Al-Quds Al-Arabi

بعد «عملية القدس»... إسرائيل بني «تهدئة اخلواطر» واقتحام شامل ملدن الضفة

-

ميكن للعملية التي جرت فــي القدس أمس أن تشــكل عامة على واقع أمني أصعب بكثير، ولكن ليس بالضرورة. ومثلما هــو احلال دوما، الكثير متعلق أيض ًا بالطرف اآلخر مثلما بنا أيض ًا، واحلل يتطلب معرفــة الواقع وفهم اآلثــار احملتملة لكل سياسة. خمس نقاط يجدر بنا معرفتها:

.1 اإلرهــاب ليس غــو ًال مخيف ًا ليــس معروف ًا مكانه، واملطلوب هو قرار شــجاع للقتال ضده أو «جلباية ثمن منه». اإلرهاب الفلســطين­ي متوزع ومتناثر وقد يســتخدمه كل يوم مئات األشخاص اخملتلفن دون صلــة أحدهم باآلخــر، ولهذا ثمة صعوبة في معرفة مسبقة باخملرب.

.2 منفذو اإلرهاب هم فلسطينيون «عاديون»، جزء من الســكان، يعملون باســمهم ويختبئون داخلهم. والتمييز بالتالي بن اخملربن واملواطنن غير املشاركن هو أمر معقد.

.3 اإلرهاب يعكــس واقع انعدام االســتقرا­ر، انعــدام احلــل وانعــدام اجلــدوى. للشــباب الفلســطين­ي العاطل عــن العمل حوافــز عالية لانشغال باإلرهاب، وأســباب قليلة جدا متنعهم عن ذلك.

.4 واقــع اجلماعتــن الســكانيت­ن، اليهودية

والفلســطي­نية، القريبتن جدًا جغرافيًا، واللتن تتقاسمان الطرق ذاتها مع قدرة انتقال جد بسيطة من «املناطق» [الضفة الغربية] إلى القدس، يسمح بتنفيذ العمليات بسهولة كبيرة.

.5 نحصي القتلى في طرفنا بألم، ولكن الطرف اآلخــر يفعــل ذلك، وفي ضــوء نحــو 120 قتيا فلســطينيا في النصف السنة األخيرة، فا عجب أن تشتعل األرض.

إذن مــا العمــل؟ ثمة حاجــة لاختيــار بن استراتيجيت­ن متعاكستن:

اإلمكانية األولى هــي محاولة تهدئة اخلواطر. اخلطوات الناشــئة عن هذا النهج هي جهد أعلى للقبــض على منفذي العمليــة وإحباط محاوالت مشابهة؛ واستمرار عزل مراكز اإلرهاب مثل جنن: عمل عنيف ضد كل تنظيم إرهابي مشخص، مثلما جرى مع «عرين األســود» في نابلس. وكلما كان التنظيم أكبــر وأكثــر تهديدا ولديــه مختبرات متفجــرات وبنيــة حتتية أخرى، يســهل العثور عليه. وعندها، حســب هذا النهــج: االمتناع عن تغييــرات أحاديــة اجلانب، ســواء كان هذا في القدس أم في معاقبة الســلطة الفلسطينية أم في ظروف السجناء الفلسطينين؛ واستمرار دخول العمال الفلسطينين من الضفة وغزة؛ وجهد ملنع االحتكاكات بن اليهود والفلســطي­نين كما جرى في اخلليل قبل أســبوع. ومثلمــا حصل غير مرة،

هنــاك احتمال أن تؤدي السياســة التي متيز بن اإلرهابين وأغلبية السكان إلى هدوء نسبي.

االستراتيج­ية املعاكسة هي املبادرة إلى عملية واســعة غايتها احتال كامل للمدن الفلسطينية و»االنتقال من بيت إلى بيت جلمع الســاح». إلى جانب فضائل هــذا النهج، يجدر توقع املضاعفات التالية: ســتؤدي العملية إلى خســائر كثيرة في جانبنا والكثير من املدنين الفلسطينين القتلى؛ وســتبدأ بالتــوازي مواجهة شــاملة مــع غزة؛ وتوقعات جمع كل الســاح الفلســطين­ي ليست واقعيــة؛ واألغلبية الفلســطين­ية الصامتة، تلك التي تفضل الهــدوء، من رمبا تنضــم إلى دائرة القتال؛ ومحافل كثيرة في العالم ستجري تشبيها بن عملنــا وأعمال الروس في أوكرانيا. ســتقرر إيران بأنه توقيت مناســب لتصعيد املعركة ضد إسرائيل.

رمبــا حــان الوقــت ألن نقــرر العمــل وفقا لاســتراتي­جية الثانيــة، غير أنــه وألجل ذلك نوصــي بأن يتم عمل ثاثة أمــور: إقامة حكومة، وإجراء بحــث معمــق بالنســبة ملضاعفات كل استراتيجية، ومعرفة ترجمة كل استراتيجية إلى أفعال ملموسة. عندها يتبن كم هو صعب ترجمة شــعار من نوع «االنتصار على اإلرهاب»، وأعمال منفعتها أعلى من ثمنها.

يديعوت أحرونوت 2022/11/24

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom