العليا اإلسرائيلية ترّد استئناف الفنان الفلسطيني محمد بكري في قضية «جنني جنني»

«لو عاد الزمان بي سأعيد تصوير الفيلم وفضح االحتالل»

ناقشــت احملكمــة اإلســرائيلية العليــا االســتئناف الذي قدمه الفنان محمد بكري، مخرج ومنتج فيلم «جنــني جنني»، وذلك في أعقاب رفع دعوى تشــهير ضــده في احملكمة املركزية اإلسرائيلية.

وفي ردها على اســتئناف بكــري، قررت العليا بأغلبية قضاتها حتميله املسؤولية عن العروض األربعة للفيلم التي جرت بني عامي 2010 ،2012و وذلك من خــالل رأي األغلبية للقاضيني (شــتاين) و (مينتس)، بأن بكري يتحمل مســؤولية نشــر الفيلم علــى موقع اليوتيوب من جهة، واإلبقاء على قرار احملكمة املركزية بإدانته، ويشــمل عــرض الفيلم في إسرائيل بشكل كلي من جهة أخرى.

ويربــط قضــاة احملكمة اخلالصــة التي توصلوا إليها بالهجوم التفجيري على فندق «بارك» فــي نتانيا وقتــل 30 إســرائيليا ما أدى إلى اجتياح اجليش اإلســرائيلي مخيم جنني، الذي أســفر عن مقتل 23 جنديا وجرح العشرات.

وجــاء في صلب اعتمــاد العليــا على رد االستئناف، أن بكري أقدم بعد االجتياح على تصوير «ما يسمى فيلمه الوثائقي»، ويعرض فيه ردود فعل ســكان اخمليم علــى األحداث التي وقعت خالل العملية.

وتســتند العليا فــي قرارها علــى ادعاء اجلندي مغناجي الذي شــارك في القتال في اجتياح جنني واكتشــف الحقــا أن صورته تظهر في أحد مشــاهد الفيلم، والدعوى التي ق ّدمهــا اســتناد ًا على أربعة عــروض للفيلم أقيمت في الفترة ما بني 2010 - 2012 وكذلك حتميل الفيلم على موقع اليوتيوب.

وكــررت احملكمــة اإلســرائيلية العليــا نصوصا واضحة تدين بكــري على «أن فيلم «جنني جنــني» يتضمن أكاذيــب وافتراءات على جنود «جيش الدفاع» اإلسرائيلي وعلى اجلندي مغناجي خصوصا». لكن انقســمت آراء القضاة على مســألة التقادم مبا يتعلق بالدعوى التي قدمها مغناجي.

ووفقا للقضاة الثالثة فإن ادعاء مغناجي لم يســقط مــع مــرور الوقت واألخــذ بعني االعتبار العروض األربعة للفيلم التي ُعِرضت

بــني 2010 - 2012 التي يعتمد اجلندي عليها في شكواه.

وقرر القاضيان شــطاين ومينتس اإلبقاء على التعويضات مببلغ 175 ألف شــيكل التي فرضتها احملكمة املركزية ملغناجي ومنع عرض الفيلم في إســرائيل، بينمــا القاضي (أميت) وهــو رأي األقلية، قال إن املشــهد يظهر فيه مغناجي أربع ثوان فقــط ويكفي إزالة املقطع فقط وتقليص عملية القيــود املفروضة على الفيلم ككل، وإســقاط مســؤولية بكري عن حتميل الفيلم على اليوتيوب لكون جهة ثالثة من قامت بذلك، وعليه اقترح القاضي (أميت) تعديل مبلغ التعويض لـ 100 ألف شيكل فقط، لكن القضــاة اآلخرين رفضــوا رأي القاضي (أميت). وفي تعقيبه األول على قرار احملكمة قال بكري، إنه غير نادم على شــيء، ولو عاد الزمان بــه الى الوراء لكان ســيعيد تصوير الفيلم ليفضح به اجلرائم غير اإلنسانية التي ارتكبها جيش االحتالل فــي اجتياحه خمليم جنني البطل.

وأضاف ان محاولة اعتمــاد احملكمة على إفادات شهود عيان من ســكان اخمليم الذين كانوا في املكان خالل االجتياح اإلســرائيلي للمخيم واالتهام بأنهــا مفبركة هو مبثابة ذر للرمــاد بالعيون، ألنه كفنان لــم يتدخل في مضمون الشــهادات أو توجيههم، وهذه هي احلقيقة التي ال يريد االحتالل ســماعها ألنها تفضح جرائمه.

أمــا أصدقاء الفنــان محمد بكــري الذين قادوا حملة تضامن واسعة معه محليا فعقبوا على قرار العليا بالقــول «وهكذا تصل حملة مالحقــة الفنان بكري الــى ذروة جديدة في األجواء العنصرية الســائدة فــي البالد بعد حملة اســتمرت ألكثر من02 عاما، وقد كانت مســاندتنا له من خالل اختيار شعار احلملة «لن نتــرك احلصان وحيدا» علــى أنها أيضا رســالة لكل مبدعينــا وفنانينــا، فمن خالل الوقوف الى جانب الفنــان محمد بكري قلنا ونقول إننــا لن نترك أحدا منهــم يواجه آلة قمع احلريات واإلبداع لوحده، أما مبا يتعلق برفض احملكمة لاللتماس فهو قرار سياســي صرف، ُيخــِرج اجلانب القانونــي للدعوى املقدمة من السياق ويضع القضاء اإلسرائيلي في خانة غير حيادية».