Al-Quds Al-Arabi

إسرائيل تتوعد غزة إذا ثبتت عالقتها بعملية القدس... و«هاكر» إيراني يخترق كاميرات املراقبة وينشر حلظة التفجير

حماس: تصاعد جرائم االحتالل واملستوطنن­ي سيشعل ثورة مستمرة

-

توعدت دولة االحتالل قطــاع غزة بإجراءات عســكرية، في حال ثبت وجود عالقة بني املقاومة في القطاع والعملية التفجيرية التي ضربت محطة احلافــالت في القــدس احملتلــة، وأدت إلى مقتل إســرائيلي وإصابة آخرين، في وقــت متكن فيه «هاكرز» يتردد أنهم إيرانيون، من اختراق مواقع إســرائيلي­ة، واحلصول على لقطــات تظهر وقت التفجير، الذي تخفيه أجهزة األمن اإلســرائي­لية لغاية اللحظة.

حماس ترد

وعقب جلســات تقييم أمنية عقدتها القيادات العســكرية واألمنية في تل أبيب، لبحث العملية التفجيرية، التي غيرت معادلة الرد الفلســطين­ي على الهجمات اإلســرائي­لية، وأعــادت لألذهان املشــهد الذي كان قائما قبل02 عاما، هدد مسؤول أمني إسرائيلي قطاع غزة، في حال كان هو مصدر التفجيرات في مدينة القدس.

ونقلــت قناة «كان» عن املســؤول األمني قوله «فــي حال تبني أن الهجوم فــي القدس بإيعاز من غزة فسيكون لذلك ثمن كبير».

وفي غزة، وبســبب التهديدات اإلســرائي­لية املتكــررة، تتخــذ قيــادة املقاومة الفلســطين­ية احتياطات أمنية، خشــية من هجوم إســرائيلي مفاجــئ، خاصــة فــي ظــل تكــرار التحريض اإلســرائي­لي ضد غزة، واتهامها باملســؤول­ية عن العديد من األحداث اجلارية في الضفة.

وفي الســياق، كانت حركة حمــاس قد أكدت في بيان صحافي تلقت «القدس العربي» نســخة منه، أن تصاعد جرائم االحتالل ومستوطنيه ضد الشعب الفلسطيني ومقدســاته وخاصة املسجد األقصــى املبارك، وارتقاء الشــهيد تلو الشــهيد «سيشعل ثورة مســتمرة حتى دحر االحتالل عن أرضنا ومقدســاتن­ا، وإقامة دولتنا الفلســطين­ية املستقلة وعاصمتها القدس».

وشــددت على حق الشــعب الفلســطين­ي في مقاومة االحتــالل الذي يتحمل كامل املســؤولي­ة عن تداعيات جرائم جيشــه وإرهاب مستوطنيه، مؤكــدة أن محاوالت االحتــالل التحريض عليها وعالقاتهــ­ا مــع دول املنطقة، من خــالل حتميل املســؤولي­ة ألطر حركية خارج فلسطني «ما هي إال محاولــة للتغطية على عجزه فــي مواجهة ثورة شعبنا اجمليدة».

وأكــدت على سياســتها الثابتة بأن «ســاحة املقاومــة وإدارتهــا داخــل أرضنا الفلســطين­ية احملتلة».

وحسب التقديرات األمنية فإن االعتقاد السائد بأن يكون الهجوم نفذه فلســطينيو­ن من ســكان شــرق القدس، حيث يجري البحث إن كانت لهم عالقة بقطاع غزة أم ال.

وأوضحت القناة أن اجليش اإلســرائي­لي عزز من قواته والقوات اخلاصة التابعة للشــرطة ملنع هجمات أخرى، على غرار الهجوم التفجيري.

ورغم جلسات التقييم األمني التي عقدها وزير اجليــش بيني غانتس مبشــاركة قــادة كبار في املؤسستني العسكرية واألمنية، إال أنه لم يعلن في إسرائيل عن أي تقدم لكشف املنفذين، فيما ذكرت تقارير عبرية أنه رغم مرور كل هذه الساعات، إال

مستوطنون يهاجمون فلسطينيني في الضفة

أن األجهزة األمنية ال متلك أي معلومة.

ووفــق التقارير العبرية، فإنه لــم يتم اعتقال أي مشــتبه به في تفجيرات القدس، فيما يجري فحص إمكانية وجود مخططات لتفجيرات أخرى، خاصة وأن العمليــة وقعــت دون أن يكون لدى أجهزة األمن اإلسرائيلي­ة أي حتذيرات سابقة.

وقــام جيــش االحتــالل باقتحــام قرية بيت إكســا القريبة من مكان العمليتني لالستيالء على تســجيالت الكاميرات في محاولة للوصول ألي معلومة. ووقعت العمليــة عن طريق وضع قنبلة في محطة احلافالت.

ووفق ما ذكر إســرائيلي­ا، فإن شخصا يستقل دراجة نارية هو من قام بوضــع العبوة، ومن ثم

غادر املكان، وأنه جرى تفجير العبوة عن بعد.

وأدى االنفجــار إلى مقتل إســرائيلي وإصابة آخرين بينهم 4 وصفت جراحهم باخلطيرة.

وكان الناطــق باســم جيــش االحتــالل قال إن الهجوم نفذتــه «خلية ماهــرة»، الفتا إلى أن املؤسســة األمنية اإلســرائي­لية تركز حاليا على منع مزيد من الهجمــات و ما إذا كانت هناك خاليا أخرى.

ومتثلــت العملية في تفجير اســتهدف موقف حافالت في القدس، لتنفجر بعده عبوة ناسفة في مكان آخر في القدس لكن دون أن تؤدي إلى وقوع إصابات. وفي حتليل العملية، ذكرت «القناة »13 العبرية، أن تلك العملية املزدوجة كادت أن تؤدي

لوقوع عدد أكبر من القتلى واإلصابات، إال أنه مت تفادي كارثة كبيرة.

وذكرت أن الهجوم كان ســيكون أكثر خطورة لو جنحت خطــة املنفذين الذين زرعــوا العبوة الناســفة الثانية في احلي االستيطاني «راموت» التي ربطوها بأنبوبة غاز، الفتــة إلى أن أنبوبة الغــاز لم تنفجر. وذكرت أنه لو انفجرت لســقط العديد من القتلى واجلرحى.

يشــار إلــى أن غانتــس هدد عقب جلســات التقييم األمني التي عقدها، منفذي العملية، وقال «إن وقت منفذي العمليــات ومخططي الهجمات ومموليها محدود»، وكان بذلــك يتوعد بتصفية من يقف وراء العملية وقــام بتنفيذها. وذكر أن هناك منظمات وشخصيات في املنطقة «يحاولون زعزعة استقرار إسرائيل، وسيتم العمل ضدهم».

يشار إلى أنه بسبب العملية، قرر رئيس أركان اجليش اإلسرائيلي اجلنرال أفيف كوخافي قطع زيارته ألمريكا والعودة إلى إسرائيل.

هاكر إيراني

ورغم إخفــاء اجلانب اإلســرائي­لي الكثير من املعلومات عــن عملية القدس، فــي إطار البحث والتحري األمني، متكنت مجموعة «هاكر» يتردد أنهــا إيرانيــة، من اختــراق مواقع إســرائيلي­ة واحلصول على تســجيالت لكاميــرات املراقبة أظهرت حلظة االنفجــار، التي أخفتها ســلطات االحتالل. ونشــر «الهاكر» اإليراني الذي يطلق على نفسه اسم «عصا موسى» مشاهد من العملية التفجيرية من خــالل اختراق منظومة الكاميرات األمنية في مدينة القدس احملتلة.

وســبق أن متكنت مجموعة «هاكر» من نشــر تســجيالت الختراقــا­ت العديــد مــن كاميرات املراقبة املوجودة في إسرائيل، من بينها كاميرات منصوبة في شوارع مهمة، وكذلك كاميرات مثبتة في املنازل.

وقالــت مجموعة الهاكــر في بيــان مقتضب إنها متكنت من اختراق الكاميرات اإلســرائي­لية مبحطة احلافالت، واستولت على تصوير للحظة االنفجار.

وجاء ذلك بعدما سرت إشاعة إسرائيلية، بأن الكاميرات في تلك املنطقة كانت معطلة.

وحســب التحليــال­ت األمنية اإلســرائي­لية، فإن هــذه العملية خطط لها مســبقا على يد جهة مســلحة، دون أن تعرف بعد املنظمــة التي تقف وراءها، وبســبب تعقيدات األمر أصدرت محكمة إســرائيلي­ة أمرا يحظر نشــر تفاصيل عن ســير التحقيق.

جاء ذلك في وقت ذكرت فيه صحيفة «يديعوت أحرونــوت»، أن التقديــرا­ت األمنية تشــير إلى ان منفــذي التفجيــرا­ت في القــدس عملوا دون توجيه خارجي أو تعليمات من جماعات مسلحة، وخططوا للهجوم منذ فترة طويلة.

وأوضحــت التقديــرا­ت أن اخلليــة املنفــذة كانت على دراية جيــدة باملنطقة التي جرت فيها التفجيرات، ويشــتبه فــي أن عناصرها حتروا املكان من قبل.

وأشــارت إلى أن منفــذي الهجــوم اختاروا املــكان الذي فيه أكبر عدد مــن الركاب في محطة احلافالت، ثــم قاموا بتفجير العبــوة األولى من مسافة بعيدة، وفجروا العبوة الثانية في مفترق راموت بطريقة مماثلة.

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom