Al-Quds Al-Arabi

«التاميز»: حان وقت التوقف عن شيطنة قطر

هناك فرق بني شجاعة املنتخب اإليراني وجنب «اإلنكليزي»

- –

قالــت صحيفــة "التاميــز" اللندنية في افتتاحيتهـ­ـا إن الوقت قد حــان للتوقف عن شــيطنة البلد املضيف ملباريات كأس العالم والتركيــز علــى اللعبــة اجلميلــة. وحتت عنوان "أحالم الدوحــة" قالت فيها: "بالرغم من التبجــح، لم يكن الفريــق اإلنكليزي هو الذي انتهــز الفرصة في الدوحة باألمس، من أجل القيام بفعل سياســي متحد. فقد خطط الفريق اإلنكليزي والويلزي إلى جانب الفرق األوروبيــ­ة الرتــداء كابنت كل فريق شــارة قوس قزح (شــعار املثليني) أثنــاء مباريات كأس العالم احتجاجا على سياســة الدولة املضيفــة قطر من حقوق املثليني أو أل جي بي تي. وجــاء القرار بعد حتذير من فيفا، الهيئة املشــرفة على املباريات بأن "أي العب يرتدي الشارة ســنصدر بحقه بطاقة صفراء خلرقه القواعد املتعلقة بالشــعارا­ت السياسية في املالعب".

و"بدال من ذلــك كان الفريق اإليراني هو الذي أثار انتباه العالــم عندما رفض ترديد النشــيد الوطني للجمهورية اإلسالمية التي حتــاول وبعنف قمــع التظاهــرا­ت املعادية للحجــاب والتــي انتشــرت فــي كل أنحاء البالد".

و"كان االحتجــاج الصامــت للمنتخــب اإليراني قويًا جدًا نظرًا للمخاطر الشخصية التي ســتواجه الالعبــني وعائالتهم. وفي املقابل فقــد كانت خطة املنتخــب اإلنكليزي تعبيًرا عن مواعظ أخالقيــة وبدون ثمن أيًا تكن. وبدا هذا واضحا من الطريقة السريعة التــي تخلى فيها الفريــق اإلنكليزي والفرق األخرى عن التحــدي عندما بــدا أن الكلفة ستكون عالية، أي البطاقات الصفراء".

وتعلق الصحيفة قائلــة: "بالتأكيد هناك نفحة نفاق من املؤسسة الرياضية التي تعبر عن رغبة شديدة باالنضمام إلى شيطنة قطر وتبــدو جبانة عن اتخــاذ مواقف قد حتدث فرقا". وترى الصحيفة أن منع قطر العالقات املثلية وكذا اجلنسية خارج مؤسسة الزواج تعتبر إهانة للقيــم الغربية، مع أن محاكمات أشــخاص خلرق القوانــني تعتبــر نادرة، ومع ذلك هناك الكثير مــن الدول لديها نفس القوانــني بدون أن تكون ســببا فــي منعها لكي تنظم مباريــات رياضية دولية (مبا فيها إنكلترا التــي نظمت عام 1966 نهائيات كأس العالم). وفي يوم األحد نظمت أبو ظبي جارة قطر سباق ســيارات "غراند بري" وشاركت فيها عدة فرق بريطانية، وبعد شهر سيلعب الفريق اإلنكليزي ثالث مباريات كريكيت في باكستان، وتتطلع السعودية ومصر لتنظيم مباريات كأس العالم لعــام 2030 إلى جانب اليونان.

وقطر ليست بعيدة عن العالم. وبالتأكيد فهي دولة أكثر انفتاحا من روسيا التي نظمت كأس العالــم أو الصني التــي نظمت األلعاب األوليمبية الشــتوية العام املاضي. وأنشأت

مجلس شورى منتخبا ولديها شبكة اجلزيرة التــي تعتبر حرة أكثر من أي شــبكة إقليمية منافســة لها. وتظــل ظروف العمــال الذين يشكلون نســبة %90 من الســكان أقل من املعايير الغربية، لكنهــا ومنذ حصولها على حق تنظيــم املباريات قبل 12 عاما، فقد كانت حتت سمع ونظر العالم واضطرت ألن تقوي قوانني العمال وحقوقهم.

وتقــول الصحيفة "يصعــب علينا إخفاء الشــكوك التــي يتــم إثباتها حــول طريقة حصول قطر على حق تنظيم املناسبة. وتبدو الـــ002 مليــار دوالر أنها أنفقــت على بناء ســبعة مالعب وشــبكة مترو كاملة وفنادق وبنى حتتية الستيعاب ماليني الزوار، كبيرة جدا في ظل مظاهر القلق العاملي من التغيرات املناخية". ومع ذلك فوقت التعبير عن مظاهر الرفض كان قبل 12 عاما، ومضت تلك اللحظة ومن وقت طويــل، وقطر التي تقوم على أكبر حقل للغاز الطبيعي فــي العالم لها احلق في إنفاق ثروتها بالطريقة التي تريدها.

ويتطابــق كأس العالم مع اســتراتيج­ية متماســكة وطويلــة األمد لتطويــر اقتصاد اإلمارة وتقويــة أمنها من خالل اســتخدام ثروتها لتعميــق حتالفاتها في منطقة متقلبة وجيران عدوانيني. وكبلد على عالقة جتارية قوية ومزود رئيســي للغاز، فهناك الكثير من األســباب لالحتفال. واآلن وبعــد أن بدأت إنكلتــرا وويلــز حملتهما، فقد حــان الوقت لالستمتاع بالكرة.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom