Al-Quds Al-Arabi

موريتانيا: الرئيس السابق يعود متحديا واألمن مينع أنصاره من استقباله

بات املعارض رقم 1 وسبق أن أكد أنه سيترشح أو يساند مترشحني

-

نواكشوط- «القدس العربي» من عبد الله مولود:

بالتزامــن مــع إطــاق حــزب «اإلنصاف» احلاكــم فــي موريتانيــ­ا ملوســمه السياســي اســتعدادا لانتخابــا­ت املرتقبــة التــي بــات كل شــيء موجهــا إليها اليــوم، عــاد الرئيس املوريتانـ­ـي الســابق محمــد ولــد عبــد العزيز إلى نواكشــوط بعد أن أمضى شــهرين خارج موريتانيا متجــوال بني بلجيكا وتركيا، وداخل فرنســا التــي توجــه إليهــا مــن قبــل إلجراء فحوصات.

ويتساءل الكل عن القرارات التي سيتخذها الرئيس الســابق بعد عودته: فهل سيدخل في معمعان السياسة وهو القادر بأمواله وخبرته السياســية على قلب املوازين؟ أم إنه سيهادن وهــو الــذي بــات املعــارض رقــم 1 للرئيــس الغزوانــي وفقــا لتصنيفــات خبــراء الشــأن السياسي املوريتاني؟.

يجمــع متابعــو هــذا امللــف علــى أال محيد لدخــول الرئيس الســابق معمعان السياســة، لكــن كل ذلك يتوقف على تعامــل القضاء معه

وهو املوجود على عتبة احملاكمة متهما بقضايا فساد وغسيل أموال.

ولعل ما يعول عليه الرئيس السابق هو أنه ومحاموه متكنوا إلى حد كبير من حتويل ملفه من ملــف قضائي إلى ملف سياســي، وهو ما يعتقد البعض أنه الســبب في وضعية الرئيس الســابق احلالية حيث إنه حر في الســفر وفي جميع التصرفات، وال يتعــرض ألي إزعاج من القضــاء الــذي يبدو أنــه وضع ملفــه في درج االنتظار.

ومع أن الكثيرين كانوا يعتقدون أن الرئيس السابق لن يعود إلى موريتانيا ألن مصيره هو احملاكمة والســجن، فقد عاد الرئيس الســابق للســاحة في ظرف بالغ الدقة وبطريقة حتمل الكثير من الشجاعة والتحدي.

وقــد حــاول الرئيــس الســابق أن يظهــر شــعبيته عبر استقبال شــعبي أعد له أنصاره فــي نواكشــوط لكــن الســلطات حالــت دون ذلــك، وفرضت حراســة مشــددة علــى املطار وعلــى الطريق الرابــط بني املطــار والعاصمة، مانعــة أنصاره مــن التظاهر الســتقبال­ه. وإذا كان امللــف القضائــي للرئيــس الســابق قــد أحيــل للتوثيق، كمــا تدل على ذلــك وضعيته،

فإن توجهه ســيكون مليدان السياسة حيث إنه سبق أن أكد عزمه على ذلك، بل وعلى الترشح خال االســتحقا­قات املنتظــرة أو القيام بدعم مترشــحني لها. ولعــل عودة الرئيس الســابق وتأكيداته بأنه متوجه للسياسة كافية إلزعاج حزب «اإلنصاف» احلاكم.

وتقــول صحيفــة «القلــم» أكبــر صحــف موريتانيــ­ا في تعليــق لها على عــودة الرئيس الســابق: «لقد عاد الرئيس الســابق من رحلته اخلارجية ليشوش على ماكينة احلزب احلاكم التي بدأت التحرك».

وأضافت: «هل ســيتفادى احلزب احلاكم الوقــع فــي فخــاخ الرئيــس الســابق؟ أم إنــه وقع فيها بالفعل حســبما أكدتــه الفيديوهات املتداولــ­ة التي ظهــرت فيها قــوات األمن وهي متنع أنصار الرئيس السابق من استقباله».

وقــد بــذل الرئيس الســابق خــال رحلته السياســية إلــى أوروبــا كل اجلهــد لتعبئــة األنصــار والداعمني، حيــث عقد عــدة لقاءات مــع اجلاليــات املوريتاني­ــة وأجــرى مقابلتني صحافيتــني وعقــد حلفــا مــع حركة املشــعل التي تدعي متثيل األقليات الزجنية املوريتاني­ة وأصــدر فــي النهاية بيانــا يتضمــن انتقادات

لنظام الغزواني والتبشير بالتغيير.

وتضيف صحيفة: «القلم» في حتليلها «بعد أن وجهت للرئيس السابق عشر تهم

تشمل اإلثراء غير املشروع والفساد وسوء اإلدارة، على وجه اخلصوص، يرفض ولد عبد العزيــز االعتــراف بالهزمية ويريــد أن ينصب نفســه معارضًا للنظام إلعطــاء قضيته طابعًا سياسيا».

يذكــر أن غرفــة االتهــام فــي محكمــة االســتئنا­ف بالعاصمــة نواكشــوط، ســبق أن أكــدت منتصــف شــهر ســبتمبر املاضــي، القــرارات الصــادرة عــن قطــب التحقيــق في اجلرائــم االقتصاديـ­ـة، والقاضيــة بإحالــة املتهمني في ملف العشــرية، مبن فيهم الرئيس الســابق محمد ولد عبــد العزيز، إلــى احملكمة اخملتصة.

وفي نهاية شــهر أكتوبر املنصرم، تسلمت احملكمــة العليــا ما يعــرف بـ»ملف العشــرية» للبت في طعــون احملامني ضد قرار اإلحالة إلى محكمة مكافحة الفساد.

وفــي حــال تأكيــد احملكمــة العليــا لقــرار اإلحالة، ســيمهد ذلــك الطريق أمــام محاكمة املشمولني في امللف، مبن فيهم ولد عبد العزيز. الرئيس املوريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom