تعقيبا على مقال غادة السمان: باي باي… بي بي سي
مدينة الضباب
يبــدو أن قرار اإلغالق حتريض كبير لهذا الطوفان اجلميل من الذكريات التي عاشــتها األســتاذة غادة الســمان في أجواء مدينــة الضبــاب ومبنى (بوش هاوس) وأدباء وفنانــي الزمن اجلميل، وفي كتاب اجلســد حقيبة ســفر تتحدث فيــه النبيلــة غادة عن ذكرياتهــا مــع صاحب رواية (موســم الهجــرة الى الشــمال) الطيــب صالــح .. عرفــه العالــم العربــي مؤخرا، عبر رواية قصيرة اســمها (موســم الهجرة الى الشــمال) وكتب عنها نقادنــا العرب بال محاباة وال مداراة ، وقالوا إنه الروائي األول اجلديد، وقالوا ذلــك من أجــل نتاجــه، ودون أن يعرفــوا الكثير عن شــخصه، رمبا لم يــر أكثرهم حتــى وجهه … وجهه أمامي جنلــس في بار صغير قــرب دار الـ ( بي. بي. ســي ) في لنــدن حيــث يعمــل. وأولغــا أو جريدي العراقية، الرائعة املثقفة، واألديبة حتى الصمت.
ال أتخيل كيف أفارق برامــج bbc عربي منذ زمن طويل وأنا أســتمع باســتمرار لبرنامج ذاكرة إذاعة والصوت اجلميل لألســتاذ حسن الكرمي وإجاباته في برنامجه قول على قول .
جنم الدراجي - العراق
الصرح اإلعالمي
ال أعتقد أن هناك أجمل من أن نصبح شــركاء هذه الذكريات التي ســتصبح أرشــيفا فهي تضم أسماء أدباء قــد ال يأتي الزمــن مبثلهم.. ال يواســي حزننا علــى وداع هذا الصــرح اإلعالمي إال تلــك الذكريات التي تدفئنا من الداخل.
لم أســتطع وأنا أقــرأ النــص إال أن أتخيل صوت الســيدة غــادة، وهــي تقرأ القصــة التــي كتبتها من وحي أولغا ال أعلم إن كنا يوما سنستطيع االستماع إلــى تلك احللقــات أم ســتبقى مفقودة كمــا حلقات البرنامــج اإلذاعي الذي قدمته في إذاعة دمشــق في الستينيات.
عمرو - سلطنة عمان البراءة الطفولية
كــم جميلة وثرية هــي ذكرياتك ســيدتي النبيلة ، وكأن أرواحنــا كانت حتوم وترفــرف حولك في كل جولــة ورحلة كنت تقومني بهــا، وحتى وأن مت إلغاء القســم العربي في الـ بي بي ســي ، ســيبقى صدى
صوتك محفوظا في األثير .
فــي كتــاب "اجلســد حقيبــة ســفر" ذكــرت فيه األديبة غادة الســمان عن لقائها في لندن سنة 1968 ، مع الروائي الســوداني الطيب صالح ومع الســيدة العراقية أولغا املتزوجة من الشاعر اإليرلندي الكبير أوجريــدي ، وكما تصفها اإلنســانة الرائعة املثقفة، واألديبة حتــى الصمت والرفض، وأن خلف صمتها جدارا تغطيه الكتب، وحياة حافلة بالعمق واملعرفة. أمــا ما كتبت عــن الطيــب الصالح هو أنــه متواضع كالعشــب، وال يدري كم هو مبدع وبحق .. وما تزال فــي ضحكته تلــك البراءة الطفوليــة التي جندها في قــاع العباقــرة عادة. وتقــول عنه أيضا : هــو القابع في الظلمة والضبــاب، من األدباء العرب املعاصرين القالئــل الذيــن ســيخلدون، أي ســيبقون حتى بعد انحسارهم عن مراكزهم ومقاهيهم ونواديهم .
أفانني كبة - كندا الدعاية البريطانية
املتعارف عليه أن الـ بي بي ســي القسم العربي أنشــئ للدعايــة البريطانية خاصــة قبيل احلرب الكونيــة الثانيــة أي لتخديــر العــرب، وجعلهــم مييلون لدعم موقف بريطانيا سياســيا وعسكريا فــي احلرب، ولكن ويا للعجب بعد احلرب حتولت اإلذاعــة إلى حاضنــة للكــوادر العربيــة، وكانت أخبارها موثوقة بشكل ال يقبل اجلدل بل أن اخلبر الذي ال تؤكده الـ بي بي سي يكون خبرا مشكوكا بأمــره وينتظر النــاس تأكيده من قبــل الـ بي بي ســي قبل أن يصدقوه. شــخصيا كنت مســحورا بهــذه اإلذاعة وبأصــوات مجلجلــة فيها كصوت املذيعة األردنية التاريخية اخملضرمة مديحة رشيد املدفعــي، وفــي األدب لم يكن هنــاك برنامج يعلو علــى برنامج "قــول على قول" للمرحــوم الدكتور حســن الكرمــي وفي الرياضــة أفتيــم قريطم إلخ واملسلســالت اإلذاعية التي كانت تقدمها اإلذاعة كانت غاية في الروعة واإلتقان.
أسباب سياسية مجتهد
رغــم أن القســم العربــي فــي هيئــة اإلذاعــة البريطانية مت إنشــاؤه ألســباب سياســية تخدم املصالــح البريطانيــة إال أنــه حقق وحــدة عربية على مســتوى الكفاءات املتميزة التي اشتغلت فيه وكانت أغلبها من املهاجرين من واقع االســتعمار واالنقالبــات والتســلط السياســي واخملابراتي؛ وشــمل ذلك التميــز تقــدمي األخبــار ومعاجلتها والبرامــج الثقافيــة واملوســيقية والسياســية؛ وأصبحــت أســماء العاملــني هنــاك مألوفــة عند املســتمعني بشــكل يقارب تلك احلميمية العائلية من أمثال ســامي حــداد، مديحــة املدفعي، محمد األزرق، عاطــف عبــد اجلــواد، موســى بشــوتي، أكرم صالح وهدى الرشــيد، إلــخ، والزلت أتذكر، وكنت حينهــا صغيرا تلــك املســرحيات اإلذاعية التي ســاهم فيهــا مذيعو القســم، وأســماء فنية معروفــة مثل عبــد الرحمــان أبو زهــرة، وصالح منصــور، وكذلك برنامــج ندوة املســتمعني الذي استقطب أسماء كثيرة، وكانت من بينهم إبنة هرم املســرح العربي عزيز عيد وأيقونة السينما فاطمة رشدي، وهي الفنانة التشكيلية احلاملة للجنسية البريطانية…عزيزة عيد..