Al-Quds Al-Arabi

أوكرانيا: موسكو تتهم كييف بقصف محطة زابوريجيا و3 قتلى في بيلغورود احلدودية بقصف أوكراني

شولتس: اإلخفاقات الروسية األخيرة قد تؤدي إلى تصعيد جديد

-

قالت وزارة الدفاع الروســية، أمس الثالثاء، إن منطقة محطــة زابوريجيا للطاقة النووية فــي أوكرانيا تعرضت للقصف مجددًا، وفقًا لوكالة "إنترفاكس" الروسية لألنباء. وقال املتحدث باســم الوزارة ايغور كوناشينكوف، إنه مت إطالق ثماني قذائف من العيــار الكبير، االثنني، وهو يوم التفتيش اخلاص من جانب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، على جزء صناعي من محطة الطاقة النووية.

وال ميكن التحقق من هذه املعلومات بشكل مستقل. ولم يقل كوناشينكوف بشــكل محدد متى مت قصف املصنع، إال أنه أشار فقط إلى أن اإلشعاع ال يزال طبيعيا.

إلى ذلك، دعا متحدث الكرملني دميتري بيســكوف، في مؤمتر صحافي، كييف إلــى "وقف قصف احملطة النووية"، مؤكد ًا أن تلك املمارسات "تخلف تهديد ًا نووي ًا وبيئي ًا".

وتأتي تصريحات املسؤول الروسي رغم استمرار تبادل االتهامات بني اجلانبني، حيث يزعم كل طرف بأن اآلخر هو من يقصف احملطة النووية األكبر في أوروبا. وفي السياق، أشــار بيســكوف إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية "ال متتلك ســلطة" حتديد هوية أو تسمية من يقومون بقصف محطة زابوريجيا.

وقــال: "عنــد احلديث عــن املنطقة األمنيــة، يجب أال نتحدث إال عــن الذين يقصفــون هذه احملطــة. من ميثل تهديدا؟ التهديد يتمثل في الذين يقصفونها".

وتعرضت محطــة زابوريجيــ­ا للطاقــة النووية التي استولت عليها روسيا بعد فترة وجيزة من غزوها أوكرانيا في 24 فبراير/ شــباط لقصف مطلع األسبوع، مما أدى إلى جتدد دعوات الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلنشاء منطقة حماية حولها ملنع وقوع كارثة نووية. وقال بيســكوف إن روســيا ســتواصل احملادثات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وقبل الغزو الروســي، كانت احملطــة توفر نحو خمس كهرباء أوكرانيا واضطرت للعمل مبولدات احتياطية مرات كثيرة.

3 قتلى مبنطقة روسية

وفي األثناء، أودت انفجارات بحياة ثالثة أشخاص في منطقة بيلغورود الروسية املتاخمة ألوكرانيا، على ما ذكر الثالثاء حاكم هذه املنطقة. وقال فياتشيسالف غالدكوف، حاكم منطقة بيلغــورود، على تلغرام، إن امرأة لقت حتفها إثــر تعرضها لصدمة دماغية خالل قصف في شــيبيكينو، عمال يقومون بتركيب هياكل دفاعية بالقرب من احلدود مع أوكرانيا في منطقة بيلغورود

وهي بلدة تبعد ثمانية كيلومتــرا­ت عن أوكرانيا. وأضاف أن شــخصني قتال في انفجــار "ذخيرة مجهولــة" بقرية ستاروســيل­ي احملاذيــة ألوكرانيــ­ا، حيث تســري حالة الطوارئ منذ 27 تشرين األول/أكتوبر، بحسب احلاكم.

وتتعرض البلــدات والبنى التحتية في املنطقة بانتظام للقصف، وغالبــًا ما يكون داميًا، وتنســبه موســكو إلى اجليش األوكراني. كما استهدفت عاصمة املنطقة، واسمها بيلغورود أيضا، بضربات مباشرة مرات عدة.

وأشــار احلاكم، االثنني، إلى خطوط دفاعية قيد البناء على احلــدود، دون أن يحدد مســافتها أو موقعها. ونقلت

وكالة "تاس" الروســية لألنباء عنه قوله: "منذ نيســان/ أبريل، نعمل بجــد على حتصني حدودنــا" مضيفا أن هذا العمــل يتم "علــى نطاق واســع" دون الكشــف عن مزيد من التفاصيل لتجنب افشــاء معلومات، وفقــا له، للعدو األوكراني.

ونشــر احملافظ، الثالثاء، صــورا تظهــره وهو يتفقد املوقع. وتبدو فيها رافعة تقوم بوضع أهرامات إســمنتية مضادة للدبابات على طول طريق وحفارة حتفر.

في األسبوع املاضي، أعلنت روسيا عن بناء حتصينات في شبه جزيرة القرم التي ضمتها.

وأمر رئيس مجموعة فاغنر شــبه العســكرية الروسي يفغيني بريغوجــني، اجلمعة، ببناء خطــوط دفاعية في منطقتي بيلغورود وكورسك الروسيتني، وكذلك في منطقة لوغانسك التي حتتلها موسكو في شرق أوكرانيا.

وقال حاكــم إقليمي عينته روســيا إنه جــرى تفعيل الدفاعات اجلوية في مدينة سيفاســتوب­ول بشبه جزيرة القرم، الثالثاء، وأنها أسقطت طائرتني مسيرتني.

وسيفاســتو­بول هي املقر الرئيســي ألســطول روسيا في البحر األســود. وألقت موســكو باللوم على أوكرانيا في هجوم على امليناء باســتخدام طائرات مســيرة جوية

وبحريــة في نهاية أكتوبر/ تشــرين األول. وردا على ذلك علقت روســيا لفترة وجيزة مشــاركتها في اتفاق لتسهيل تصدير احلبوب األوكرانية عبر موانئ البحر األسود.

ميناء نوفوروسيسك الروسي

إلى ذلك، أشارت وزارة الدفاع البريطانية، في حتديثها االســتخبا­ري اليومي عن حرب أوكرانيــا، أمس الثالثاء، إلى تقارير إعالمية روســية وأوكرانية بأن "هجوما" وقع يوم 18 تشــرين الثاني/نوفمبر اجلاري على محطة نفطية تقع بالقرب من القاعدة البحرية الروسية. وقالت الوزارة إن "التفاصيل الكاملة بشــأن هذا احلادث لم تتضح بعد". وأضافت لنــدن: "مع ذلك، فإن أي عــرض لقدرة أوكرانية على تهديد نوفورسيســ­ك ســيمثل، على األرجح، حتديا اســتراتيج­يًا إضافيًا لـ"سطول البحر األســود". كما أنه ســيقوض النفوذ البحري الروســي املنخفض بالفعل في البحر األسود".

وذكــرت وســائل إعــالم أن طائــرة أوكرانيــة بدون طيــار هاجمت على األرجــح محطة تابعة لشــركة النفط "ترانسنيفت" ليلة 17-18 تشــرين الثاني/نوفمبر. ونفت الشركة هذه التقارير. واعتبر التقرير البريطاني أن حقيقة أن هذا املينــاء أصبح اآلن في مرمى األوكرانين­ي أيضا متثل تهديدا لسفن اإلنزال الروسية املتمركزة هناك.

من ناحية أخرى، أدان برملان موسكو، الثالثاء، ما تردد بشأن حادث إطالق نار على جنود روس أثناء قيام القوات األوكرانية بأسرهم. وطالب نواب مجلس الدوما الروسي برملانات الدول األخرى باملشــارك­ة في اإلدانة، واملساعدة في تقدمي املسؤولني عما حدث إلى العدالة.

وجــاء في البيان الصــادر عن مجلــس الدوما ونقلته وكالــة أنباء تاس، أن مقتل اجلنود يعــد "انتهاك ًا صارخ ًا" من جانب أوكرانيا، للقانون اإلنســاني الدولي والتفاقية جنيف بشأن معاملة أسرى احلرب.

ومــن جانبها، حتدثــت أوكرانيا عن عمــل للدفاع عن النفس، حيث قــام أحد اجلنود الروس فجــأة بفتح النار بدال من االســتلقا­ء على األرض إلى جانــب رفاقه. وأعلن مكتب حقوق اإلنسان التابع لألمم املتحدة عن فتح حتقيق في األمر. وفي ســياق آخر، اعتبر املستشار األملاني أوالف شولتس، أمس، أثناء مؤمتر في برلني استضافته صحيفة زوديتشه تســايتونغ: "في ضوء تطور احلرب وإخفاقات روســيا الواضحة واملتنامية... ال بد أن نكون مســتعدين لتصعيــد". وأضــاف أن التصعيد ميكن أن يشــمل تدمير البنية التحتية.

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom