«الغارديان»: أداء الفرق العربية في املونديال وحد املنطقة
فيما الغرب يواصل وصف املناسبة باملثيرة للجدل
لندن «القدسالعربي» من إبراهيم درويش:
نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا ملراسلها في الشــرق األوسط مارتن شــولوف قال فيه إن أداء املنتخبــات العربية في افتتاح نهائيات كأس العالــم 2022 فــي قطر غير املــزاج العام وبخاصة من منافســي قطر فــي اخلليج الذين رفضــوا حتى بدايــة املباريات مشــاركتها في نشوتها.
وقال: "قبل أكبر مناسبة يستضيفها الشرق األوسط، كانت هناك قلة من دول املنطقة راغبة في املشــاركة في الفرحة"، وبعدما أنهت الدولة املضيفة استعداداتها للمنافسات كان هناك نوع من البهجة املبطنة من أن االستعدادات لم تكن مكتملة، قاعات مليئة باحلفر وغرف أســعارها عالية ومطار غير قادر على التعامل مع احلشود وقــرار أخير مبنع شــرب البيرة فــي املالعب، وكلها قوبلت بابتسامات فيها نوع من التشفي مــن بعض املواطنــن في دول اخلليــج الذين رفضوا املشاركة في فرحة االستعدادات.
وبعــد أربعــة أيام مــن العــرض الكروي الذي قدمت فيه املنتخبــات العربية أداًء جيدًا وبخاصة الســعودية وأدائها الذي جاء خارج التوقعات بفوز منتخبها على األرجنتن، عادت احلياة إلى كأس العالــم واحتضنه العرب من املغرب إلى اإلمارات، وإن بشــكل متأخر حيث أصبح فرحة للجميع.
وقال صــالح العليمــي، رجــل األعمال من جدة "قبل وقــت كنا على عداء مع قطر" و"أغلق مجالهم اجلوي ومنعت التجارة معهم ولم تكن هناك عالقات دبلوماسية"، في إشارة للمقاطعة التــي فرضتها الدول اجلارة لقطر واســتمرت ثالثــة أعوام. وأضاف "أغلق كل شــيء ولم نر القطرين ملدة خمسة أعوام" و "لكن هذه األمور باتت مــن املاضي" و "كــرة القدم هــي املعدل األعظــم". ففي دبــي التي تبعد نصف ســاعة
بالطائرة عن قطر لم تكن هناك أي إشارة حول قرب افتتــاح كأس العالم، لكــن مقاهيها على طول شارع محمد بن راشد كانت يوم األربعاء تضج باحلياة بعد هزمية اليابان ألملانيا وقبلها بيوم بعد انتصار السعودية الذي ال ينسى.
ويعلــق الكاتب بأن التنافس السياســي لم يكن بعيدا عن الطريقة التــي نظرت فيها دول اخلليج لفوز قطر بحق تنظيــم مباريات كأس العالم وكانت مركزية في نظرتها املترددة. ونقل الكاتب عن مســؤول إماراتي قولــه: "مجلس السعودية تتألق أمام األرجنتني وتهزمها... واملغرب يتعادل مع كرواتيا
التعــاون اخلليجي هــو حفنة مــن أبناء العم املتناحرين والذين ال يحبون بعضهم البعض"، مضيفًا "لكن كرة القدم أعطتنا ســببًا للتوافق ولو لفترة قصيرة".
وفــي الكويــت، العضو اآلخر فــي مجلس التعــاون، فقــد كان هناك مديح واســع ألداء السعودية واملغرب وتونس، وأحيانا رضا عن هزمية إنكلترا إليران، بل ونوع من احلسد حول استضافة قطر للمناسبة. وكتب مشجع كويتي على إنســتغرام "الله يبارك فيهم ويســاعدنا،
فليس لدينــا إجنازات لكي نحتفــل بها" وقال آخر: "أقســم بأننــا نتعرض لإلزعــاج من كل دول اخلليج" و"لديهم التزام للكرة واملشجعن ونحن أكبر قاعدة دعم في املنطقة".
وبعد انتصارهــا التاريخي على االرجنتن، أصبحــت الســعودية تقف وراء هــذا احلدث الرياضــي بالكامل، حيث شــوهد األمير محمد يصلــي ويعانق أقاربــه بعد املباراة ووشــح األمير متيــم بن حمــد آل ثاني نفســه بالعلم الســعودي، وهي لفتة لم يكن أحد يتخيلها في
أثناء األزمة السياسية السابقة، ونالت إعجابا على منصات التواصل االجتماعي "في منطقتنا، الكرامة الشخصية لها أهمية قصوى وميكن ألن يكون لهــذه اللفتات تداعيــات تاريخية"، كما كتبت الطالبة نوف آل سعود في الرياض.
ويعلــق الكاتب بــأن تبني ســكان املنطقة األعــداء واألصدقــاء للمباريــات يتناقــض مــع ردود الفعل فــي بريطانيا وبقيــة الدول األوروبية، حيث مت التركيــز على معاملة قطر للعمالــة الوافدة التي بنت املالعب واملســاكن
للمناســبة إلى جانــب للتركيز علــى موضوع املثليــن أو أل جي بي تي. ولــم يهتم أحد بهذه االنتقادات في منطقــة اخلليج التي بنيت على أكتاف العمال الوافدين ويحظر فيها املثليون.
وقال أحمد فخــرو، رجل األعمال البحريني "دعونا نركز علــى الرياضة" و "لنترك القضايا الثقافية ليــوم آخر، وعندما مت منح املناســبة كانت املواقف االجتماعيــة للمضيف معروفة، والقيم التــي كانــوا يدافعون عنهــا هي قيم املنطقة".
وتعامــل القطريــون مــع التمحيص الذي تعرض له بلدهم من خــالل إطار العنصرية أو كجزء من حملــة عدوانية من أعــداء أجانب. وقال رجل أعمال فــي قطاع الغاز "مت التخطيط لها بشــكل منظم" و"نريد احلفاظ على أسلوب حياتنا وملاذا الكراهية لنا لهذا؟ هل تعتقد أنه ال توجد انتهاكات في أوروبا؟".
وقالــت مباركــة املــري، ســيدة األعمــال والناشــطة في الدوحة "نعــرف أن اإلعالم هو واحــد مــن األدوات املســتخدمة للتأثير على الناس، إنها مثل احلرب، وأنت لســت بحاجة الستخدام السالح ومهاجمة الدول أو اإلضرار بها، تريد اإلعالم".
وقال الشــاب محمد القصبــي، املتخرج من جامعة الدوحــة "ما الحظته هو وجود منطيات لدى البعض عــن دول اخلليــج وبعضها غير صحيح". وهو ينظر إلى جانب إيجابي للحملة "فعندمــا يــرى اإلعــالم األوروبــي والغربي للمناسبة بأنها فشل، ولكنها ناجحة، فسيعجب اجلميع، ولو كانت توقعاتهم متدنية فمن السهل إقناعهم".
وفي خــارج املنطقة تصور املناســبة بأنها األكثــر جــدال ويتهــم املنظمــون بتجاهلهم تعليمات فيفا مبنــع التمييز ومنح املســاواة. ومتت مصادرة أعالم املثلين وأوشــحة قوس قزح. وقال مشــجع إماراتي في دبي "هذا صدام في القيم" و"علينــا التحرك بعيدا عنه وآمل أن نتذكر صدام الفرق أكثر".