Al-Quds Al-Arabi

من املناصب إلى «األكثر ميينية»: احتدام بني نتنياهو واملتدينني... هل ينقلب السحر على أصحابه؟

-

كانت البدايــة جداال معروفا فــي مطارحنا عن إشغال املناصب. ســموتريتش وحججه معه أراد إحــدى احلقائب الكبرى في احلكومة املســتقبل­ية. نتنياهو، وحججه معه، رفض. لم يكن ما يدعو إلى التأثر حتى اآلن.

غير أنــه أضيف بعد آخر للمحاولة السياســية من الطرفني لرفع مســتوى إجنازاتهمـ­ـا إلى احلد األقصى. «اخلالف على اجلوهر»، أشــاروا من جهة ســموتريتش وشــددوا على أن نتنياهو لم يثبت نفســه كيميني مبا فيه الكفايــة. «انتخبنا لنغير»، عادوا وقالوا.

بدال من الشــروع في بحث هادئ في مســألة ما ينبغي أن تكون عليه السياســة الصحيحة، شعر الليكوديــ­ون باإلهانة. فالنقد مــن اليمني اعتبروه – أو على األقل عرضــوه – كتعال مهني. «ال يزايدوا علينا. ســموتريتش يتصــرف مثــل بينيت. مرة أخرى، هذه هي القبعات املنســوجة»، هكذا حتدث رجاالت نتنياهو.

أما اآلن فكان دور «الصهيونية الدينية» أن تدعي اإلهانة: «نتنياهو يتعامل معنا كحمل زائد. ويجري نزعًا لشرعيتنا»، عقبت النائبة اوريت ستروك ردًا على اتهامات أطلقها الليكود.

وهكــذا حتولــت املواجهة مــن سياســية إلى أيديولوجية ومن هناك إلى عاطفية، وبعد ذلك إلى شخصية وفئوية. ارتفع التوتر واحتدمت املناكفة.

الرواســب املتبادلة التــي تراكمــت على مدى السنني، اندفعت فجأة إلى اخلارج.

هؤالء يواجهون نتنياهو باخلطوات السياسية التي اتخذها. أولئك يردون بحســابات املاضي عن الغرور والتمييز. هؤالء يهتفون «يساريني» وأولئك يردون «منسوجون – إشكنازيون»، وهلمجرا.

لم يجِد نفعــا أن بعض احلجج كانت ســخيفة بعض الشــيء. فمن شــلومو كرعي وحتى عيديت سيلمان، ميتلئ الليكود بالقبعات املنسوجة، حتى نتنياهو تباهى بهم في احلملة.

بالقدر ذاته، بعد ســنوات عديدة في احلكم، من الســخف عرض نتنياهو كيســاري، فلو كان هكذا لتحولت سياسته منذ زمن بعيد.

ومع ذلك، بانعــدام تام للمســؤولي­ة فمزيد من الوقود يصب في الشــعلة، ولهيــب الكراهية آخذ باالنتشار. لم يكن االشــتعال بني محيط نتنياهو،

ومن يسمونهم «املنسوجني» هو األول. ففي اجلولة الســابقة، وجهت نار اخلالف نحــو نفتالي بينيت ونالت أبعادا مفزعــة. فألجل اخلصام هناك حاجة الثنني، وإذا شــعر الليكــود بالتعالــي من جانب ســموتريتش، فمن واجبه أن ينظفهــا. لكن بالقدر ذاته، فإن رجاالت نتنياهو ملزمون هم أيضا بالكف فورا عن اللعب بالنار. إذ مــن اللحظة التي يخرج فيها جنــي الكراهية من القمقم، فلــن يكون ممكنا إعادته إليه. فحريق ال يتوقف ال يختار ضحاياه.

بني مؤيــدي الليكود والتيــار الديني – القومي ثمة حلف تاريخي ابن 45 سنة. وهو عميق وواسع بحيث ال ميكن رسم خط يفصل بني هؤالء وأولئك. ومع ذلك، مثل كل شــيء في احلياة، يســهل تدمير األحالف ويصعــب بناؤهــا. ومن اللحظــة التي حتترق فيه أوتار اجلســر بني احلركتني، فسينهار علــى كل من فيه نحو الهوة. قــد ال يحصل هذا غدا ولكنه سيحصل بعد غد.

وعليه، وقبل املصيبة، علــى نتنياهو وبردوغو وسموتريتش وستروك، أن يســتخدموا األغطية ويعيدوا اجلدال السياسي إلى حجومه األصلية.

إسرائيل اليوم 2022/11/21

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom