم لتأمني التزويد باملاء الصالح للشرب باملراكز والقرى التي تعرف عجــزا. كما اتخذت عدة إجــراءات وتدابير تهم أساســا تعبئة املياه الســطحية والتوعية بضرورة االقتصاد في املاء والترشيد في استعماله.
وكشــفت احلكومــة املغربيــة احلاليــة، ضمن حصيلتها الســنوية األولى لعام ،2022 اعتزامها إجناز 129 ســدا بكلفة إجمالية تقدر بـ 4270 مليون درهم خالل الفترة املمتدة بني 2022 ،2024و باإلضافة إلى إنشــاء محطات حتلية ميــاه البحر مبــدن أغادير وآســفي والداخلة، وبرمجة إجناز محطات حتلية في مدن أخرى.
وستعمل املشــاريع احلكومية على الربط بني األحواض املائية وتأمــني التزويد باملاء الصالح للشــرب في األرياف ومعاجلة املياه العادمــة، وكــذا االقتصاد في املــاء الصالح للشرب، وحتسني مردودية شبكات التوزيع في املــدن واملراكــز احلضريــة وغيرها من اإلجراءات.