سوريا: قصف تركي متواصل واردوغان يعّد لـ«عملية برية قريبًا القتالع اإلرهاب»

تفهم روسي ــ أمريكي ملوقف أنقرة و«فتح مجالهما اجلوي للطائرات احلربية التركية»

عواصم - «القدس العربي» من إسماعيل جمال وهبة محمد ووكاالت:

على وقع اســتمرار الضربــات اجلوية ومدفعيــة القوات التركيــة على مواقع الوحدات الكردية في شــمالي ســوريا، هدد الرئيس التركي رجب طيــب أردوغان بتنفيذ عملية برية جديدة شــمالي سوريا "قريبا إن شــاء الله"، وذلك عقب أيام من عملية جوية واسعة نفذها اجليش التركي واستهدف عدًدا كبيرا من املواقع في ســوريا والعراق، مخلفة عشرات القتلى في صفــوف الوحدات الكرديــة، بالتزامن مــع مواقف الفتة من واشــنطن وموســكو بأن تركيا تواجه تهديدات إرهابية، ودعوات باريس وبرلني ألنقرة إلى "ضبط النفس".

كما كان الفت ًا نقًال عن مصادر تركية وســورية معارضة "أن الطائرات احلربية التركية استخدمت اجملال اجلوي الروسي - األمريكي ألول مرة خالل تنفيذ عملية اخمللب ـ السيف" ضد القوات الكردية في العراق وســوريا. وقال اردوغان "منذ أيام نالحق اإلرهابيني بطائراتنا ومدافعنا وفي أقرب وقت سنقتلع جذور اإلرهابيني بدعــم جنودنا ودباباتنا أيضــا"، كما هدد بالقول: "سنقتلع جذورهم جميعا بأقرب وقت إن شاء الله... ردا على الهجوم اإلرهابي الذي نفذوه في إسطنبول".

وفي تطور آخــر أمس، اســتهدفت مســيرة تركية قاعدة مشــتركة للتحالف الدولي بقيادة واشــنطن وقوات سوريا الدميقراطية (قسد) وأدى ذلك ملقتل اثنني من عناصرها، وفق ما أفاد متحدث باســم تلك القوات واملرصد الســوري حلقوق اإلنســان، فيما أعلنت القوات األمريكية أنها "كانت مبنأى عن اخلطر".

وعقب أيــام من التكهنات حــول الطريقة التــي نفذت بها الطائرات التركية ضرباتها اجلوية الواسعة في سوريا، قالت مصادر تركية ومن املعارضة الســورية إن الطائرات احلربية التركية اســتخدمت اجملال اجلوي الذي تسيطر عليه روسيا والواليــات املتحــدة ألول مرة خالل تنفيــذ عملية "اخمللب – الســيف"، حيث يعتبر دخول الطائــرات احلربية التركية في عمق األراضي الســورية حدثًا اســتثنائيًا، كون ذلك يتطلب تنســيقًا متقدمًا مع الواليات املتحدة وروسيا اللتني تنشران أنظمة دفاعية في املنطقة.

كما يؤشر ذلك إلى موقف تركي حازم بالضغط على روسيا وأمريكا لقبول حتركاتها في شــمالي سوريا جوا أو التنسيق واملوافقــة على التحركات، وفي كلتــا احلالتني فإن ذلك يعزز إمكانية بدء تركيا عملية عســكرية أوسع ببعد بري كما توعد أردوغــان، حيث كان العائــق على الدوام هــو تأمني الغطاء اجلوي للقوات البرية وجتنب الصدام مع موســكو وواشنطن اللتــني أصدرتــا بيانات الفتــة عبرتــا فيها عــن "تفهمهما" لالحتياجات األمنية التركية رغــم املطالبات ألنقرة بـ"ضبط النفس".

وكان الفتا أمــس موقف أمريكا، حيث قــال البيت األبيض إن تركيا تواجــه تهديدًا إرهابيًا علــى حدودها اجلنوبية و" من حقها الدفاع عن نفســها"، بحســب وكالة األناضول نقال عن تصريح منسق االتصاالت االستراتيجية في مجلس األمن القومي األمريكي جون كيربي، للصحافيني، بأن "تركيا لها كل احلق في الدفاع عن نفسها ومواطنيها".

وأضاف أن لدى الواليات املتحدة مخاوف بشأن العمليات عبر احلدود، والتي قال إنها ستؤثر على قتال تنظيم "الدولة" (داعش). وتابع كيربي أن العمليات "قد جتبر بعض شركائنا في قوات ســوريا الدميقراطية على رد فعل من شأنه أن يقيد قدرتهم على مواصلة القتال ضد داعش".

ويتســق املوقف األمريكي مع ما قاله الكرملني الروسي من أنه يتفهم ما يســميها باخملــاوف األمنية "املشــروعة" لتركيا بشــأن ســوريا. وقــال دميتري بيســكوف املتحدث باســم الكرملني: "نتفهم ونحترم مخاوف تركيا بشــأن ضمان أمنها. نؤمن بأن هذا حق مشــروع لتركيا، وفي الوقت نفسه، ندعو جميع األطــراف إلى عدم اإلقدام على خطــوات قد تؤدي إلى زعزعة استقرار الوضع العام". (تفاصيل ص )4