طهران تعلن مباشرة إنتاج اليورانيوم اخملصب بنسبة %60 في فوردو وسط قلق أمريكي
متظاهرون يستخدمون احلجارة ويتقدمون وسط إطالق نار كثيف في شوارع مدينة جافانرود في كرمانشاه غرب إيران
نــددت األمم املتحــدة، أمــس الثالثــاء، بـ»تشــديد» طهــران ردها علــى التظاهرات مطالبة السلطات اإليرانية بإقرار تعليق فوري لعقوبة اإلعدام. وتزامن ذلك مع إعالن القضاء اإليراني توقيف 40 أجنبيا خالل شهرين بتهمة التورط في «أعمال شغب».
وقال املتحدث باسم مجلس حقوق اإلنسان فــي األمم املتحــدة جيرميي لورنــس، خالل مؤمتر صحافي روتيني في جنيف، إن املفوض الســامي حلقوق اإلنســان «فولكر تورك يرى أن عــدد الوفيــات املتزايد جــراء التظاهرات في إيران، ومــن بينها وفاة طفلــن في نهاية األسبوع، وتشديد رد قوات األمن، يشيران إلى أن الوضع حرج في البلــد». وأضاف: «نطلب بإحلــاح من الســلطات االســتجابة لطلبات املواطنــن علــى صعيــد املســاواة والكرامة واحلقوق بدل اســتخدام قوة غيــر مجدية أو غير متناســبة لقمع التظاهرات». وشدد على أن «غياب احملاســبة في ما يتعلق باالنتهاكات الفاضحة حلقوق اإلنســان في إيــران ال يزال مستمرا ويساهم في الشكاوى املتزايدة».
وبدأت التظاهرات إثر وفاة الشــابة مهسا أميني البالغة 22 عاما في 16 أيلول/ســبتمبر،
بعد أيام من توقيفهــا النتهاكها قواعد اللباس في اجلمهورية اإلسالمية.
وأعلنت املفوضية العليا حلقوق اإلنســان التابعة لــأمم املتحــدة، مقتل أكثــر من شخص بينهم أكثر من أربعن طفلا منذ انطالق التظاهرات، فيما أفادت منظمة حقوق اإلنسان في إيران التي تتخذ في أوسلو مقرا، عن مقتل 873 شخ ًصا بينهم 47 طف ًلا.
وقتــل فــي نهاية األســبوع املاضي ســتة أشــخاص بينهم فتيان في الـ 16 من عمرهما، وفق املفوضية العليا حلقوق اإلنسان.
وذكر املتحــدث أن «متظاهريــن قتلوا في 25 من محافظات إيــران الـ 13، بينهم أكثر من مئة في سيســتان بلوشستان»، مشيرا إلى أن الســلطات اإليرانية أفادت كذلك عن مقتل عدد من عناصر قوات األمن منذ بدء االحتجاجات.
واعتقل آالف املتظاهرين الســلمين وبينهم العديــد مــن النســاء واألطفــال واحملامن والناشــطن والصحافين، بحسب خبراء في حقوق اإلنســان فــي األمم املتحــدة. وأصدر القضاء حتى اآلن ســتة أحــكام باإلعدام على ارتباط بالتظاهرات.
ودعــت املفوضية العليا حلقوق اإلنســان إلى إطالق ســراح «كل املعتقلن على أســاس ممارسة حقوقهم، مبا فيها حق التجمع سلميا،
وإســقاط التهم املوجهة إليهم»، مطالبة إيران كذلك بأن «تصدر فوًرا» تعليًقا لعقوبة اإلعدام. وشدد لورنس على أن املفوضية العليا حلقوق اإلنسان قلقة بشأن خاص حيال ازدياد القمع في املدن الكردية.
وقــال: «ذكــرت مصــادر أن أكثــر من 40 شــخصا قتلوا في مدن كردية خالل األســبوع الفائت. مت نشــر عدد مهم مــن قوات األمن في األيام األخيرة». وأضاف: «هذه الليلة، تلقينا معلومــات مفادها أن قوات األمــن ردت بقوة على االحتجاجات في عدة بلدات كردية بشكل أساسي، مبا فيها جوانرود وسقز».
تعتبــر األمم املتحدة أن رفض الســلطات اإليرانية إعــادة جثث القتلى إلــى عائالتهم «مقلق جًدا»، باإلضافــة إلى أنه «يجعل إعادة اجلثث خاضعة لشــرط عدم حتدث العائالت إلى وســائل اإلعــالم أو املوافقــة على تقدمي نسخة خاطئة عن سبب الوفاة».
وفي األثنــاء، قال املتحدث باســم القضاء اإليراني، مسعود ستايشي: «مت توقيف أربعن أجنبيا متورطن في أعمال الشــغب األخيرة»، من دون أن يحــدد جنســيتهم أو متى أوقفوا ومكان توقيفهم.
ونقل موقــع «ميزان» عن ستايشــي قوله: «اجلاسوســان الفرنســيان املوقوفان ما زاال
رهــن االحتجــاز والقضية في مرحلــة القرار النهائي». ولــم يذكر موعًدا محــدًدا من دون اإلشارة إلى محاكمة محتملة.
وأوقفــت سيســيل كوهلر، وهي مدرســة ونقابيــة، ورفيقها جــاك باري مطلــع أيار/ مايو خالل زيارة ســياحية في إيــران و»هما محتجــزان منــذ ذلــك احلــن فــي احلبس االنفــرادي»، وفقــا ملصادر نقابية فرنســية. ومطلع تشرين األول/أكتوبر، نشر التلفزيون اإليراني الرســمي ما قــال إنــه «اعترافات» للفرنسين بالتجسس. وسارعت باريس إلى التنديد بهذه اخلطوة، معتبرة أنها «مسرحية غير الئقة ومثيرة لالشــمئزاز»، وأشارت إلى أن املوقوَفن الفرنسـَّـين في إيــران يعتبران «رهينتي دولة».
وفي مطلــع تشــرين األول/أكتوبر، أعلنت الســلطات اإليرانية توقيف تسعة أجانب من بولندا وإيطاليا وفرنســا علــى نحو خاص، واتهمتهم بأنهم علــى صلة بحركة االحتجاج. ونقلت وكالة األنباء القضائية ميزان أونالين عن ستايشــي أيضــا أنه حتــى اآلن «صدرت أحكامبحق شخصا»متهمنبالتورطفي «أعمال الشغب» في إيران. ولم يحدد األحكام الصــادرة التي ميكن اســتئنافها أمام احملكمة العليا.
بعد نحو عام مــن االنســحاب األمريكي، بدأت إيــران بالتراجع تدريجيــا عن غالبيــة التزاماتها األساســية مبوجب االتفاق. وأعادت تشغيل مجمع فوردو املقام حتت األرض والواقع على مســافة 180 كلــم جنوب طهران فــي 2019 ومت تعديلــه مؤخرا لزيادة كفاءته.
في كانــون الثاني/يناير ،2021 أعلنت إيران بدء تخضيب اليورانيوم بنسبة 20 في مجمع فوردو. وفي نيســان/أبريل مــن العام نفســه، أعلنت بدء تخصيب اليورانيوم بنســبة 60 في مجمع نطنز (وسط).
وُبنــي مجّمع فوردو حتــت األرض، في محاولة حلمايتــه من الضربات اجلويــة أو الصاروخية من قبل أعداء إيران.
وأشــرفت الوكالة الدولية للطاقــة الذرية على تنفيذ اتفاق العــام ،2015 لكن العالقات بن الوكالة األمميــة وإيران تراجعت بشــكل حاد في األشــهر األخيــرة. وتبنى مجلس حــكام الوكالــة الدولية للطاقــة الذرية اخلميــس قرارا ينتقــد إيران لعدم تعاونها. وأعلنــت إيران ليل األحــد أنها بدأت في اتخــاذ إجــراءات ردا علــى ذلك، لكنهــا لم حتدد ماهيتها.
وقال املتحدث باســم وزارة اخلارجية اإليرانية ناصر كنعانــي: «ردا علــى اإلجــراء األخير الذي اتخذته ثــالث دول أوروبية والواليات املتحدة عبر تب ّني قرار ضــ ّد إيران، اتخذت منظمة الطاقة الذرية اإليرانية بعــض اإلجراءات األوليــة». وأضاف أن «تنفيذ هــذه اإلجراءات حتقق اليــوم خالل وجود مفتشــي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في مجمعي التخصيب في نطنز وفوردو».
وذكرت وكالة إســنا من جهة أخــرى أن «منظمة الطاقة الذريــة قامت بخطوة ثانيــة بإعادة النظر في سلســلتن من أجهزة الطرد املركزي من طرازي أي أر- 2 إم وأي أر-4 في موقــع نطنز وضخ الغاز فيهما»، إضافة إلى «حتضير سلســلتن أخرين من هذه األجهزة لضخ الغاز فيهما».
وفي تقرير صدر في وقت ســابق من هذا الشهر، لفتــت الوكالــة الدوليــة للطاقــة الذريــة إلى إن مخزون إيران مــن اليورانيوم اخملصب بلغ 3673.7 كيلوغراما حتى 22 تشرين األول/أكتوبر، بانخفاض 267.2 كيلوغراما عن التقرير الفصلي األخير.
ويشــمل هــذا اخملــزون 386.4 كيلوغرامــا من اليورانيوم اخملصب بنسبة %20 و 62.2 كيلوغراما مــن اليورانيوم اخملصب بنســبة .%60 وتشــكو الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أن قدرة مفتشيها على مراقبة األنشــطة النوويــة اإليرانية املتزايدة تعوقها القيود التي تفرضها إيران.