السلطة تعيد جثة شاب درزّي حتفظ عليها ناشطون لإلفراج عن جثامني شهداء

جماهير نابلس تشيع شهيدين أحدهما من «عرين األسود»

من وديع عواودة وسعيد أبو العال:

جنحت مبادرات القيادات الفلســطينية في مناطق 48 والضفة الغربية ومن مجمل التوجهات السياسية، وكذلك األجهــزة األمنية الفلســطينية، بتوجيهــات من الرئيس محمود عباس، بتجنب أزمة فلســطينية داخلية حقيقية، تســبب فيها اختطاف جثة شــاب درزي مــن قبل كتائب مســلحة من مستشفى في جنني توفي بحادث سيارة، ظنا منهم أنــه يعمل مع وحدة املســتعربني، ملبادلتها بجثامني الشهداء احملتجزة لدى االحتالل.

وأفشــلت هذه اجلهود محاوالت االحتالل الســتغالل هذه األزمة سياســيا وأمنيا، وأوقفــت تهديدات االحتالل بفرض حصار أمني واقتصادي وجتاري على جنني شمال الضفــة الغربية. وفي نابلس شــيعت جماهير احملافظة جثماني الشــهيدين محمد حرز الله، املقاتل في مجموعة "عرين األسود"، ومحمد هشــام محمد أبو كشك، اللذين استشــهدا متأثرين بإصابتهما برصاص قوات االحتالل اإلسرائيلي.

وكان جثمان الشــهيد حرز الله امللقــب بأبو حمدي قد انطلق مســاء أول من أمس من املستشفى االستشاري في مدينة رام الله بحضور مئــات املواطنني، بعد اإلعالن عن رحيله متأثرا بجروحه البالغة التي أصيب فيها في معركة حارة الياســمينة في الرابع والعشــرين من يوليو/ متوز املاضي.

ووصل اجلثمان إلى مدينة نابلس في ســاعة متأخرة من الليــل، حيث حمل على األكتاف وطاف به املشــيعون الغاضبــون في دوار املدينة ومن ثم دخلــوا به إلى منزله في حي حارة القريون وســط البلــدة القدمية التي كانت مســرحا ملعارك عنيفة بني قوات االحتــالل ومقاتلني من جماعة العرين.

وصباحا، انطلق موكب التشــييع من أمام مستشــفى رفيديا، وجاب املشيعون فيه شوارع املدينة ثم اجتهوا إلى دوار نابلس ومن ثم حمل إلى املقبرة الشرقية.

وشــارك في موكــب التشــييع الــذي رفع فيــه علم العرين إلى جانب أعالم فلســطينية مقاومون مســلحون وشــخصيات فصائلية ووطنية، وســط هتافــات منددة بجرائم االحتــالل، ومطالبة بالرد وتصعيد أعمال املقاومة في وجه االحتالل.