خطة تطوير القاهرة تستبيح مقبرة األديب يحيى حقي

ابنته أبلغت بنقل الرفات إلى مدينة العاشر من رمضان

ـ «القدس العربي» ـ من تامر هنداوي:

يبدو أن مقبرة األديب املصري يحيى حقي، ستنضم إلى ضحايا خطة تطوير القاهرة، حسب ابنته نهى، التي قالت إنها «أبلغت بنقل املقبرة من منطقة الســيدة نفســية في منطقة القاهرة التاريخية، إلى مدينة العاشر من رمضان».

وقالت: «مع تقديري الكامل حلجم اإلنشــاءات التي تقوم بها الدولة للتوســعات، إال أنني أناشــد الرئيس عبد الفتاح السيســي بالتدخل للتراجع عن هدم مقبرة والدي، خاصة وأن في هذا املكان يوجد البقيع الصغير، الذي يضم عدة مشاهد وأضرحة تخص آل بيت الرسول».

وأضافت على صفحتها على «فيسبوك»: «ال أجد كالما، لكن الوجع كبير والشكوى لم تعد لها قيمة، أنا غاضبة جدا بســبب قرار نقل مقبرة والدي احلبيب الغالي وأسرته احلبيبة، من جوار السيدة نفيســة، احلبيبة الغالية على قلب والدي، والذي كان مطمئنا بجوارها وكانت وصيته الدفن بجوارها»

وتابعت: «هذه الســطور نبضات أخيرة ومحاولة أمل، لعل كالمي يصل وأن أبي في ذمة الله ال ميلك االستغاثة».

وأضافت: «والدي ترك تراثا كبيرا من الفكر واألدب، أبرزه: البوسطجي، سارق الكحل، تعال معي إلى الكونســير، صح النوم، في محراب الفن، كناسة الدكان، مدرسة املسرح، والعديد من اإلبداعات واألدبية واألعمال النقدية بعد رحيله عن عمر يناهز سبعة وثمانني عامًا، أوصى قبل وفاته بدفنه إلى جوار السيدة نفيسة».

ويحيى حقي صاحب رائعة «قنديل أم هاشــم»، يعد رائد القصة القصيرة في مصر، توفي في 9 ديسمبر/ كانون األول عام ملو.1992 تكن أسرته هي الوحيدة التي فوجئت بقرار هدم املقبرة، فســبقتها إلى ذلك أسرة عميد األدب العربي طه حسني، التي هددت بنقل رفاته إلى خارج مصر قبل أن تتراجع السلطات عن قرار هدم املقبرة.

كما طالت خطة هدم املقابر التاريخية، مقبرة يوسف صديق، أحد أعضاء مجلس قيادة ثورة 23 يوليو/ متوز .1952

كما تعرض عدد من مقابر املماليك وأقدم جبانة إسالمية في مصر، والتي حتتل موقعا متميزا وسط العاصمة، لإلزالة.

وكانت مقابر املماليك تســمى قدميا بـ «صحراء العباســية»، إذ وقع اختيــار املماليك عليها لتكون مضمارا لســباقات اخليل، وفي النصف األول من القــرن الثامن الهجري بدأ ملوك مصر وأمراؤها بإنشاء املساجد واخلوانق بهذه املنطقة وأحلقوا بها مدافن لهم.

ونشــرت مجموعة «إنقاذ جبانات القاهرة التاريخية» على «فيســبوك» التي تضم عددا من األثريني واملهتمني بتاريخ القاهرة، اخملطط الكامل إلنشــاء عدد من الطرق الســريعة التي من املفترض أن تخترق اجلبانات، وستؤدي إلى تغيير شكل الشوارع واختراع ميادين أو جزر من اآلثار تتنافى مع تشكيل املدينة القدمية.

وكانــت محافظة القاهرة، أعلنت في فبراير/ شــباط ،2021 عزمها نقــل مجموعة من املقابر في محيط اإلمام الشــافعي واإلمــام الليثي، في إطار خطة تطوير مســار آل البيت، إضافة إلى مجموعة من املقابر التي تقع في مســار كوبري السيدة عائشــة اجلديد الذي يربط بني ميدان الســيدة عائشة ومحور احلضارات. وحسب اخملطط، فإن 2760 مقبرة س ُتزال و ُتنقل إلى أماكن أخرى.

وفي 24 أكتوبر/ تشــرين األول ،2021 مت كشف مذكرة بشــأن املدافن التي وقعت في نطاق اإلزالة في مشروع تطوير محور صالح سالم من محور جيهان السادات حتى حديقة الفسطاط بامتداد 6 كيلومترات، يتخللها جبانات اجملاورين وباب الوزير وسيدي جالل والسيدة نفيسة والطحاوية واإلمام الشافعي وسيدي عمر، وكذلك التطوير مبحور الشهيد وإعمار مدينة نصر. وقد لوحــظ أن عناوين املنتفعني لبعض املدافن قدمية، وأن املنتفعني احلاليني لم يســتدل على عناوينهم.