أوكرانيا: مسؤول أممي يدعو لتحقيق في مزاعم إعدامات أوكرانية محتملة جلنود روس بعد استسالمهم

حتذير روسي من خطر وقوع حادث نووي في زابوريجيا والعثور على مراكز تعذيب في خيرسون

أدى ظهــور مقاطع فيديو يبدو أنهــا إلطالق النار على جنود روس بعد استســالمهم في أوكرانيا إلى حتقيقات دولية وتعهدات من موسكو بالعثور على املسؤولني.

وقال ناطق باسم مكتب األمم املتحدة حلقوق اإلنسان فــي جنيف، أمــس اإلثنني، إنه علــى درايــة بالتقارير. وأضــاف: "يجب التحقيق بشــكل فــوري وكامل وفعال في املزاعم التــي تفيد بتنفيذ عمليات إعــدام بإجراءات موجزة ألشــخاص عاجزين عن القتال" وحتميل اجلناة املسؤولية، واستخدم في وصف هذا مصطلحًا فرنسيًا في القانون الدولي يعني عدم الضلوع في قتال نشط أو غير قادرين على أداء مهام قتالية في احلرب.

وأظهرت املقاطــع املصــورة على شــبكات التواصل االجتماعي األســبوع املاضي العديــد من اجلنود الروس -حتت حراســة أوكرانية- مســتلقني علــى األرض، مع ســماع صوت أعيــرة نارية. وأظهرت لقطــة أخرى نحو 12 جثــة. ويقال إن املقاطع التقطت في منتصف تشــرين الثاني/نوفمبر عندما اســتعاد اجليــش األوكراني قرية ماكيفكا في منطقة لوغانسك في شرق البالد.

دفاع عن النفس

وحسب اخلبراء الذين استشارتهم صحيفة "نيويورك تاميــز"، فإن مقاطــع الفيديــو حقيقية، رغــم أن الكثير عن خلفية الصور مــازال غير واضح. وتقــول كييف إن مقتل الروس كان دفاعا عــن النفس، حيث إن أحد جنود األعداء فتح النــار فجــأة. ورد األوكرانيون على إطالق النار، وبالتالي تصرفوا بشــكل صحيح، بحسب املفوض األوكراني حلقوق اإلنسان. وقال املتحدث باسم الكرملني دميتري بيســكوف، إنه يجب محاسبة املسؤولني، مؤكدا أن موسكو سوف تبحث بنفسها عن اجلناة.

كما أكد بيسكوف، االثنني، أن موسكو ليس لديها خطط لتنفيذ موجة ثانية لتعبئة جنود االحتياط للمشاركة في احلرب بأوكرانيا. ونقلت وكاالت أنباء روسية عنه القول إنه "ال توجد مناقشات" بهذا الشأن في الكرملني.

وكانت روســيا قالت في وقت ســابق، إنها انتهت من تعبئة 300 ألف جندي احتياط في أواخر تشــرين األول/ أكتوبر املاضي.

في املقابل، كتب االدعاء األوكرانــي على تلغرام: "في خيرسون، يواصل املدعون حتديد اجلرائم التي ارتكبتها روســيا: مت العثور على أربعة مواقــع تعذيب في أربعة مباٍن". وأكد االدعــاء أن محّققني أوكرانيني زاروا "أربعة" مبــان، بينها "مراكز احتجاز موقــت" قبل احلرب، "حيث احتجز احملتلون، أثناء االســتيالء على املدينة، أشخاصا بشكل غير قانوني وعذبوهم بوحشية".

وأضاف املصدر نفسه أنه بعد عشرة أيام من استعادة اجليش األوكراني الســيطرة على خيرســون في أعقاب الرئيس األوكراني فولودميير زيلينسكي أثناء خطابه أمام جلسة عامة للجمعية البرملانية حللف الناتو في مدريد

هجوم مضاد استمر شــهرين، "مت االســتيالء على قطع من هراوات مطاطية ومضرب خشــبي وأداة اســتخدمها احملتلــون لصعق مدنيــني بالكهرباء ومصبــاح متوهج ورصاص".

وأكد االدعاء العــام األوكراني أن "األعمال الهادفة إلى حتديد مواقــع غرف التعذيب واالحتجــاز غير القانوني متواصلة"، مؤكدًا أنه يريد "التعّرف إلى جميع الضحايا".

ومنذ حترير خيرســون من القوات الروســية في 11 تشــرين الثاني/نوفمبر، نــددت كييف مــرارا "بجرائم احلرب" و"الفظائع" الروسية في منطقة خيرسون.

وبعد قرابة تســعة أشــهر من بــدء الغزو الروســي ألوكرانيا، شدد الرئيس األوكراني فولودميير زيلينسكي على ضرورة الوحدة بني دول حلف شمال األطلسي "ناتو" الدميقراطية ضد الغزو الروسي لبالده. وقال زيلينسكي في كلمة عبر الفيديو أمام جلسة عامة للجمعية البرملانية حللف الناتو في مدريد، االثنني، حســبما أفادت الترجمة

الفورية للكلمة "أدعوهم إلى بذل كل ما في وسعهم لضمان عدم إضعاف مجتمعنا أبدًا". وأكد زيلينسكي مجددًا رغبة بالده في أن تصبح عضوا فــي االحتاد األوروبي وحلف الناتو. وقال إن عواقب الهجمات الروســية على السكان املدنيني األوكرانيــني وخيمة، لدرجة أنــه يتعني وصف روسيا بأنها "دولة إرهابية" من قبل جميع البرملانات.

وكان محققون فــي كييف قد أعلنوا، األحد، أن أكثر من 8300 مدنــي من بينهم 437 طفال قتلوا وأصيب أكثر من 11 ألف آخرين حتى اآلن في حرب روسيا ضد أوكرانيا.

كما أثنى الرئيــس األوكراني فولودميير زيلينســكي على إرادة شعبه في املقاومة. وقال زيلينسكي في خطاب عبر الفيديو أمس االثنني مبناسبة يوم الكرامة واحلرية: "مســتعدون للتضحية بكل ما لدينا، مســتعدون للحرب حتى النهاية". وقال إن أوكرانيا دفعت ثمنًا غاليًا للحرية وستواصل دفع الثمن، مشــيرا إلى آالف الضحايا جراء احلرب. وأضاف أن اجلميع رأى ما يقدر األوكرانيون على

فعله. وقال: "كيف ميكننــا مقاومة أحد أكبر اجليوش في العالم، ونصبح أحد أفضل اجليوش في العالم".

وميدانيا، قال زيلينسكي، مساء األحد: "أعنف املعارك، مثلما كان من قبل، تقع في منطقة دونيتسك. وعلى الرغم مــن وقوع عدد أقل مــن الهجمات اليوم (األحد) بســبب سوء األحوال اجلوية، فإن حجم القصف الروسي ال يزال لألســف مرتفعا للغاية". وأضاف: "في منطقة لوغانسك، نتحرك ببطء إلى األمام أثناء القتال. وحتى اآلن، وقع ما يقرب من 400 هجوم مدفعي في الشرق منذ بداية اليوم". وقال زيلينسكي أيضا إن القوات في اجلنوب "تدمر بشكل ثابت ومحسوب إمكانات احملتلني"، لكنه لم يذكر تفاصيل.

وأكد رئيس مكتب زيلينســكي، كيريلو تيموشــينكو، أمس، مقتل شــخص وجرح ثالثة آخرين في خيرســون بغارة روسية، بدون تقدمي مزيد من التفاصيل.

واالثنني، حذر أليكسي ليخاتشوف الرئيس التنفيذي لوكالــة الطاقة النووية الروســية التــي تديرها الدولة (روس أتــوم) من خطــر وقوع حادث نــووي في محطة زابوريجيا للطاقة النوويــة، أكبر محطة في أوروبا، بعد جتدد قصفها في مطلع األسبوع.

وتبادلت موســكو وكييف االتهامات بقصف املنشــأة على مدى شــهور بعد ســيطرة القوات الروســية عليها في مــارس/ آذار بعد فتــرة وجيزة من الغزو الروســي ألوكرانيا. وأثار جتدد القصف، األحد، اخملاوف مرة أخرى من كارثة محتملة في املوقع.

ونقلت وكالة إنترفاكس لألنباء عن ليخاتشوف قوله: "تتعرض احملطة خلطر حادث نووي. ظللنا في مفاوضات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية طول الليل".

وســيطرت روس أتوم على املنشــأة من خالل وكالة تابعة لها منذ صدور أمر الرئيس الروسي فالدميير بوتني باالستحواذ رســميا على احملطة وحتويل هيئة العاملني األوكرانيــني بها إلى كيان روســي. وقالــت أوكرانيا إن االستحواذ على املنشأة مبثابة سطو.

حماية احملطات

ودعت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى إقامة منطقة أمنية حول احملطة، وهو ما قال ليخاتشــوف إنه سيكون ممكنا إذا وافقت الواليات املتحدة.

ونقلت إنترفاكس عنه قوله: "أعتقد أن املسافة البعيدة بني واشنطن وزابوريجيا، يجب أال تكون حجة للواليات املتحــدة لتأجيل اتخاذ قرار بإقامة منطقــة أمنية". وقال رئيس روس أتوم أيضا إن كييف مســتعدة فيما يبدو ألن "تقبل" "حادثًا نوويًا صغيرًا" في محطة الطاقة النووية.

ونقلت عنــه وكالة تاس لألنباء قوله: "ســتكون هذه سابقة ستغير إلى األبد مسار التاريخ. لذلك، ال بد من فعل كل شــيء ممكن من أجل أال يضع أحد في حسابه انتهاك أمن محطة الطاقة النووية".

في املقابل، حث زيلينسكي الدول األعضاء بحلف شمال األطلسي على ضمان حماية احملطات النووية األوكرانية من التخريب الروسي، قائال: "كل دولنا مهتمة بعدم وقوع أي حادث خطير في منشآتنا النووية". وأضاف: "جميعنا بحاجة لضمان احلماية من التخريب الروســي للمنشآت النووية". وحتدث الرئيس الفرنسي إميانويل ماكرون مع نظيره األوكراني، أمس، في ظل تعرض محطة زابوريجيا للطاقة النووية لـ"تهديدات" مستمرة.

وقــال الرئيس الفرنســي في كلمة مــن باريس خالل املؤمتر الدولي لدعم مولدافيا التي تأثرت بالغزو الروسي ألوكرانيا، إنه حتدث "مع الرئيس زيلينســكي في اتصال عاجل". وأكد أّن االتصال يأتي في "ســياق ال يزال صعبًا جــد ًا"، مع "القصف الــذي تع ّرضت لــه أوكرانيا مجدد ًا، والتهديدات التي ُتخّيم على محطة زابوريجيا". وأشــار إلــى أن "مع كل انتصار عســكري ألوكرانيا، كاســتعادة منطقة خاركيف وكذلك اســتعادة خيرسون، ترد روسيا بقصف جديد على البنى التحتية األساسية ألوكرانيا".