الصني: فرض إغالق عام على 6 ماليني شخص في تشنغتشو ملكافحة كوفيد ـ 19
■ بكني- أ ف ب: فرضت الســلطات في مدينة تشنغتشو الواقعة في وســط الصني والتي تض ّم مصنع ًا ضخم ًا لهواتف آي فون، إغالق ًا عام ًا، أمس اخلميس، على ستة ماليني شخص في كثير من أحياء وسط املدينة ملكافحة كوفيــد-91 بعدما أثار تفشــي الفيــروس احتجاجات عنيفة وحالة ذعر.
ويأتي هــذا اإلجراء بعدما تظاهر مئات العمــال، األربعاء، أمام أكبر مصنع لهواتــف آي فون األمريكية فــي العالم، مبواجهــة عناصر من الشرطة كانوا يحملون هراوات ويرتدون بزات حماية بيضاء. ويفرض القرار الصادر مســاء األربعاء على جميع السكان القاطنني في ثمان من مناطق املدينة اخلضوع الختبار "بي ســي آر" بصورة يومية وعلى مدار أيام اإلغالق العام اخلمسة اعتباًرا من منتصف ليل اجلمعة.
وتشــمل هذه اإلجراءات أكثر من ستة ماليني شــخص، أي أكثر من نصف سكان تشنغتشو، لكنها ال تشمل منطقة املصنع الذي متلكه شركة فوكســكون التايوانّية والذي يخضع لقيود صارمة ملكافحة كوفيد-91 منذ أسابيع عدة.
وقال أحد عمال املصنع إن التظاهرات بدأت بسبب جدل حول مكافأة مادية كان العمال موعودين بها. ولفت إلى أن املكافأة انخفضت من 3000 إلى 30 يوان (من 400 إلى 4 يورو)، ما أثار استياء واسعا بني املوظفني.
وأشار العامل، الذي طلب عدم الكشف عن هويته خوفا من إجراءات انتقاميــة، إلى أن عدًدا من املوظفني مســتاء أيضا مــن ظروف احلياة "الفوضويــة" في املصنع بســبب القيــود الصحية. واعتذرت شــركة فوكسكون، اخلميس، مؤّكدة أن املشكلة املتعّلقة باملكافآت سببها "خطأ تقنــي" في نظام الدفع. وأ ّكــدت أنها "تتف ّهم بالكامــل" مخاوف الع ّمال. وقالت: "ستبذل الشــركة قصارى جهدها لالستجابة بطريقة استباقية ملشاغل املوظفني وطلباتهم املعقولة".
وقالت الشركة األمريكية العمالقة "آبل" املصنعة لهواتف آي فون إنها أرسلت مندوبني إلى املوقع. وأوضحت أنها "تدقق في الوضع وتعمل عن كثب مع فوكسكون لضمان معاجلة مخاوف موظفيها".
والشــهر املاضي، هرب عّمال من موقع املصنع ســيًرا، بعدما ُأصيبوا
بالذعر بســبب اإلغالق املفاجئ للمصنع، واشتكى بعضهم من الفوضى السائدةً في املكان.
وعمال بسياســة "صفر كوفيد" الصارمة املطبقة فــي الصني، يؤدي أدنى ارتفاع بعدد اإلصابات إلى إغالق مدن بأكملها ووضع املصابني في احلجر الصحي. لكن هذه االستراتيجية تثير متلمال واستياء لدى جزء كبير من السكان، فيما عاود عدد اإلصابات االرتفاع.
وأعلنت وزارة الصحة، اخلميس، تســجيل عدد قياســي جديد من اإلصابات خالل الـ42 ساعة األخيرة بلغ 31444 حالة منهم 27517 حالة لم ُتظهر أعرا ًضا.
ويتجاوز هذا العدد الرقم القياســي الســابق )29317( املسجل في منتصف نيسان/أبريل عندما كانت مدينة شنغهاي خاضعة إلغالق عام. وسّجلت مدينة تشنغتشــو 675 إصابة جديدة بكوفيد-91، اخلميس، لكن الغالبية العظمى من هذه احلاالت كانت بدون أعراض.
وشــددت الكثير من املــدن الصينية الكبرى األخــرى، مبا فيها بكني وشــنغهاي وتشــونغكينغ، القيود الصحية. وباتت بكني تطلب إظهار اختبار "بي ســي آر" ُأجري قبل أقّل من 48 ســاعة ونتيجته سلبية قبل الدخول إلى أماكن عامة مثل مراكز التسوق والفنادق واملباني اإلدارية.
واعتمدت كثير من املدارس التعليــم عن بعد. وأغلقت معظم املطاعم واحلانات واملتاجر.
وبنت كانتــون (جنوب) التي أصبحــت مركز املوجــة احلالية من كوفيد-91، آالف غرف املستشفيات املوقتة الستيعاب املرضى.
وكانــت احلكومة أعلنت في 11 تشــرين الثاني/نوفمبر "حتســني" قيود مكافحة كوفيــد-91، مع تخفيف الكثير من اإلجراءات مبا في ذلك تقليص مدة احلجر الصحي، ال سيما للمسافرين الوافدين من اخلارج. لكن مدينة شيجياتشــوانغ اجملاورة لبكني، والتي كان ينظر إليها على أنها مدينة جتريبية الختبار اســتراتيجية إعــادة الفتح، تراجعت عن معظم إجراءات تخفيف القيود، كما حصل في مناطق أخرى.
وقال اخلبير االقتصادي لدى مصرف "نومورا" تينغ لو، إن "الطريق نحو إعادة الفتح قد يكون بطيًئا ومكلًفا وتعترضه مطبات".