«دايلي تلغراف»: أموال الدعم البريطاني ألفغانستان استخدمت لتمويل فساد قوات األمن

نشــرت صحيفة "دايلي تلغراف" تقريرا عن الدعم البريطاني للحكومة األفغانية الســابقة وقواتهــا األمنيــة، وقالت فيه إن املســاعدات دعمت "فساد ووحشية الشرطة".

وفي تقرير أعده دانيال مارتن أشار فيه إلى نتائج حتقيق الهيئة املســتقلة ألثر املساعدات قالت فيه إن مئات املالين التي قدمتها بريطانيا تعبر عن غياب رؤية حول بناء دولة حديثة قبل سيطرة طالبان على احلكم مرة ثانية. ومنحت الهيئة برنامج املساعدات تصنيف "كهرمانيأحمر". ووجدت أن التزام بريطانيا بالشــراكة مــع الواليات املتحدة أدى إلــى خيارات فقيرة حول كيفية اســتخدام املساعدات البريطانية.

وطرحت الهيئة أســئلة حول اســتخدام 252 مليون كمســاعدات لتمويل عمليــات مكافحة التمرد.

وجاء فــي تقرير الهيئــة إن بعض االموال استخدمت في متويل "فساد الشرطة واالبتزاز واالعتقال التعســفي والتعذيب والقتل خارج القانون". وقالت الهيئة إن أموال املســاعدات البريطانيــة اســتخدمت فــي الفســاد وعلى مستويات عليا من احلكومة. وأضافت أن قرار مترير املســاعدات من خالل احلكومة املركزية األفغانية وعلى حســاب الواليات واحلكومات احمللية، أسهم بتقوية املركز ومتكن الفساد.

لكن الهيئة أشــارت إلى اســتخدام األموال بشكل جيد على مشــاريع للمرأة واألطفال مثل حتسن التعليم وتخفيض معدالت الوفيات بن األطفال. وقال ســير هيو، مدير الهيئة "اجلالء الدولي من أفغانستان علم نهاية واحد من أكثر املشــاريع الطموحة التي قامت بهــا بريطانيا على اإلطالق". مضيفا "من الواضح أن اجلهود املهمة التي بذلها العاملــون على برامج الدعم البريطاني تركــت أثرها املهم علــى الكثير من أبناء الشــعب األفغانــي، مبن فيهم النســاء والفتيات".

وعلق قائــال "لكن الطريقــة التي مضت بها بريطانيــا لتحقيق هدفها الرئيســي وهو بناء دولة أفغانية قابلة للحياة احتوت على عيوب أسهمت في الفشل النهائي، وهناك أسئلة حول اســتخدام املــال البريطاني لتمويــل عمليات مكافحة التمرد". و"من غيــر الواضح إن كانت املكاســب التي حققها برنامج الدعم البريطاني

وزيــادة التعليــم وتخفيــض نســب وفيات األطفال، ستستمر في ظل حكم طالبان. وهناك دروس يجب تعلمها واستخدامها إلرشاد جهود حتقيق استقرار ومبادرات بناء الدول".

وذكر التقرير أن مال الدعم البريطاني ما كان يجب استخدامه لتمويل الشــرطة والوكاالت األمنية األخرى للقيام بنشــاطات عســكرية، نظرا خملاطر التســبب بأذى. وقالت إن أي دعم لألمــن املدني يجب أن يركز علــى توفير األمن والعدالة للناس. وأشــار التقرير جلهود وقف دعم القوى األمنية لكنهــا وجدت معارضة من "مستويات عليا" في احلكومة البريطانية.

ومنــذ عــام 2001 بلــغ حجم املســاعدات البريطانية 3.5 مليار جنيه استرليني، وأجبرت بريطانيا والواليات املتحدة على االنسحاب في آب/أغسطس .2021

ووجد التقرير أن ســرقة األسلحة واملعدات كان "مستشــريا" إلــى جانب وجــود "ضباط وهمين" فــي قوائــم موظفي الشــرطة. وفي التقييم األمني البريطاني لعام 2020 كشف فيه عــن تقارير عن قوة شــرطة ارتكبت انتهاكات حقوق إنسان، مبا فيه الضرب والقوة املفرطة أثناء االعتقال واالعتقال التعسفي.

وأشــار التقرير البريطاني إلى تقرير وزارة اخلارجية األمريكية الذي قال إن قوى الشرطة اتهمــت بالتورط فــي جتنيد أطفــال من أجل انتهاكهم جنســيا. وتعرض األطفال التهامات "جرائم أخالقية" لو اشــتكوا للشرطة. وتتبع الهيئة جلنة التنمية الدولية في مجلس العموم ويترأسها النائب احملافظ ريتشارد بيكون.

وقال إنه يجب الثناء على عمال املساعدات في أفغانســتان للجهود التي قاموا بها وعملهم على برامــج بعينها، إال أن "النجاح طويل األمد لبرنامج املســاعدة البريطاني في أفغانستان مشكوك فيه بسبب الفشل بتأمن دولة أفغانية قابلة للحياة". ولهذا جاء تصنيف الهيئة جهود املســاعدة البريطانية "غير مــرض" في معظم اجملاالت، كما قال.

وأشــار حتديدا لقرار متويل قــوات األمن. وقال املتحدث باسم وزارة اخلارجية إن الدعم البريطاني حســن الصحة وزاد التسجيل في املدارس وقدم الدعم اإلنساني للمحتاجن وقاد اجلهود للتخلص من األلغام والذخيرة األخرى غيــر املنفجرة وفي كل أنحــاء البالد و"نرحب بتقرير الهيئة وسنرد عليه في الوقت املناسب".