Al-Quds Al-Arabi

«الغارديان»: احلرب السورية املنسية تدخل مرحلة جديدة بالغارات التركية والروسية واإلسرائيل­ية

السوريون مييزون بني األنواع الثالثة من الطائرات املغيرة من أصواتها

-

نشــرت صحيفة "الغارديــا­ن" تقريرا أعده مراســلها في الشرق األوسط مارتن شــولوف قال فيــه إن الغــارات التركية األخيرة على ســوريا إلى جانب الغارات الروســية واإلســرائ­يلية هــي جزء من مرحلة جديــدة في احلرب هناك. وأضاف أن املصالــح اإلقليميــ­ة في النــزاع تظل على احملك وهي ليســت معزولة أو تخص ســوريا فقط، لكن يتم جتاهلها ونسيان النظر للصراع السوري.

وجاء في املقال أن الســكان في سهول ســوريا يحاولون التعرف على الطائرة القادمة وحتديــد هويتها وإن كانت هناك حاجة للبحث عن ملجــأ واإلختفاء أم ال. إال أن األيــام املاضية كانت مرهقة ملراقبي الطائرات وأكثر من املعهود، حيث ظهرت فيه طائــرات الدول الثــالث في األجواء واســتهدفت أهدافــا من شــاطئ البحر املتوسط غربًا إلى الصحراء شرقًا، وهي الغارات األوسع التي تشهدها سوريا منذ ثالثة أعوام.

وشــنت تركيا وروســيا وإســرائيل غارات فــي األيام املاضية، بشــكل يؤكد أن النــزاع الــذي مضــى عليــه أكثر من عقد ال يــزال هادرا مع قابليــة للتصعيد، فــي اجلبهات الثــالث، علــى األقل. وفي الوقت الذي مت فيــه التركيز على احلرب األوكرانية، مت جتاهل احلرب في ســوريا التي ال تزال تلقي بظلهــا الناري على كل املنطقة.

وبدأت الغــارات يوم الســبت عندما استهدفت إســرائيل عدًدا من املواقع على الســاحل الســوري ومناطق الوســط. وســمعت أصوات انفجــارات ضخمة في الالذقية وحماة وحمص أيضا، وهي املدن التي أنشــأ فيها النظام معاقــل قوية إلى جانب القــوات الروســية واإليرانية في أثناء احلرب األهليــة الطاحنة. وحتدث املســؤولو­ن الســوريون عن مقتل أربعة جنود، فيمــا ينظر إليه كآخــر جولة من

سيارة متضررة إثر الغارات اجلوية التي شنتها الطائرات احلربية التركية في شمال سوريا

الغارات اإلســرائي­لية التي تقول تل أبيب إنها موجهــة لقطع عســكرية متقدمة في طريقها إلى حزب الله اللبناني.

وتتعامل إســرائيل مع احلزب على أنه ذروة االهتمامات العسكرية اإليرانية في الشرق االوســط وميثل تهديدًا وجوديًا لها. وتبع ذلك غــارات تركية يوم األحد، اســتهدفت مناطــق األكراد في شــمالشرق سوريا، قبل التهديدات النارية التي أطلقها الرئيس رجب طيب أردوغان لدفع األكراد عن املناطق التي حددتها حكومته إلســكان مليون من الالجئني الســوريني الذين فروا إلى تركيا.

وبعــد ســاعات مــن الغــارات أطلق املســلحون األكــراد قذائــف صاروخية على املناطــق اجلنوبيــة لتركيا مما أدى ملقتل شــخصني وجرح عشــرة أشخاص

في بلــدة حدودية. وفي نهاية يوم األحد، قامــت املقاتــال­ت الروســية املتبقية في سوريا بشــن غارات على املناطق الريفية في إدلب، قرب احلــدود التركية وضربت مواقع مدنية قرب مخيمي الجئني. ويعتقد أن اجليــش الســوري ســاهم فــي دعم الطيران الروسي.

وليســت هذه هي املــرة األولى التي تســتهدف فيها روســيا مواقع للمدنيني واجلماعات املتشــددة فــي املنطقة التي ال تزال خارج ســيطرة حكومة دمشــق، واملبرر هو أن سكانها يدعمون املتطرفني، ولكن الغارات تطال املدنيني.

وقال مصطفى شبندة النازح في بالده إلــى محافظة إدلــب "نعــرف الطائرات الروســية والســورية من الصوت التي تصدره" و"هي قدمية وتســتطيع ســماع

صوتها عن بعد.

الطائــرات التركيــة مختلفــة، تظهر فجــأة ومتر ســريعا، ولكنهــا ال تؤذينا فهي تســتهدف األكراد". وعــن الغارات اإلســرائي­لية قال: "بالنســبة للمقاتالت اإلسرائيلي­ة سمعتها مرة في حماة عندما ضربت جيــش بشــار، وتســيطر على أجوائنا وهي مثل النســور التي تفترس األرانب".

وفي معظم شــمال - شــرق ســوريا توســعت الغارات التركيــة التي تربطها أنقــرة بالتفجيــر في مدينة اســطنبول الذي قتل ســتة أشــخاص في األسبوع املاضــي واتهــم بتنفيذه حــزب العمال الكردستاني. وينظر إليها داخل احملافظة الســورية كمقدمــة لهجوم بــري والتي حتــاول أن تربط مدينــة جرابلس ببلدة تل العبيــد. وعززت التوغــالت التركية في الســنوات الثالث املاضية من سيطرة تركيا على املنطقة، مما حقق أهداف تركيا لدفــع األكراد بعيًدا عــن حدودها. ويرى املســؤولو­ن األتراك أن فرع حزب العمال الكردســتا­ني في شمال- شــرق سوريا يعتبر حاضنــة للتمرد الذي قاتلته وعلى مدى أربعة عقود.

وقبل العملية العســكرية التي أوقفتها أنقــرة، عاد الكثيــر من الســوريني إلى املنطقة بعد زيادة احلمــالت املعادية لهم داخــل تركيا. وقــال مســؤول تركي في املنطقة: "نقوم بكنسها اآلن، وحان الوقت لكي تنتهي احلرب".

ولكن الذين شاهدوا احلرب في بدايتها عام 2011 يرون أن النهاية متعلقة مبا يريد حتقيقه املشاركون في احلرب: تركيا التي دعمت وبقوة املعارضة ضد نظام بشــار األسد، روســيا التي دعمت نظام دمشق وإســرائيل التي لعبت دور ضرب أهداف إيران في ســوريا. ونقلت الصحيفة عن لينا اخلطيب، من تشاتام هاوس في لندن "أصبح النزاع في ســوريا نزاع ًا منســي ًا" مضيفة أن "الغارات املســتمرة من تركيا وروســيا وإســرائيل تظهــر أن املصالح اإلقليمية ال تــزال على احملك. وحتاول كل دولة اســتهداف أعدائها ملنعهم من تقوية تأثيرهم في ســوريا". وتضيف "هذا يقدم تذكيرًا بأن الصراع السوري ليس معزوًال وال حربا أهلية املشــارك فيها هو الشعب الســوري فقط. ولعبت املصالح اإلقليمية والدوليــة دائمــًا دورًا فيها واســتمرار القصف التركي والروســي واإلسرائيل­ي هو من أجــل حمايــة مصاحلهــا". وفي شمال- شــرق ســوريا اتهمت املتحدثة باســم قوات حماية الشــعب أو "واي بي جي" ميرفا ســافند تركيــا بأنها هي التي رتبــت تفجير إســطنبول لكــي تصطاد عصفورين بحجر واحــد األول هو املبرر للهجوم علينا والثاني إرســال الالجئني السوريني إلى املناطق التي حتتلها تركيا في شمال سوريا.

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom