Al-Quds Al-Arabi

رحيل الفنان روميو حلود أحد أعمدة مهرجانات لبنان

-

بيروت - «القدس العربي» من ناديا الياس:

يتســاقط كبار الفنانني اللبنانيــ­ني كأوراق اخلريف، وآخرهم اليــوم أحد أعمدة مهرجانات بعلبــك الفنان القدير روميو حلــود، الذي غيبه املوت عــن عمر 92 عام ًا تارك ًا خلفــه رصيد ًا فني ًا زاخرا ومســرحيات غنيــة بالفولكلور والتراث اللبناني ترسخت في وجدان اللبنانيني والعرب على مــدى ســنوات، إضافة إلــى أغنيات ملعت بصوت الفنانة الراحلة ســلوى القطريب شقيقة زوجته ألكســندرا، بينها «خدني معك»، «شــو في خلف البحر خبريات»، «بكرا بتشــرق شمس العيد»، و»اسمك بقلبي».

والراحــل روميو حلود مــن مواليد 22 كانون الثاني/ينايــر 1930 وهو متحدر من قرية حبالني في قضاء جبيل، تزوج من السيدة ليليان بوالن، وله منها ابنتان، ثم تــزوج ثانية بعد وفاتها من السيدة ألكسندرا قطريب.

التحــق بجامعة «موزار» لدراســة هندســة الديكور، لكن عشقه للمسرح ولألوبرا دفعه إلى متابعة الدروس في علم املســرح أو مبا يســمى بـ»سينوغرافي ميكانيك» في معهد مونتكامودز­و في ايطاليا.

وبدأت رحلتــه املهنية احلقيقية عــام ،1964 عندما طلبت منه جلنــة مهرجانات بعلبك إعداد أوبريــت غنائي ضمــن إطار برنامجهــا «ليالي لبنان». وفي عــام 1969 دعي لتقدمي عروضه في صالة أوملبيا الشهيرة.

ويعتبر روميو حلود اخملــرج العربي الوحيد الذي دعي إلى حفل تتويج شاه إيران، كما انفرد بالذهاب إلى بروكســل بدعوة من البالط امللكي، ليقدم حفلة في مسرح الفنون اجلميلة.

وفي لبنان، كان روميو أول من أطلق «املسرح الدائم»، وذلك باالستعراض الكبير «موال» الذي عرض على مدى 11 شهرًا.

ونال جوائز وأوســمة عدة منها وســام األرز الوطني برتبة ضابــط والذي قلده إياه الرئيس الياس الهراوي سنة .1995

وقد ضجت مواقع التواصل االجتماعي بصور الراحل وبعبارات األسى على غيابه، ونعى نقيب محــرري الصحافة اللبنانية جــوزف القصيفي الفنــان حلود، وقال: «أغمــض روميو عينيه في ذكرى االستقالل، وقلبه مثقل باحلزن، على وطن أبدع في اإلضاءة على تراثه، فكان أغنيته الدائمة كلمــة، حلنًا، صوتــًا، اداء، ومســرح ابداعاته، متألقًا، أنيقًا، في الزمن اجلميل الذي نســتعيده في الذاكرة صورا زاهية، هيهات أن تتكرر».

وأضــاف «إلــى دوحــة مبدعــني، مثقفني، انتســب، ومن عائلة عرف عنها شــغفها بكل ما هو كتابــة وفن وجمال، مــن الزميلــة الراحلة ألني إحدى رائدات الصحافــة الفرنكوفون­ية في لبنان ســحابة نصف قرن ويزيــد، إلى مصممة االزياء ذات الشــهرة العاملية بابو حلود سعاده، إلى الفنانة نــاي، فناهي املنتج ألعمال شــقيقه املســرحية التي اضاءت ليالــي بعلبك وجبيل، وســواها من املناطــق، وبلغت تخــوم العاملية. معه أشرقت ســلوى القطريب، وامتعت بصوتها املرنــان، وحلقت بعيــدا إلى فضــاءات الروح املتوثبة. عدا العشــرات من الفنانات والفنانني، الذين صقل مواهبهم وأطلقهم يشــقون طريقهم إلى النجومية».

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom