قرار أممي بفتح حتقيق حول قمع االحتجاجات في إيران

ق ّرر مجلس حقوق اإلنســان التابع لألمم امل ّتحدة، أمس اخلميس، فتــح حتقيق دولي حول قمع االحتجاجات التي أشعلتها وفاة الشــابة مهسا أميني في إيران، وذلك بهدف جمع أدّلة حــول االنتهاكات التي ارتكبــت متهيدًا ملالحقة محتملة للمسؤولني عنها.

ومشروع قرار إرســال جلنة حتقيق إلى إيران كانت قد قّدمته أملانيا وآيســلندا، ومت إقراره بتأييد 25 دولة عضو ًا واعتــراض ســت دول (أرمينيا، الصني، كوبــا، إريتريا، باكســتان، فنزويال)، وامتنعت 16 دولة عن التصويت من بينها دولة قطر.

وخالل مناقشة مشــروع القرار، أطلق املفوض السامي حلقوق اإلنســان فولكر تورك الذي لم يتلــَق بعد رّدًا من طهران على طلبه لزيارتها، نداء إلى اجلمهورية اإلسالمية

ناشــدها فيه "وقف االســتخدام غير املفيد وغير املتكافئ للقوة" ضــّد املتظاهرين. وقال تــورك إّن "الوضع الراهن ال يحتمل"، مشــددا علــى "ضرورة أن تســتمع احلكومة إلى الشــعب وأن تنصت إلى ما يقول وتنخرط في عملية إصالحية ألن التغيير حتمي".

وخالل اجللســة قالت السفيرة األمريكية ميشيل تيلور إن "الشعب اإليراني يطالب بشيء بسيط للغاية، وهو أمر يعتبره معظمنا مفروغًا منه: القدرة على التحّدث وعلى أن ُيسمع"، وذلك فيما كان أعضاء في الوفد األمريكي يلّوحون بصور وأسماء لضحايا القمع.

ورحبت منظمة العفو الدولية بـــ "قرار تاريخي"، فيما قالت لوسي مكيرنان املسؤولة في منظمة "هيومن رايتس ووتش" إّن قرار اجمللس "خطوة مرّحب بها".

فــي املقابل، رفضت ممثلــة احلكومــة اإليرانية جميع االتهامات، وهاجمت أملانيا بصفة خاصة، وقالت إن أملانيا تنتهك حقوق اإلنســان اخلاصة باإليرانيني، بالتعاون مع دول أخرى من خــالل العقوبات التي فرضت على طهران، وأضافت أن وضع النساء في إيران في أفضل حال، وأنهن يتمتعن بالفرص الوظيفية ذاتها في كل مكان.

وأعلنت الصــني وفنزويال وكوبا دعمهــا إليران، ودعا الســفير الصيني شني شــو خالل اجللســة إلى "احلوار والتعاون لتعزيز وحماية حقوق اإلنسان".

وحاولت الصــني متريــر تعديل علــى االقتراح في اجمللس حيث كانت تسعى إللغاء الفقرة الرئيسية التي تشــير إلى حتقيق جديد في قمع إيــران لالحتجاجات الشعبية. وأبلغ مبعوث الصني اجمللس قبل وقت قصير مــن التصويت املقــرر أن االقتراح الذي تقــوده أملانيا "ينتقــد (طهران) بصــورة مبالغ فيهــا". وأضاف "من الواضح أن ذلك لن يســاعد في حل املشكلة"، داعيا إلى حذف فقرة رئيسية منه.