«اسمها فلسطني»: فشل حملة تطبيع إسرائيل في املونديال
■ تــوازت احلملــة الشــديدة في اإلعــام اإلســرائيلي ضــد اســتضافة قطــر لبطولــة كأس العالم في كــرة القدم (املونديــال)، مــع حملــة أخرى تســتغل الســماح حلاملي اجلنســية اإلســرائيلية بدخــول البــاد ملتابعــة الفعاليــة الرياضيــة إلثبات أمــر ال ميكــن إثباته، وهــو أن اجلماهير العربيــة املتواجــدة ســترحب بوجــود إعــام إســرائيلي وتشــارك في الرد على أسئلته، كما لو كان إعاما ألي دولة «طبيعية» أخرى.
انبنت تلك احملاوالت، على ما يظهر، على فرضية مستقاة مــن األمثلــة التي حصلت في بلــدان عربية أخــرى احتفلت بالتطبيــع مع إســرائيل، كما هــو احلال في اإلمــارات، لكن تلــك احملــاوالت أثبتت فشــلها في الوصول إلى مشــجعني فــي قطر، وقد تكررت الواقعة مرات كثيرة حتى أســقط في يد بعض الصحافيني اإلســرائيليني فاستشاطوا غضبا من مواقف الناس، معتبرين أن املشــكلة هي في تلك اجلماهير، وليس في متثيلهم إلسرائيل.
من املثير للســخرية، حقا، أن احلملة اإلسرائيلية املطالبة بعدم الســفر إلى مونديال قطر، استخدمت مفردات حقوق اإلنســان، واتهــام الدوحــة بصفقــات «مشــكوك فيهــا»، وأنهــا «تســتخدم الرياضة واإلعــام لتبييــض صورتها»، وأنهــا تدعــم «منظمــات إرهابيــة»، مثــل جماعــة اإلخوان و«حمــاس»، رغــم أن إســرائيل، هــي دولة احتــال، تنهب أراضــي الفلســطينيني، وتنتهك حقوق رجالهم ونســائهم وأطفالهــم، وأن العديد من زعمائها صــدرت بحقهم أحكام بجرائم فســاد واغتصاب ورشــاوى، في محاكم إسرائيل نفســها، وأن األمم املتحدة، أعلنت ارتكاب إسرائيل (وليس قطر) جرائم حرب.
حــني يتعلق األمر بالرياضــة، تعتبر إســرائيل أمنوذجا فــي العنصريــة، ويكفــي التذكيــر بوجــود فــرق رياضية إســرائيلية مثــل «بيتــار القــدس»، الــذي يعتبــر «أكبر ناد عنصري في العالم»، ضد العرب واملســلمني، على مستوى العبيــه ومشــجعيه، إلى درجــة أن مهاجما فيه ســجل مرة
هــدف التقــدم لصالــح الفريق، لكــن اجلمهور بــدأ مغادرة امللعب احتجاجا على تســجيل «العب مســلم» هدفا لصالح «الفريق اليهودي»، في ســابقة لم حتدث من قبل في تاريخ كــرة القــدم، وكان ذلك هــو املوســم األول واألخير لاعب الشيشــاني زاوور ســيداييف، وكان أنصار النادي، قبلها، أحرقوا قاعــة البطــوالت احتجاجا على التوقيــع معه، ألن النادي يجب أن «يبقى نقيا»!
ال يبــدو أن مسلســل اإلجــرام واالحتال واالســتيطان يدخــل فــي حســابات اإلعاميــني اإلســرائيليني، الذيــن اعتبروا، على ما يظهر، أن صفقات التطبيع قادرة على محو تاريخ القمع اإلسرائيلي للعرب والفلسطينيني، وفي الوقت نفسه، املزاودة مبســائل حقوق اإلنسان والنساء والعمال واألقليــات اجلنســية، ولكــن النتيجة كانــت فاضحة بكل املقاييس.
تنوعت أشــكال رفض االســتفزاز اإلعامي اإلسرائيلي للمشــجعني، ولكن بعضها كان ذا داللة رمزيــة كبيرة، كما حصل مع شابني لبنانيني أوقفهما مراسل إسرائيلي وقال لهما إنه من إســرائيل فردا عليه: «اســمها فلســطني وليس إســرائيل»، وبعد أن رفض شاب قطري إجراء مقابلة انهال كثيرون على الشــاب بالتحية ملشــاعره الوطنيــة والعربية واإلسامية.
إضافــة إلى رفــض احلديث مع املراســلني، واجه بعض الصحافيني اإلســرائيليني، مثل تال شــورر، موفــد «القناة ،»13 خــال بث مباشــر من الدوحــة بتظاهــرة احتجاجية رافضة للتطبيع ومســاندة للشــعب الفلســطيني، كما رفع مشــجعون مغاربة، خــال مباراة بادهم مــع كرواتيا، علم فلســطني وصــورة لإلعامية الراحلة شــيرين أبــو عاقلة، ولبس بعضهم الكوفية الفلســطينية، فــي مدرجات املباراة التــي حضرها أمير قطــر متيم بن حمد، وتكــرر ظهور العلم الفلسطيني في مدرجات التشجيع العربية.
النتيجــة املســتخلصة من قطر، باســتخدام مصطلحات الرياضة، كانت: فلسطني )1( إسرائيل .)0(