كازاخستان: إعادة انتخاب توكاييف رئيسا للبالد دون منافسة
■ أملاتــي - أ ف ب: يبــدو أن الرئيــس الكازاخســتاني املنتهيــة واليته قاســم جومارت توكاييف، قد ح ّقق فوز ًا كاســحًا فــي االنتخابات الرئاسية املبكرة، وفق النتائج األولية، األمر الذي يثبت موقعه على أنــه الرجل األقوى في أكبر دولة في آسيا الوسطى.
وقالــت اللجنة االنتخابية في كازاخســتان إن توكاييــف البالغ 96 عاما ووصل إلى الســلطة في العام ،9102 حصل على 13.18 % من األصوات، فيما وصلت نسبة املشاركة إلى 44.96 .%
ولــم يتمكــن أي من منافســيه اخلمســة غير املعروفني لدى الناخبني من تخطي نســبة 24.3 % من األصوات، فيما اختــار %8.5 من الناخبني عدم التصويت ألي من املرشحني.
وغرقت هذه اجلمهورية الســوفياتية السابقة الغنية بالنفــط والواقعة على مفترق طرق جتارية مهمــة، في حال مــن الفوضى في كانــون الثاني/ يناير عندما حتولــت تظاهرات احتجاج على غالء املعيشة إلى أعمال شغب قمعت بوحشية، ما تسبب مبقتل 832 شخصا.
وال تــزال البالد تعاني مــن الصدمة جراء هذه األزمة. وفي مؤشر على استمرار التوترات، أعلنت الســلطات اخلميس أنها اعتقلت سبعة من أنصار أحد املعارضــني في املنفى بتهمــة التحريض على «انقالب».
ومســاء األحد، دعا توكاييف الذي حصل على حوالــي %17 من األصــوات في العــام ،9102 إلى «الوحدة» لتنفيــذ برنامج اإلصالح الدســتوري في حزيران/يونيو. ووعد بــأن «هذه االنتخابات تفتح الباب على عهد جديد وســيتم إصالح جميع مؤسسات السلطة الرئيسية».
وجدد التزامه باإلصالحات االقتصادية و»إنهاء احتكار السلطة» الذي عاشــته كازاخستان خالل العقود الثالثة من حكم نور ســلطان نزارباييف، الذي استقال في العام .9102
ونّظم توكاييف حملة تتعّلق مبشروعه إلنشاء «كازاخستان جديدة» تتمتع مبزيد من الدميقراطية واملســاواة. لكن الصعوبات االقتصادية مستمرة وكذلك ردود الفعل االستبدادية.
ووصل توكاييف إلى الســلطة فــي العام 9102 بعد االســتقالة املفاجئة لنزارباييف وتع ّهد رسمي ًا العمل لتسوية أزمة كانون الثاني/ يناير بعدما كان يعتبر لفترة طويلة الذراع اليمنى لسلفه.
لك ّن هذا العام شهد حت ّول توكاييف الدبلوماسي احملترف، إلى رئيس عنيــد أطلق النار على مثيري الشــغب في كانون الثاني/ ينايــر واعتقل أقارب نزارباييــف ووقف فــي وجه الرئيس الروســي فالدميير بوتني معارضا غزو أوكرانيا في شــباط/ فبراير. غير أن النزاع بني أقطاب الســلطة لم مينع نزارباييف من أن يكون أول من هنأ تلميذه السابق على إعــادة انتخابه، في «دليــل ال جدال فيه على إميان الشعب الراسخ بإصالحاته».
كما هّنأ بوتني توكاييف، اإلثنني، قائًال في بيان نشــره الكرملني: «لقــد تل ّقيت تفويض ًا مســتح ّق ًا بالثقة مــن مواطنيك، مما يفتــح الباب أمام فرص جديدة لتنفيذ مسار التنمية الوطنية الذي متضون قدما بــه». وقالت الرئاســة الكازاخســتانية إن توكاييــف تلقى تهنئة أيضا مــن الرئيس الصيني شــي جينبينغ الذي قال إنه مستعد «لفتح مرحلة جديــدة من الشــراكة االســتراتيجية بني الصني وكازاخســتان»، في وقــت تريد فيــه بكني تعزيز نفوذها في آسيا الوسطى.
وما زالت «كازاخســتان اجلديــدة» التي يدعو إليها توكاييف تعاني من ردود أفعاله االستبدادية بعــد ثالثة عقود قضتها في ظل حكم نور ســلطان نزارباييف.
فما زالــت املعارضة مقيــدة وتخضع لضغوط متارسها الســلطات. هذا فضًال عن أّن االنتخابات األخيرة تبدو صورة عن حقبــة نزارباييف، الذي فاز بنسبة 89 % من األصوات في العام .5102
لكن على الرغم من النتيجة الساحقة واالفتقار إلى املنافسة، قال توكاييف إن احلملة كانت «عادلة ومنفتحة».
وفي هذه األثنــاء، أعرب مراقبــو االنتخابات الدوليون التابعــون ملنظمة األمــن والتعاون في أوروبــا اإلثنــني، عن أســفهم لـ»غياب منافســة حقيقية» و»تقييد احلريات األساســية الذي يحد من مساحة األصوات املنتقدة».