Al-Quds Al-Arabi

تفاصيل انتهاء أزمة جثمان شاب من فلسطينيي الـ84 بعد احتجازه في جنني

-

انتهت أزمة جثمان الشــاب تيران فــرو، من دالية الكرمــل في الداخل الفلســطين­ي احملتل عام ،1948 بعد شــد وجذب ومفاوضات طويلة، قادت إلى تســليم املقاومني في جنني اجلثمان ألجهزة األمن الفلســطين­ية، والتي عملت، في وقت مبكر من فجر أمس اخلميس، على تســليمه لقوات االحتالل اإلسرائيلي على حاجز سالم العسكري غربي املدينة.

وكادت جثة الشاب 18( عاما)، وهو أحد أبناء الطائفة العربية الدرزية، وقضى إثر حادث ســير بالقرب من اجلامعة العربيــة األمريكية في جنني، أن تــؤدي إلى تصعيد أمني، في ما لو أصــر مقاتلون احتجزوا اجلثمان من مستشفى ابن سينا التخصصي، على رفض تسليمه.

وكان اجلثمان قــد وصل إلى عائلته في بلدة داليــة الكرمل في اجلليل، بعد وســاطات عديدة تكثفت في الســاعات األخيرة، ومن جهات مختلفة بعد يومني على احتجازه. ووفق مصادر محلية، فإنه مت تسليم جثة الشاب فرو إلى شــخصيات اعتبارية من أهالي اخمليم، ســلموه بدورهم لالرتباط الفلســطين­ي الذي تابع إجراءات نقله عبر سيارة إسعاف إلى حاجز سالم، حيث تسلمته عائلته هناك.

وأكد املتحدث باســم جيــش االحتالل نقل جثة تيران فــرو إلى عائلته بالتنســيق مع األجهزة األمنية والسلطة الفلســطين­ية. وحسب ما أوردته صحيفة «يديعوت أحرونوت» فإن «االنفراجة في مفاوضات تســليم جثة الشــاب الدرزي بدأت عند الثالثة والنصف فجرا، بعد أن أيقن املســلحون في جنني خطورة القرار اإلســرائي­لي على اقتصاد املدينة مبنع إدخال املواد الغذائية والسكان داخل اخلط األخضر إليها”، على حد قولها.

جهود فلسطينية

ونشر حســاب املن ّسق اإلسرائيلي صور ًا للحظة إعادة اجلثة عبر مركبة إســعاف تابعة للهالل األحمر الفلســطين­ي، وقال إن ذلك مت بجهود جهات فلسطينية، أولها السلطة، إلى جانب جهات إسرائيلية ودولية.

وشــكر وزير جيش االحتالل اإلسرائيلي بيني غانتس، في تغريدة على تويتر، السلطة الفلسطينية على «هذه البادرة اإلنسانية»، حسب تعبيره.

وقــال رفيق احللبي، رئيس مجلس دالية الكرمــل في اجلليل، للقناة 12 العبرية، إن جهود عضو الكنيســت أحمد الطيبي فــي الضغط على حركة :اجلهاد اإلسالمي» في بيروت، لعبت دورا في تعجيل إعادة جثة تيران من جنني. وكان رئيس «احلركة اإلســالمي­ة»، احملظورة داخل اخلط األخضر، الشيخ رائد صالح، قد أصدر مساء أمس األول األربعاء، بيانا بشأن احتجاز جثة الشــاب تيران فرو، وقال إن وجوده في جنني كان « عاديا كأي إنسان من أهلنا من الداخل الفلســطين­ي»، ومتنى على خاطفي جثمانه أن يسلموه إلى ذويه.

وأضاف الشــيخ رائد صالح أن «احتجاز جثامني الشهداء الفلسطينين­ي في مقبرة األرقام اإلســرائي­لية، هي جرمية نكراء ال تزال متارسها املؤسسة اإلسرائيلي­ة، وآن األوان لكل هؤالء أن يعودوا إلى أهلهم».

أعضاء من الطائفة العربية الدرزية خالل جنازة تيران فرو بعد استالم جثته

وفــي وقت ســابق األربعاء، قال رئيــس وزراء االحتالل اإلســرائي­لي املنتهيــة واليته، يائير لبيد، إ ّن ”اخلاطفني ســيدفعون ثمن ًا باهظ ًا” إذا لم يعيدوا اجلثة.

وحسب اخلبير في الشأن اإلسرائيلي محمد عالن دراغمة، فإن التنسيق كان في اجتاه واحد، أي من الطرف الفلسطيني للطرف اإلسرائيلي فقط.

وأشــارت الصحف العبرية إلــى أن ”إعادة اجلثة متت بالتنســيق مع السلطة الفلسطينية بشكل عام، ومع أجهزتها األمنية بشكل خاص”، حيث حتــدث محللون في الفضائيات اإلســرائي­لية عن أهمية التنســيق األمني واملدني مع الســلطة الفلســطين­ية، والذي أثبت أهميته صباح أمس أيضا في قضية الشاب تيران فيرو. وتســاءل دراغمة: «ملاذا يفشل هذا التنسيق في استعادة جثامني الشــهداء من ثالجات االحتالل، واإلفراج عن األسرى املرضى من سجون االحتالل اإلسرائيلي؟».

وحســب صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، فإن االنفراجة اجلدية

كانت قرابة الســاعة 3:30 فجرا، أي فور مباشرة إعالن اجليش اإلسرائيلي إغالق حواجز اجللمة وســالم أمــام البضائع والعمال الفلســطين­يني من الداخل إلى إشــعار آخر، حيث أدرك املسلحون الذين احتجزوا اجلثمان أن إغالق احلواجز في محيط جنني ســيزيد من ضغوطات السلطة وأجهزتها األمنية.

وأمام الضغط الدولي والفلسطيني على املقاتلني لتسليم اجلثمان، نظم أهالي شهداء محتجزة جثامينهم لدى قوات االحتالل في جنني مسيرة ليلية طالبت باســتعادة جثامني الشهداء مقابل جثة الشاب احملتجزة في اخمليم، والذي اع ُت ِبر إسرائيلي ًا.

في املقابل، أغلق عدد من أبناء دالية الكرمل شارع 6 في فلسطني احملتلة، وقام شبان دروز باختطاف عمال فلسطينيني من مدينة جنني.

وكشفت اإلذاعة اإلســرائي­لية العامة، صباح أمس، عن أن خمسة عمال فلسطينيني تعرضوا لالختطاف والتنكيل في قرية يركا الدرزية في اجلليل األعلــى، الليلة املاضيــة. ومت تداول مقاطــع فيديو الثنني مــن العمال، مت إجبارهما علــى املطالبة باإلفراج عن جثة الشــاب. وفي أحد الفيديوهات، ظهر العامل قاســم أبو الــرب من قرية جلبون في جنــني، بعد إجباره على املطالبة باإلفراج عن جثة الشاب تيران فرو.

كما مت نشــر صورة أخرى تظهر عامال فلســطينيا مت اختطافه، وقد ظهر محاطا مبسلحني حتت عنوان: ”العني بالعني والسن بالسن، اعتقلنا خائنا من منطقتكم إذا لم تعيدوا اجلثة، فلن تروه مجددا”.

ووفقا للشــرطة اإلســرائي­لية، فقد مت اختطاف ثالثة عمال من ســكان اخلليل، تتراوح أعمارهم بني 17( و 19 و82 عاما) ليال، على يد عدة مسلحني من مــكان مبيتهم في قريــة يركا، وقد أطلــق اخلاطفون النــار في الهواء وأجبــروا الثالثة على ركوب ســيارة. كما أفادت التقاريــر بأنه مت العثور على الثالثة بالقرب من املــكان الذي تعرضوا فيه للخطف وهم يعانون من الرضوض جراء الضــرب املبرح، ومت نقلهم فيما بعد لتلقي العالج في مركز اجلليل الطبي في نهاريا. وأيضا، أشــارت الشرطة اإلسرائيلي­ة، إلى أنه مت اختطاف عاملين آخرين في اجلوالن السوري احملتل.

وحسب مصادر فلســطينية، فقد قام رئيس احلكومة الفلسطينية محمد اشــتية بالتحدث مع شــيخ الطائفــة الدرزية موفق طريــف، ومع الوزير اإلسرائيلي الســابق صالح طريف، وفي احملاوالت ذاتها، أجريت اتصاالت مع قادة من «حماس» و«اجلهاد» في اخلارج للهدف نفسه.

وكانــت الرقابة العســكرية اإلســرائي­لية، بعد منتصف ليــل األربعاء املاضي، قد سمحت بالنشر وكشف تفاصيل «حدث متدحرج» بدأ مع «مصرع شــاب درزي من دالية الكرمل يبلغ من العمر 18( عاما)، بحادث ســير قرب اجلامعة العربية األمريكية في جنني».

إغالق املعابر

وذكــرت اإلذاعــة العبرية العامة أن الشــاب (تيران حســام فرو) لقي مصرعه متأثرا بجروحه في مستشــفى ابن ســينا احلكومي في جنني، غير أّن مســلحني اختطفوا جثته ظنًا منهم أنه عنصر في قوة إسرائيلية خاصة كانت تعمل سرا في املكان.

وأشارت اإلذاعة، نقال عن املتحدث باسم جيش االحتالل، إلى أن الشاب الذي أصيب في احلادث مع صديقــه 18( عاما)، متت معاجلته في جنني من إصابته اخلطيرة، بينما مت نقل املصاب اآلخر بطائرة مروحية إلى مستشفى ”رمبــام” في حيفا، وهو بحالة خطيرة. ورجحت اإلذاعة العبرية أن تكون مجموعة مسلحة مقربة من حركة ”اجلهاد اإلسالمي” خلف ما جرى.

وأغلقت ســلطات االحتالل اإلســرائي­لي، الليلة قبــل املاضية، حاجزي اجللمة وسالم العسكريني «حتى إشــعار آخر»، وهو ما اعتبره نشطاء من أجل تكثيف الضغط على املقاومني الذين احتجزوا اجلثمان.

وأفادت مصادر أمنية أن سلطات االحتالل أغلقت حاجز سالم العسكري غرب جنني، وحاجز اجللمة شــمال املدينة، بــكال االجتاهني، ومنعت حركة البضائع والسلع، وتنقل العمال إلى داخل أراضي الـ84، ودخول فلسطينيي الـ84 إلى محافظة جنني «حتى إشعار آخر».

تقارير حتدثت عن منع قطر «الطقوس التلمودية» وطعام «الكوشر» خالل املونديال

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom