األسير العيساوي يواصل اإلضراب انتصارا للشهداء األسرى... واالحتالل يعاقب املعتقلني برفض توفير الدواء ومستلزمات الشتاء

تأجيل محاكمة الصحافية املقدسية ملى غوشة

ال يزال األســير ســامر العيساوي 43( عامــا) من قرية العيســاوية فــي القدس احملتلــة يواصــل إضرابــه املفتــوح عن الطعــام، للمطالبــة باســترداد جثامني الشــهداء، ومن بينهم الشــهداء األسرى الذيــن ارتقــوا فــي ســجون االحتالل، فيمــا أجلت ســلطات االحتــالل محاكمة الصحافية ملى غوشــة للشــهر املقبل، مع اســتمرارها في فرض قيود على األسرى، من بينها حرمانهــم من العالج واحلصول على األغطية واملالبس الشتوية.

ودخــل هذا األســير يومه الـــ 22 في اإلضراب عــن الطعام، رفضــا إلجراءات االحتالل ضد جثامني الشــهداء األسرى، وسبق لهذا األسير أن خاض أطول إضراب عن الطعام استمر فيه ملدة 280 يوما،

وقال نادي األســير إن إدارة ســجون االحتالل تواصل عزل األســير العيساوي في زنازين انفرادية، كعقــاب له من أجل دفعه لفك اإلضراب.

لكن رغم العقوبــات التي فرضت عليه يستمر األسير العيساوي في املعركة التي يريد من خاللها تذكير العالم بهذه القضية املؤملة، التي ال تراعــي فيها دولة االحتالل أي حرمــة للشــهداء، وال لعوائلهم التي حتلم في تسلم جثامينهم لدفنها.

وكانت والدته قد قالت إنها ال تعرف أي جديد بخصوص حالته الصحية، وذكرت فــي مقابلة مــع إذاعة محليــة «لم تصلنا أي معلومات بشــأنه منذ نقله الى سجن النقب، وعدم السماح للمحامي برؤيته».

وذكــرت أن آخر مرة متكنــت فيها من رؤية ســامر كانت قبل حوالى 5 شــهور، معربــة عن قلقهــا وخوفها عليه بســبب إضرابه عن الطعام في ســنوات ســابقة، حيــث امتــد إضرابــه 9 أشــهر متتالية، الفتة إلى أن جســده ال يقوى على خوض التجربة مرة أخرى.

وأشارت إلى أن عائلته تشتاق لرؤيته، وذكــرت أنها عاشــت فترة ســابقة، كان فيها أبناؤها الســتة في املعتقل، الفتة إلى أن ســلطات االحتالل متنع شقيقة األسير شــيرين من مزاولة مهنــة احملاماة، منذ 5 سنوات.

واألسير العيســاوي محكوم بالسجن 30 عامــا، وكان قــد أفرج عنــه في صفقة «وفاء األحرار» وأعــاد االحتالل اعتقاله، كما أعاد بحّقه حكمه الســابق، علمًا بأنه تعرض لعملية قمع بـ «ســجن النقب» في قسم 52، بتاريخ الـ9 من نوفمبر/ تشرين الثاني املاضي.

وبخوض األسرى إضرابات عن الطعام إما رفضا العتقالهم االداري الذي يكون بال تهم، أو للمطالبة بتحسني ظروف اعتقالهم السيئة التي ال تراعي أي قوانني دولية، أو من أجل مناصرة زمالء لهم في األسر.

إلى ذلــك ال تــزال ســلطات االحتالل تفرض العقوبات ضد الكثير من األسرى، عالوة على ممارســتها سياســة «اإلهمال الطبي» بشكل متعمد، ضد املرضى منهم.

وقال نادي األسير إن أجهزة االحتالل، مبا فيها مخابراته، وإدارة املعتقالت تنفذ جرمية بحّق املعتقل اإلدارّي عبد الباسط معطان 48( عاما) الذي يعاني من اإلصابة بالســرطان في القولون، ويواجه تفاقما مستمرا بوضعه الصحي.

وأوضح النادي أن جــزءا من تفاصيل اجلرمية املستمرة بحقه، هو ما يصدر من قرارات عن احملكمة العســكرية لالحتالل بدرجاتهــا اخملتلفــة، حيــث أن محكمة االحتالل وفي قرار سابق لها خفضت األمر اإلدارّي الّصــادر بحّقه من 6 شــهور إلى 4 شــهور، وبعد أن قدمت نيابة االحتالل اســتئنافا علــى القــرار، قبلــت محكمة االســتئنافات طلب النيابة بإعادة الفترة التي مت تخفيضها.

ولفت إلى أن هذا القــرار هو واحد من

بني آالف القرارات التــي تؤكد أن احملكمة العســكرية «مــا هــي إال ذراع خملابرات االحتــالل فقــط، وأنها محكمــة صورية وشــكلية، وأداة لترسيخ جرمية االعتقال اإلداري. وذكر النادي أن إدارة ســجون االحتالل ترفض إدخــال األدوية اخلاصة للمعتقــل معطان، وحتتجــزه في ظروف صعبة، األمر الــذي أدى مؤخرا إلى ظهور أعراض صعبة، منها نزيف متكرر.

وكانت ســلطات االحتــالل، قد أعادت اعتقال معطان إداريا في شهر يوليو/ متوز املاضي، وأصدرت بحقه أمر اعتقال إداري ملدة 6 شــهور، وذلك بعد ثالثة شهور من اإلفراج عنه بعد أن أمضى 6 شــهور رهن االعتقال اإلداري، وخــالل تلك الفترة لم يتلق العالج الالزم، وحتــى بعد اإلفراج عنه لــم تتح له في هــذه الفترة القصيرة متابعة عالجه كما قرر له األطباء، كما أنه كان بحاجة للســفر ملتابعة عالجه، إال أن االحتالل حرمه مجدًدا من فرصة ســفره للعــالج. وحمل نادي األســير ســلطات االحتــالل كامل املســؤولية عــن مصير وحيــاة املعتقل معطان، وكافــة املعتقلني املرضى الذين يواجهــون جرمية اإلهمال الطبي «القتل البطيء».

وال يزال األســير زكريا الزبيدي، أحد األسرى الستة الذين نفذوا عملية الهروب قبــل أكثر من عــام من «ســجن جلبوع» يواجه ظروف عــزل قاســية داخل عزل «سجن عسقالن».

وذكرت هيئة شؤون األسرى أن إدارة الســجون حتتجــز األســير الزبيدي في ظروف إنســانية مقلقة، حيــث تتعمد كل عدة أشهر جتديد قرار العزل بحقه، كجزء من اإلجراءات العقابية التي تنتهجها بحق األسرى الستة الذين جنحوا بالهروب من زنازينه، حيث من املفترض أن ينتهي قرار العزل األخير الصادر بحق الزبيدي خالل شهر مارس/ آذار املقبل.

واألســير الزبيدي 45( عاما) من مخيم جنني، ووالدته وشــقيقه استشهدا خالل االقتحــام الكبير خمليم جنــني عام ،2002 وشــقيقه داوود ارتقى شــهيدا في شهر مايو/ أيار املاضي، وهو عضو في اجمللس الثوري حلركة فتــح، ومدير عام في هيئة األســرى. وفــي ســياق متصــل، أجلت محكمة االحتالل في مدينة القدس، جلسة محاكمة الصحافية املقدســية ملى غوشــة إلى العشــرين من شهر ديســمبر/ كانون األول املقبل، وأبقت على الشــروط ذاتها اخلاصة باحلبــس املنزلي، ومنع االتصال والتواصل.

وكانــت قــوات االحتالل قــد اعتقلت الصحافية غوشــة في الرابع من سبتمبر/

أيلــول املاضي، بعــد أن اقتحمــت منزل عائلتها واعتقلتها، واستولت على هاتفها وحاســوبها. ومددت محكمــة االحتالل اعتقالها عدة مرات، قبل أن تقرر في الثالث عشر من الشهر ذاته اإلفراج عنها، بشرط منعهــا من اســتخدام وســائل التواصل االجتماعي، وحتويلها للحبس املنزلي.

ويواصل االحتــالل اعتقال نحو 4500

أســير فلســطيني، منهم 700 مريض، 40 يعانــون أمراضــا مســتعصية، ومن بني العدد اإلجمالي هناك نساء وأطفال وكبار في الســن، ويشــكي جميعهم من ســوء املعاملة، ومن تعرضهم لإلهانة والتعذيب، فيما هنــاك العديد منهــم محرومون من زيــارة األهل، ويقبع آخــرون في زنازين عزل انفرادي.