Al-Quds Al-Arabi

بعد «عملية احلافلة» في القدس... نتنياهو بني إيران وغزة والضفة وضغوط شركائه في اليمني

رغم عدم وجود دالئل تشير حتى اآلن إلى ضلوع حماس

-

ال توجــد معلومــات فــي هــذه املرحلــة تربــط بــن حماس فــي غــزة والعمليــة التي جــرت في القدس، لكن األرشــيف ملــيء مبحاوالت أحبطها «الشــاباك» فــي مرحلــة مبكــرة، بينمــا صدرت األوامر لتنفيذها من غزة، أو بشــكل غير مباشــر، عبر القيادة في تركيا.

جناح عملية تشــير بصمات مخططيها بشــكل مباشــر إلى قطاع غزة ســيؤدي باحتمالية عالية إلــى توصية في جهــاز األمن للقيادة السياســية ملهاجمة غزة. حتى قبل أن يتحقق هذا الســيناري­و املعقــول، فــإن تصعيــدًا إضافيًا فــي جنن على خلفية عملية متوقعة إذا لــم تتم إعادة جثة تيران بــرو إلســرائيل، كفيــل بإدخال غزة إلــى صورة التصعيد في وقت مبكر جدا، حتى حينما ال تكون إلسرائيل وحلماس مصلحة في ذلك.

صــور املصابــن فــي محطــات التســفير والباصات بعد عمليــة القدس، ألقت بنا أمس في رحلة في الزمن عشــرات الســنن إلى الوراء، إلى الصور القاســية للباصات املتفجرة في قلب مدن إســرائيل. ثمــة افتــراض بأن هــذا االرتبــاط في الوعي، إلى جانب قتل إســرائيلي­ن، هو ما ســعى اخملربــون إلى حتقيقه. اإلرهــاب املنظم يتجه إلى هناك متامــا. مزايا العملية في القدس تشــير إلى احتمــال عال بأنــه تنظيمــًا إرهابيًا قدميــًا يكمن خلف التخطيط لهــا، وجتهيز الســاح والتنفيذ، وليس مجرد شبكة محلية مثل «عرين األسود».

في واقــع يعمل فيــه اجليش اإلســرائي­لي في قلب املدن الفلسطينية، فإن قدرات اإلرهاب املؤطر بعيدة عن القــدرات التي كانــت ملنظمات اإلرهاب وللشــخصيا­ت التــي قــادت حمــاس واجلهــاد اإلســامي وفتح في منتصف التســعيني­ات وفي بداية سنوات األلفن.

إن حريــة العمــل التــي للجيــش اإلســرائي­لي واألهميــة التي ينظر بها جهــاز األمن إلى احلفاظ علــى اســتقرار الســلطة الفلســطين­ية كبديــل هو األكثــر معقوليــة للحفــاظ علــى االســتقرا­ر فــي املنطقة، هي أســباب تشــرح ملاذا يعــارض جهاز األمــن بشــدة املطالبــا­ت السياســية املزعومــة للخروج في حملة «سور واق .»2

في االختيار بن عملية ضد السلطة الفلسطينية وحمــاس فــي قطاع غزة، ســيفضل جهــاز األمن حتديــد حماس في غزة في حالــة واصلت موجة اإلرهــاب احلاليــة تصاعدها. ما يبــدأ في الضفة يكاد ينتهي في قطاع غزة.

حتــى اآلن مبــا في ذلــك منــذ حملــة «حارس األســوار» وعمليــا منذ فك االرتبــاط، مبا في ذلك ســنوات حكم نتنياهو الطويلة، تتلعثم إســرائيل في نقل الرســالة حلماس في أن هنــاك ثمنا على نقل اإلرهاب من غزة إلى الضفة، وأن إسرائيل لن تكتفي بالرد على نار الصواريخ من القطاع. قصر رئيــس األركان أفيــف كوخافي قليــا زيارته إلى الواليــات املتحدة، لكنه أمــر ال معنى له من ناحية عملية. يدور احلديث عن عودة قبل بضع ساعات مــن املوعــد املقرر، لكنهــا قصة أخرى مــن ناحية رمزيــة، وليــس مؤكــدا أن هــذا ما قصــده رئيس األركان بالبــاغ الــذي أصــدره عن تقــدمي موعد عودتــه. إســرائيل، التي تســعى لتركيــز االنتباه علــى التحديــات جتــاه إيــران والحقــا ســباقها الزاحــف نحو النووي، تدرك جيــدا ثمن املواجهة في الســاحة الفلسطينية، في اجملال الدبلوماسي الدولــي ورمبا حتــى أهم من ذلــك، باألثمان التي يدفعها اجليش في تأهيله للحرب بتعزيز القوات الذي يتواصل منذ أكثر من ثمانية أشهر.

إن استمرار التصعيد في الضفة سيخدم إيران وحمــاس في غــزة أيضا، وهــذا يفهمــه نتنياهو جيــدا قبل كثير من أن يعمــل لتلبية مطالب أولئك الراغبن في انهيار السلطة الفلسطينية.

معاريف 2022/11/24

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom